الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

الوطن في قلوبهم نبض وفي عيونهم نور

معركة الكرامة .. قصّة وطنية كتبها الجيش بوطنيّته - فيديو

9998448974
الملك الراحل الحسين بن طلال


الوكيل الإخباري -جلنار الراميني - يستحقـون الفخر ، وأن يبقوا على الدوام يُصافحون الشمس بوطنيتهم ، يًسلّمون على السماء بشموخهم ، يُسابقون الطير بولائهم .

اضافة اعلان

 

هم نشامى الوطن ، الذي طالما خطّوا في سفر التـاريخ أروع البطولات والقصص ، وما زالوا عيونا ، وقلوبا نابضة بعشق الوطن ، يحيون بسواعدهم الفتيّة وطنا يفاخر بهم ، ما داموا يشعلون لياليهم تضحيّة ، وجباهم السمر تصافح عزّة بلد صامد .

 

اليوم ، يوم معركة الكرامة والتي وقعت في 21 آذار 1968 حين حاولت قوات الاحتلال ، السيطرة على نهر الأردن ، وقد عبرت النهر فعلاً من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدى لها الجيش الأرني الباسل على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة.

 

 

قصّة المعركة ، قصّة وطنيّة ، حيث اشتبك الجيش العربي في قريـة الكرامة  في قتال شرس ضد جيش الاحتلال في عملية استمرت قرابة الخمسين دقيقة.

 

واستمرت بعدها المعركة بين الجيش الأردني وقوات الاحتلال أكثر من( 16) ساعة، مما اضطروا - الاحتلال -  إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم.

وتمكن الجيش الأردني من الانتصار على الاحتلال وطردهم من أرض المعركة مخلفين ورائهم الآليات والقتلى.

 

 موقع المعركة التاريخية 

جرت أحداث معركة الكرامة في منطقة غور الأردن على الضفة الشرقية من النهر المقدس.
نسبت المعركة إلى قرية الكرامة التي حدثت أهم الاشتباكات فيها و قربها، وتقع قرية الكرامة في الجزء الشرقي من غور نهر الأردن و هي عبارة عن منطقة زراعية منخفضة جغرافياً اشتهرت ببساتينها الكبيرة وخضرتها الدائمة وكانت تسمى بمنطقة الآبار وذلك لكثرة الآبار الارتوازية فيها، وتسمى أيضا بغور الكبد باعتبارها جزءا من منطقة زراعية واسعة وتعتبر هذه المنطقة سلة الغذاء الأردني ويعتمد 95% من سكان هذه المنطقة على الزراعة .


وتاريخ المنطقة ضارب في القدم فقد مرت عليها ممالك كثيرة كالأدومية والمؤابية والعمونية والآرامية والأشورية ومملكة الأنباط واليونانية والرومانية والبيزنطية، حتى جاء الفتح الإسلامي ، فعلى أرضها الكثير من مقامات الصحابة منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح وضرار بن الأزور وشرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل وغيرهم .

 

اليوم ، ومنذ سنوات ممتدة ، نتحدّث عن هؤلاء الأبطال الذين حملوا الوطن في قلوبهم ، قبل أن يحملوا السلاح بأيديـهم ، وقاتلوا قتال الأسود في ميدان ، شهد عليهم ، وعلى قوتهم ، بفضل الله - جلّ وعلا - .

 

أبطال ، استشهدوا على أرض المعركة ، فباتت دماؤهم مسكا ، ممزوجا بأرض العزة ، وآخرون ، حدّثوا من بعدهم عن نضالهم ، يفاخرون هزيمتهم لهؤلاء ، الذين اندحروا خاسرين مستنفرين .

 

واليوم ، يوم استذكار الملك المغفور له - بإذنه تعالى - الحسين بن طلال، الذي كان حينها داعما ، مؤزرا ، لجيشه ، يتابعهم ، يوجههم ، تحت شعار "الوطن أمانة"

 

تحدٍ لا بدّ منـه 

اليوم ، وفي ظلّ التحدي الذي يراهن الوطن على تخطيه ، حيث وباء فيروس كورونا ، لن ننسى شموخ البواسل ، فهم مصدر إلهامنا ، لمواجهة ما يحيط بنا ، فكما انتصروا على احتلال غاشم ، علينا الانتصار بإيماننا على الفيروس ، بصبر وعزيمة .

 

الوطن في قلوبنا ، والهاشميون ، أصحاب رسالـة ، ورسالتهم ، كُتبت بأصالة ، وثبات ، على مرّ التاريخ .

 

وجلالة الملك عبد الله الثاني ، رجل المواقف ، والثبات ، أخذ على عهده وطن ومواطن ، أحب شعبه ، فأحبوه ، ورسم ملامح الوطنية امتدادا للهاشميين الأحـرار ، والجيش العربي له ساعده ، ليساعده في أن يبقى الوطن شمس الحرية التي لن تغيب بإذنه تعالـى .

 

فكلّ عام وانتم للوطن عيون ، وللوطن كرامة