الخميس 28-03-2024
الوكيل الاخباري
 

خفايا وأسرار التعلم عن بعد بالجامعات الأردنية - تحقيق مصور

179d415c-545f-42a4-9bc0-693a907cfbe1


الوكيل الإخباري- تيماء عبيدات ما زالت تجربة التعلم عن بعد في الأردن بسبب  جائحة كورونا، محط اهتمام العديد من الأكاديميين والخبراء لما صاحبتها من أخطاء مقصودة وغير مقصودة شككت بكل ما يقال حول جاهزية الجامعات لمثل هذه التجربة مرة أخرى.

"الوكيل الإخباري" تمكن من خلال التحقيق التالي الوصول إلى مجموعة من الطلبة لسؤالهم عن تجربتهم الخاصة خلال مرحلة التعلم عن بعد، حيث تباينت الآراء حول نجاعتها من عدمه، وسط اعتراف رسمي بأنها تجربة حديثة جاءت بظروف طارئة، وبحاجة للتقييم.


*اختبارات وهمية وأسئلة تحل عبر "جروبات" الواتس اب


الطالبة الجامعية (س،ع) كشفت لـ "الوكيل الإخباري" أن تجربة التعلم عن بعد هي تجربة سيئة بالنسبة لها، ولم تحقق النجاح المطلوب.


وأشارت إلى أنها خلال الامتحان كانت تستعين بالكتاب المفتوح أمامها، موضحة أنها لم تدرس، الا باسلوب القراءة الذاتية للتعرف على موقع إجابة الأسئلة التي من الممكن أن تطرح بالامتحان.


وبينت الطالبة أن هناك "جروبات" واتس اب وماسنجر خاص لكل مادة، حيث أنه يتم انشاءه قبيل الامتحانات، للمساعدة في تناقل الأجوبة، والاستعانة بمن هو أكبر منهم سنة دراسية.


وأوضحت أن مستوى اساتذة الجامعة غير كافٍ لخوض التجربة حيث أن أغلبيتهم يواجهون صعوبة في التعامل مع منصات التعلم عن بعد، واتبعوا طرقاً تقليدية.


وأيدت الطالبة نظام ناجح راسب التي اتخذته وزارة التعليم العالي، لكونه يعمل على دعمهم، واعتبرت أن لولا وجوده لكن الوضع أسوء مما كان عليه.


*نظام ناجح/ راسب خفف من حدة المشكلة 


من جانبها قالت الطالبة (ف، ب) بتصريحات خاصة لـ "الوكيل الإخباري" إن وزارة التعليم العالي ورؤساء الجامعات أقروا بأن تجربة التعلم عن بعد ناجحة، لكنها في الحقيقة غير ذلك، حيث أنها اعتبرت التجربة غير ناجحة وغير مفيدة.


وأضافت أن هناك "جروبات" واتساب وماسنجر ليتم تناقل أجوبة الامتحانات، دون علم أساتذة الجامعات بها واعتبرت أنه أسلوب غير عادل، لكونها لم تلجأ إليها وترغب بالحصول على علامتها بعين الحق.


واعتبرت الطالبة أن كثيرا من أساتذة الجامعات غير قادرين على التعامل مع التعلم عن بعد، حيث أنهم لم يستطيعوا أن يتأقلموا مع منصات التعلم عن بعد.


واوضحت أن نظام ناجح راسب هو نظام عادل يسمح للطالب باختيار نوعية علامته، حيث أنه لو ظلم بالتعلم عن بعد، فيكون النظام فرصة له، للخروج من الفصل الدراسي بأقل الخسائر.


*قصر مدة الامتحان خفف من الغش 

اضافة اعلان

 

 الطالب (م،ع) أكد أن تجربة التعلم عن بعد لم تكن مفيدة مثل المحاضرات التقليدية، حيث أن هناك مواد بحاجة إلى شرح ومناقشة مع الأساتذة، ولم يتوفر ذلك في التعلم عن بعد للحصول على المعلومة بالشكل المطلوب.


ولفت إلى وجود طرق تواصل بينى الطلبة ليتم التعاون في حل أسئلة الامتحانات، منوها أن هذا لم يحصل في جميع الامتحانات، لقصر المدة المحددة .


واضاف الطالب أن تقييمه لمستوى أساتذة الجامعات في التعامل مع الأسلوب التقليدي أفضل من منصات التعلم عن بعد بكثير، حيث أن التواصل وفهم وشرح المادة أسهل.

 




رئيس جامعة يعترف: الجامعات لم تكن جاهزة  

قال رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي، إن تجربة التعلم عن بعد كانت مفاجئة للطلبة والأساتذة، وإن الجامعات لم تكن جاهزة لخوضها.

وأضاف الكفافي أنه وبالمقارنة مع بداية انتشار التعلم عن بعد إلى اليوم فقد حققت الجامعات تطورا كبيرا ، موضحا أنه تم أخذ 17 دورة تدريبية وزيادة عدد المنصات الإلكترونية.

وأشار إلى أن هناك بعض الأساتذة غير قادرين على التعامل مع المنصات المتخصصة للتعلم عن بعد، منوها إلى أن المعلومة كانت تصل الطالب بطرق أخرى وهنا يكون قد تحقق الهدف.

وكشف الكفافي في تصريحات خاصة لـ"الوكيل الإخباري" إلى ان هو ومجلس العمداء قاموا بسماع شكاوى الطلبة، ومحاولة حلها قدر المستطاع.

وصرح أنه لا يخفي واقع الغش فهو موجود بالقاعات الصفية، وليس فقط بالتعلم عن بعد، وأنه لا يمكن محاسبة الطالب إلا اذا تم مسكه متلبساً بالغش ليتم تنفيذ التعليمات والقوانين.

وبين الكفافي أنه اذا قررت وزارة التعليم العالي الاستمرار بنظام التعلم عن بعد فعليها النظر إلى أمرين، حيث أن الأمر الأول ينص على اصدار قوانين وأنظمة وتشريعات، موضحا أن التعلم عن بعد يختلف كليا عن التعلم التقليدي في كيفية التعامل بين الطالب والأستاذ وكيفية احتساب العلامات، والأمر الآخر يعتمد على مصداقية الامتحانات حيث أن الجامعات تسعى إلى ضبط الاختبارات.

ونوه الى ان الفصل الأول كان مجرد تجربه للخوض في التعلم الالكتروني، حيث أن طلبة الدراسات العليا ومرحلة متقدمة من تخصص الطب البشري يخوضون مرحلة التعلم عن طريق الغرف الصفية، لعدم مقدرة التعلم عن بعد بتوفير تنوع.

وزاد الكفافي إلى أنه لا يتوقع استمرار نظام ناجح راسب للمساقات الجامعية، لانهم بحاجة في الكشف عن قدرة الطلبة وهي لا تتضح غلى عن طريق تجميعهم للعلامات.


التعليم العالي تتبرأ ..مسؤولية رؤساء الجامعات 


وفي ذات السياق صرح الناطق الاعلامي باسم وزارة التعليم العالي لـ "الوكيل الإخباري" إن الأمر يقع على عاتق رؤساء الجامعات الأردنية، في تسليط الضوء على كيفية تعامل الطلبة والجامعة مع التعلم الإلكتروني لمنع حالات الغش وضبط الامتحانات وزيادة مصداقيتها.