الخميس 18-04-2024
الوكيل الاخباري
 

متطوعون يعدون مساقاً دراسياً عن الفكرية الأخلاقية لـ "التربية" مجانا

وزارة التربية والتعليم


في بادرة، قد تكون الاولى، أعد باحثون بجهود تطوعية مقترحا متكاملا لوزارة التربية والتعليم يتضمن تأليف كتاب تربوي يقدم لطلبة المراحل العمرية الاساسية من الصف الاول الى السابع، يحوي افكارا ورؤى تعزز قيم الاخلاق المجتمعية والوطنية، باسلوب شيق قابل للتنفيذ ودون كلفة مادية.اضافة اعلان

اظهار أخبار متعلقة



واعد وألف المنهاج: الدكتورة ميرفت الحارس والدكتورة ناديا الحارس اللتان تجمعان خبرة في مجال التربية والتعليم والتدريس والاشراف على المناهج بالاضافة الى التدريب، اذ حصلت الحارس على جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي، في حين اشرف على العمل والاعداد للنشر والتوزيع الدكتور اسحق الرشق.

الباحثة في الدراسات السكانية والديمغرافية هيفاء المغربي من فريق اعداد المنهاج قالت: ان المرحلة الحالية تتطلب ادراكا حقيقا لتعزيز قيم الاخلاق في نفوس النشء الجديد، بما يعزز ادراك الأفراد حقوقهم وواجباتهممعَ أنفسهم ومعَ الآخرين، لتعم مبادئ العدالة والمساواة والحريّة والتكافل والتعاون والرحمة والّسلام، ونبذ أسبابُ الفُرقة والصراع والفوضى والهادفة الى تنظيم المجتمعات الانسانية منذ مراحل مبكرة ووفق الرؤية والنهج العام.

ووضعت المغربي وزملاؤها المنهجُ ضمن محاور متعددة، مبينة بانه مرن ولا يحتاجُ إلى الكثير من تحضير الموادوالأدوات؛ فهو يتمتع بأسلوب سهل مبسط علمي، كونه منهجا تفاعليا ينمي الجانب المعرفي والانفعالي
والجسدي لدى الطفل.

كما يحث المنهاج -بحسب المغربي- الطالب على التأمل والتفكيرِ والمناقشة، ويشمل موضوعات لصيقةبحياة الطالب اليومية، التي لم يتطرق إليها أي منهج عربيّ إلّا نظريا، فأُخذت هذه القيمُ المجرّدةُ وصيغتْ بطريقة نشاطات وإجراءات يطبقها الطفل بجميع حواسه ومداركِه؛ لتعطي فرصا لاكتشاف المعرفة، ولتصبحَجزءا مِن تفكيره وأسلوبا ومهارة من مهاراته الحياتية، يطبقها طوال حياته في المواقف جميعِها.

وقالت المغربي: انه قدم باسلوب ممتعٌ وشيق، إذ استخدمت استراتيجيات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي؛ ليطبّقَ بأقلّ جهد وأقل أدوات ومواد مُمكنة، وهو يعتمد على تفاعلِ الطفل على نحو نشيط، والتفكيرِ خارج
الصندوق الذي يُنمّي جوانب الطالب النمائية جميعها.

و أُعدت الأنشطة -بحسب المغربي- بطريقة تجعل الطلبة في حالةٍ مِنَ التأمُّل والنقاش والتفكير الناقد الدائمِ للموضوعات المطروحة التي تلامسُ حياتهم باستمرار، وهي أنشطة تجعلهم قادرينَ على تطبيقها.كما تضمنَ المنهجُ أربعةَ محاور، كلا منها تضمّنَ خمسةَ موضوعات متوازنة تتناسب معَ أعمار الطلبة وقدراتهمالإدراكيّة واللُّغويّة.

كما وضع الباحثون دليل استخدام المنهج حيث نظم المنهجُ ضمن اربعة محاورَ، شمل كلٌّ منها خمسةَ موضوعات.

كل موضوع يحتاج تقريبا إلى حصة دراسيّة أُسبوعيّة وتم اعداد مادة مرجعية للمعلّم عن كلّ موضوع، تشملُ صفحةً أو صفحتين.

ولا تُعَد المادةُ المرجعيّة نظريّة بحته -وفق المغربي- بل هي إجراءاتٌ وَخُطُواتٌ يستطيعُ المعلّمُ بسهولة تعليمَها الطلبة وإكسابَهم إيّاها، من خلال تحويلها إلى أنشطة، تحوّلتْ في الوقتِ نفسِهِ إلى إجراءاتٍ عمليّة (قصص، مواقف، مُعضلات أخلاقيّة، ألعاب ومسابقات وألغاز وأحاجٍ، أوراق عمل) يعملُ الطلبةُ عليها.


كما عولج الموضوع الواحد من خلال نشاطين عمليين، يعملُ الطلبةُ عليهما.

واشارت المغربي بان المنهاج لم يغفل دور المعلم ووضع خطة ممنهجة متكاملة حول الموضوع المقترح خلال الحصة المدرسية، اذ يجب على المعلم أن يقرأ المادة النظرية المرجعية ويُحضّرَ ما يلزمُ قبلَ الحصّة، علما بأنه لا يحتاج الى تحضير مسبق لمواده وأدواته سوى المواد والأدوات الأساسية الموجودة في أيّ صفّ دراسيّ، والتي تتكون من أوراق، وَمِقَصّات، ولاصق، وألوان فقط.

وارتأى الفريق بان يوضع دليل خاص للمعلّم أثناء شرحِ الحصّة؛ لكون الإجراءاتِ جميعَها التي سينفّذُها معَالطلبة مُتَضَمَّنَةٌ في هذا الدليل. وعليه، فإنَّ عدمَ وجوده يعني عدم قدرته على إعطاء الحصّة، الامر الذي حرص
عليه الباحثون.

وتأمل المغربي من خلال منهاج التربية الفكرية والاخلاقية بضرورة تنمية الذكاء الأخلاقيّ ومكوّناته عبر مراحلِالطفل العمريّة المبكرة ويجعلُهُ يمتلكُ القدرةَ على تمييزِ صواب الأقوالِ والأفعال والانفعالات مِن خطئها، وتمييز الشخص الصالح والشخص السَّيِّء والعمل على تعزيزِ صوته الداخليّ (الضّمير)، وامتلاكِ القدرة على صنع القرارات الواعية والتحدّيات الإخلاقيّة وحلّ المشكلات التي تعود فائدتُها عليه ثمّ على الآخرين، وتنمية الذكاءالانفعالي الأخلاقيّ السليم، الذي يجعله يفهم كيف يشعرُ الآخرونَ فيتعاطف تِجاههم وتجاه حاجاتهم ومشاعرهم.

واعتبرت المغربي ان التقدم السريع والعَوْلمة أحدث تغييرات عدة في أخلاقيّات البشر، مما جعلها تسير نحو طريق غير واضح المعالِم وتتّجِهُ نحوَ تحدّياتٍ لا تُعرفُ عواقبُها؛ لذا كان من الضّروريّ العملُ على تنمية كلّ ما
يتعلّق بالأخلاق من مهارات.

وأكدت ضرورة ان يُدَرَّبِ الأطفال على الأخلاق منذُ الصّغر وبما يتوافق معَ حاجة الميدان التربويِّ المُلِحَّةِ إلى برامجَ واستراتيجياتٍ تعزِّزُ المرغوب فيه من القِيَمِ والاتّجاهاتِ والمهاراتِ لدى الطلبة وَتُنَمّيته، ممّا يجعلُها جزءًا لا يتجزّأمِن حياتهم