السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

صحفيات: اغتيال أبو عاقلة أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة

1652964789839


الوكيل الإخباري - أكدت صحفيات أن اغتيال الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة مرة أخرى، وأظهر للرأي العام العالمي والمجتمع الدولي ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

اضافة اعلان


كما وأكّدن، خلال الأمسية الثقافية التي نظمتها جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، مساء أمس الأربعاء، بعنوان "شيرين أبو عاقلة انموذجا"، بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، والذي يصادف الـ21 من شهر أيار سنويا، أن طريقة اغتيال أبو عاقلة، المشهود لها بالمهنية والحرفية العالية والطرح المتوازن، كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال بانتهاكه للقانون الإنساني الذي يجرّم قتل المدنيين والصحفيين والصحفيات وقت الحروب والنزاعات.


واستذكرت الزميلة الصحفية مديرة تحرير دائرة شؤون المندوبين في صحيفة الرأي وعضو مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الزميلة سمر حدادين، الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، قائلة: "كانت زميلتي في قسم الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك، وهي إنسانة لطيفة وهادئة الطباع، وتحمل بداخلها رغبة جامحة للعمل والنجاح".


وأشارت حدادين إلى أن الزميلة أبو عاقلة، ومن خلال عملها الصحفي، استطاعت أن تدخل كل بيت، وأن تكون قريبة من الجميع؛ لأن طبيعتها لم تتغير، فبقيت اللطيفة الطيبة القريبة من هموم أبناء وطنها، فاستطاعت أن تنقل الصورة كما هي ببشاعة ووحشية العدو، وبالوقت ذاته لم تُخلّ بقواعد المهنية، فنقلت بالصوت والصورة إلى العالم حقيقة إسرائيل، ولم تلجأ إلى المبالغة كي توصل رسالتها، لأن الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية تفوق الحدّ.


وقالت: إن اغتيال أبو عاقلة نقل القضية الفلسطينية إلى مرحلة ثانية، فالقضية قبل استشهادها ليس كما هي بعد استشهادها، فمقتلها الذي صورته الكاميرات ونقلته إلى العالم عرّى إسرائيل أمام العالم وأظهر وحشيتها، بأنها تقتل وتعتدي ولا توفر لا طفلا ولا امرأة ولا صحفيا أو صحفية، ودحض روايتها للعالم "أنها تدافع عن نفسها أمام من تصفهم بالإرهابيين".


إلى ذلك، قالت الصحفية في وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الزميلة وفاء زيناتية، إن نقل الكاميرات للحظات الأولى لاستشهاد الصحفية أبو عاقلة الإعلامية في قناة الجزيرة الفضائية وبثه للعالم، فضلا عن الانتهاكات التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي خلال تشييع الجنازة والتأثير الذي أحدثه ذلك على الرأي العام العالمي، والذي تجسد بالشجب والإدانة والاستنكار والتعاطف مع أبو عاقلة والشعب الفلسطيني يبرز 3 مسائل أساسية يجب تسليط الضوء عليها.


وأولها، بحسب زيناتية، أنه يجب استثمار ما حدث في خدمة الدفع بالقضية الفلسطينية دوليا للواجهة مرة أخرى، من خلال استئناف مفاوضات السلام، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفقا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.


والثانية، تتمثل في الاستثمار بقوة المؤسسات الإعلامية في إبراز الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني؛ لكي يكون قوة دافعة أمام الرأي العام العالمي في إظهار الرواية الفلسطينية والمظلومية الكبرى التي عاني منها الشعب الفلسطيني على مدار 74 عاما من عمر النكبة.


أما المسألة الثالثة، فتتمثل في أهمية وحدة البيت الداخلي الفلسطيني لتعزيز صمود الشعب في وجه الاحتلال، واجتراح طرق جديدة للمقاومة تكشف الانتهاكات الإسرائيلية والوجه الحقيقي للاحتلال، وضرورة حماية الصحفيات والصحفيين، وفقا للقانون الدولي الإنساني، والذين يلعبون دورا مهما في كشف هذه الانتهاكات.


من جهتها، أشارت مقدمة البرامج، الزميلة الصحفية سامية كردية، إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي، هو تأكيد للدور الأساسي الذي يلعبه الحوار العابر للثقافات في تحقيق السلام والتعايش السلمي والتنمية المستدامة.

 

وقالت كردية، التي شاركت في الجلسة الحوارية وأدارت النقاش فيها، "عندما نتحدث عن تعايش سلمي، نستذكر اللغط والجدل الكبير الذي عشناه وتابعناه في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بعد حادثة استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، حيث ظهرت الأصوات النشاز وحلّق ذباب الفتنة في فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي، فلم نتقبل الآخر، ولم نقبل شيرين كشهيدة وحملنا مفاتيح الجنة والنار، وزمام الحساب والعقاب في صورة واضحة لغياب التنوّع الثقافي والتسامح الذي خلق جوا خاليا من الحوار وبعيدا عن التنمية المطلوبة".


وتضمنت الجلسة نقاشا لأهمية دور الإعلام المهني والمتوازن والذي يهمه نقل الحقيقة بموضوعية، ودور الصحفيات والصحفيين، في الدفع بقضايا الوطن والأمة إلى الواجهة أمام الرأي العالمي.


كما أكّد المشاركون ضرورة حماية الصحفيين والصحفيات والمدنيين والنساء والفتيات والأطفال وكبار السن، في مناطق الصراع، وخاصة في الأراضي الفلسطينية، حيث يواجه الشعب الفلسطيني العديد من الاعتداءات والانتهاكات اليومية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.


يُذكر أن اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية هو احتفالية دولية أقرّتها الأمم المتحدة للترويج لقضايا التنويع الثقافي؛ من أجل إثراء الثقافات المختلفة في العالم، وتعزيز الدور الأساسي للحوار من أجل السلام والتنمية المستدامة.