السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

"الأردنية" تكرم 35 باحثا من أعضاء هيئتها التدريسية

image


الوكيل الإخباري - احتفلت الجامعة الأردنية السبت بالباحثين المتميزين في الجامعة، وذلك تقديرًا لجهودهم العلمية والبحثية في كافة المجالات، ولما قدموه من أبحاث علمية متميزة منشورة في المجلات العلمية والبحثية العالمية.

وعُقد الحفل في جاليري رأس العين/ أمانة عمان الكبرى احتفالًا بـ35 باحثا من أعضاء الهيئة التدريسية الذين صُنّفوا ضمن أفضل 2% من الباحثين في العالم حسب تصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية وأكثر الباحثين تأثيرا، إضافة للباحثين المتواجدين في قائمتي ستانفورد وكلاريفيت، وباحثي الجامعة من التّخصّصات المختلفة الحاصلين على أكثر استشهادات لبحوثهم آخر خمس سنوات في قاعدة سكوبس.

و اختارت الجامعة بأن تكرم علماءها في مكان اجتهد فيه الإنسان الأردني قبل عشرة آلاف عام، وبحث وتعلم وزرع وصنع حتى يترك أثره لنا في قرية عين غزال الممتدة من جبل القلعة مرورا برأس العين، لتصبح أمانة عمّان حارسة المكان والإرث جزءًا من احتفالية الجامعة بالباحثين المتميزين" من أعضاء الهيئة التدريسيّة، علماء الوطن الذين لهم دور فاعل في بناء الدولة وتطوير دعائمها، إذ إنّ كثيرًا ممّا نراه من معالم مدينة عمّان ما كان له أن يبقى ويُحافظ عليه لولا مساهمة أفضل الأكاديميّين في هذا المجال، الذين يدفع كُلّ واحدٍ منهم الأردنّ خطواتٍ للأمام، نحو مئويّة الأردن الثّانية، مئويّة عنوانها التقدّم والازدهار.

وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات "أتينا لهذا المكان الجميل، لنقول للباحثين والعلماء؛ شكرًا لكم لأن إنجازكم هذا أعطى للجامعة الأردنيّة بُعدًا آخر في العالميّة، فها هي إحدى المؤسسات الأكاديمية والبحثية العالميّة تفتح بابا للعالم كلّه ليعترف بأنَّ لدى الأردنيّة باحثين من الطّراز الأوّل يحدثون التأثير ويساهمون في تقدُّم العالم، تمامًا كما كان الآباء والأجداد جزءًا من التطور والتقدم البشريّ".

وتابع:"إننا نقدر الجهد والعمل الجاد الذي يؤدي الى المعرفة، خاصّة معرفة الإنتاج والمعرفة التي تقودنا إلى التّنمية الحقيقية. إنّ ما يزيدنا غبطةً وفرحًا أن يكون بين الباحثين المتميّزين شباب ما زالوا في بداية الطّريق الأكاديميّ، إنّهم يتجاوزون التّوقعات، ويبشّرون بمستقبل أكثر إشراقا في البحث والابتكار، وهم الأقدر على بناء الشراكات الحقيقيّة مع الباحثين الآخرين وأصحاب العمل وصانعي الإنتاج".

وأكّد عبيدات أنّ واحدًا من أهمّ تحديات البحث العلميّ في الجامعات هو مواءمة الجهد العلميّ الذي تقوم به مع خلق بيئة اقتصاديّة سياسيّة داعمة للتميّز، والتي من شأنها زيادة الاستثمار في العلوم والابتكار.

وأشار إلى أنّ الحاجة أصبحت ماسة لانطلاقة جديدة في التعليم عامّة وفي التعليم الجامعيّ خاصّة، ينطلق من التّحديات الحقيقيّة، وذلك بجعل عضو هيئة التّدريس والطّالب مركز الاهتمام والتطوير، وهذا يتطلّب العمل على إحداث تغيير حقيقيّ لدى عضو هيئة التّدريس ليكون واعيًا ومستوعبًا وقادرًا على إحداث نقلة نوعيّة في التعليم العالي يرفد المجتمع بخرّيج قادر على العمل ومواجهة المشاكل والتّحدّيات التي تواجهه ويكون قادرا على أن يعيش حياة جيّدة هو وعائلته، ويتقبّل الآخر ويميّز بين الخطأ والصّواب، وذلك يتطلّب إعادة النّظر بمخرجات البرامجِ التعليميّة، والتركيز على التّعلُّم أكثر من التّعليم، وإطلاق العنانَ للتّفكيرِ النّاقد البنّاء.

ولفت عبيدات إلى أنّ الأردُنّ يؤمن إيمانًا راسخًا بالتّعليم والازدهار القائم على البحث والابتكار، لكنه ما زال بحاجة إلى مبادرات جديدة تشكّل دعوة جديدة لبناء سمعة وعلاقات عالميّة تؤهّلنا لخوض تجارب بحثيّة عالمية أكثر تأثيرًا في عالم الإنتاج والاقتصاد، مثمنا في هذا المقام المبادرة الهامّة التي قام بها قبل أيّام المجلس الأعلى للعلوم والتّكنولوجيا بالإعلان عن انطلاقة المركز الوطنيّ للإبداع ومنصّة الأردنّ المفتوحة للإبداع (JOIP)، وذلك للإعلان رسميًّا عن بدء أعمال المركز والمنصّة لخدمة منظومة الإبداع في المملكة، التي ستعمل على ربط الباحثين والمبدعين الأردنيّين عبر منحهم هُويّة دوليّة فريدة والعمل على إنشاء قاعدة بيانات موثوقة للباحثين والمبدعين الأردنيّين بالاعتماد على بيانات المصادر الدّوليّة الموثوقة مثل CrossRef و Scopus وغيرها من المصادر التي تحتوي على تفاصيل إضافية لمستخدمي المنصّة، ممّا يتيح تحديثها بشكل تلقائيّ.

وقال عميد البحث العلمي الدكتور فالح السواعير "أقف اليوم مشاركا في تكريم باحثين علماء ساهموا و يساهموا في رفعة اسم الأردنية في التصنيفات العالمية للباحثين. فلا يخفى على أحد منا اليوم أنّ من أهم المرتكزات التي تُصنّف بها الجامعات عالميا ويمكنُ قياسها بموضوعية هو البحث العلمي وما يتعلق به من نشر في المجلات الأكثر تأثيرا في مجالات العلوم المختلفة. كما لا يخفى عليكم أهمية هذه التصنيفات كمؤشر أصبح مهمّا لمقارنة أداء الجامعات في الدول المختلفة وما لذلك من تبعات على سمعتها واستقطابها للعلماء والطلبة الدوليين ومنافسة خريجيها على القبول في برامج الدراسات العليا والحصول على الوظيفة النوعية".

وأضاف أنّ ظهور اثنين وعشرين باحثًا من الأردنيّة في قائمة ستانفورد التي تضُمُّ 2% من العلماءِ الأكثر تأثيرًا في العالم في مجالاتٍ علميّةٍ متعددةٍ وظهور باحثيْن اثنيْن من باحثيها في قائمةِ كلاريفيت (WoS) للباحثين الأكثر تأثيرًا في العالم، لهو فخر لنا جميعا، ونحن ممتنّون لكلّ واحد من هؤلاء الباحثين الذين نسعى لتكريمهم في هذا اليوم.

وزاد "ولا تنسى الأردنية اليوم أيضًا تكريم باحثين يساهمون حاليا في تحسين تصنيفها العالمي من خلال النشر في المجلات الأكثر تأثيرا والحاصلين على استشهادات علمية مرتفعة لبحوث علمية نشروها في السنوات الخمس الأخيرة مما سيساهم في ظهور أسمائهم في قوائم ستانفورد وكلاريفيت في المستقبل القريب"

وبين السواعير أنّ هناك تفاوتا في معدل الاستشهاد لكلّ مجال علميّ اعتمادًا على طبيعة ولغة النشر في المجال وعدد الباحثين فيه في العالم والنشاط البحثي المعتمد على تجديد المواضيع التي يتم بحثها، وأنّ التصنيفات العالمية للجامعات تراعي التخصصات من حيث معدل الاستشهاد العلمي في كل تخصص.

وختم قائلا إن وجودَ خطط يتابع تنفيذها للنهوض بالبحث العلمي وما اتخذته الجامعة من خطوات توجيهية وتحفيزية للنشر العلمي النوعيّ في السنوات الخمس الأخيرة كان له أثرٌ كبير على أداء الجامعة؛ ففي حين كان إنتاج الجامعة الأردنية في العام 2015 (736 بحثا) منشورا في المجلات العالمية (أي تقريبا بمعدل 0.5 بحث لكل عضو هيئة تدريس سنويا)، وصل إنتاجها لهذا العام، وحتّى قبل نهايته، 1975 بحثا (أي تقريبا بمعدل بحث 1.3 لكل عضو هيئة تدريس سنويا) وبنسبة زيادة تصل إلى 270%، وقد شكّل ذلك ما يقارب ثلث إنتاج الأردن لهذا العام من البحوث العلمية عالمية المستوى. وأوضح أيضًا أنّ هناك تزايدا في نسبة النشر في المجلات الأكثر تأثيرا؛ ففي حين كانت نسبة بحوث الجامعة الأردنيّة المنشورة في أفضلِ 25% من المجلات العالمية (Q1) 30% في العام 2017 ازدادت في العام 2020 عن 42%.

بدوره ثمن الدكتور شاهر المومني في كلمة ألقاها نيابة عن العلماء والباحثين المتميزين دور الجامعة بالقيام بهذه المبادرة الطيبة، المعنيّةِ بتكريم نخبة من الأساتذة الباحثين المتميزين، شاكرا الجامعة على دورها الفاعل والرّياديّ في دعم البحث العلميّ على المستويات المحليّة والإقليميّة والعالميّة.

وأشار إلى أنّ انتشار ثقافة البحث العلميّ والاهتمام بالابتكار والإبداع وإجراء بحوث علميّة متميّزة عالية المستوى، يسهم دون شكّ في حلّ المشكلات ذات الأولويّة الوطنيّة وتطوير الاقتصاد الأردنيّ وتحقيق التّنمية الوطنية الشّاملة. ويسهم كذلك في تحقيق الرّيادة للجامعات الأردنية على المستويين المحليّ والعالميّ، ويُمكّنها من الحصول على مواقع متقدّمة في التّصنيفات العالميّة المرموقة.

ودعا المومني الجامعة إلى وضعِ خطّة عمل طموحة، تهدف إلى النّهوض بالبحث العلميّ وتوفير بيئةٍ بحثيّةٍ مترابِطةٍ وشاملةٍ تُمكّنها من المساهمة في تحقيق التّنمية الوطنية، وإحراز مواقع متقدّمةٍ في التّصنيفات العالَميّة المرموقةِ خلال السّنوات القليلة القادمة.

وعرض المومني أهمّ قضايا الباحثين والعلماء الأردنيين وما يؤرّق فكرهم ويشغل بالهم وأهمها ضرورة النّهوض بالبحث العلميّ في الجامعات الأردنية، وتحديث التّشريعات الناظمة للبحث العلميّ وتطويرها، وضرورة مكافحة النّشر العلميّ في المجلّات والمؤتمرات العلميّة التي لا تلتزم بمعايير التّحكيم والنّشر العالميّة، واعتماد تصنيفات عالميّة مناسبة للجامعات الأردنيّة، والدّخول في مضمار المنافسة، وتشكيل فرق ومراكز بحثية من الأساتذة أعضاء هيئة التّدريس من أصحاب الخبرة في البحث العلميّ في كليات الجامعة جميعها، وحلّ مشكلة النّشر العلميّ في الكليّات الإنسانيّة، والاهتمام باللّغة العربيّة وإنشاء مركز عالميّ لتوثيق الأبحاث والنّشر باللّغة العربية.

اضافة اعلان

اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة