الأربعاء 24-04-2024
الوكيل الاخباري
 

موقع خربة اسكندر في الوالة معلم حضاري يؤرخ للعصر البرونزي

image (13)


الوكيل الإخباري - تعد خربة إسكندر الواقعة في منطقة وادي الوالة بلواء ذيبان من أهم المعالم الأثرية الواقعة على الطريق التجاري القديم التي تؤرخ إلى العصر البرونزي المبكر 3500 - 2000 قبل الميلاد والتي تشكل فترة نشوء المدن الحضارية.

اضافة اعلان


وتبلغ مساحة خربة إسكندر نحو 29 دونما، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى القائد اليوناني الإسكندر المقدوني، ونسبة الى جسر روماني قريب من الموقع يعتقد السكان المحليون أنه بني زمن الإسكندر المقدوني.


وقال مدير مديرية آثار محافظة مأدبا خالد الهواري إن أعمال التنقيبات التي نظمتها جامعة غانون الأميركية برئاسة سوزان ريتشارد في خربة إسكندر وبالتعاون مع دائرة الآثار العامة منذ عام 1981، عرضت أدلة جديدة لدعم وجهة نظر استمرت بطرحها لسنوات عديدة، وهي أن هناك درجة عالية من الغموض والتراجع الحضاري في المرحلة الرابعة من العصر البرونزي المبكر "2300 قبل الميلاد".


وبين أن نتائج الحفريات أظهرت أن هناك استمرارا للحياة الزراعية المستقرة بهذا الموقع، واستمرارا للمدينة في ضوء التراجع الواضح للمدن الأخرى في جنوبي بلاد الشام.


وأثبتت ريتشارد ذلك بتنقيباتها من خلال اكتشاف معالم التحضر والتمدن في تلك المدينة من بوابات وتحصينات دفاعية والكثير من الأدوات الفخارية وتسلسل طبقي يوضح مدى استمرارية الاستيطان وهذه الأدلة الأثرية تدل على وجود مدينة مستقرة منتظمة كثيرة السكان في المرحلة الرابعة من العصر البرونزي المبكر 2300 ق. م.


ولفت الهواري إلى أن هذا الاكتشاف يدحض مصطلح (الرعوية الرحل) كنموذج لهذه الفترة حسب دراسة المواقع الأخرى.


وأوضح أن خربة إسكندر تعد البلدة الوحيدة المسوّرة من المرحلة الرابعة والمباني السكنية في الموقع تتكون من غرف تحيط بساحة.


وتتميز خربة إسكندر بأنها قرية زراعية لاعتماد السكان المحليين على الزراعة لقربها من وادي الوالة الذي تتوفر فيه المياه شبه الدائمة، وما يدل على ذلك اكتشاف المناجل التي صنعت من حجر الصوان وأحجار الرحى وكذلك العثور على مخازن لتخزين الحبوب.


واعتمد سكان خربة إسكندر وفق الهواري، على صيد الحيوانات البرية التي توجد في المناطق المحيطة بالموقع حيث عثر على عظام كثير من الحيوانات البرية في الخربة من خلال التنقيبات ومن خلال دراسة للمكتشفات الأثرية حيث تبين أن سكان خربة إسكندر عاشوا على تربية الحيوانات الأليفة كالأغنام والأبقار.


وأكد الهواري أن دائرة الآثار العامة وبالتعاون مع البعثة الأجنبية العاملة هناك ستقوم بتأهيل الموقع سياحيا بعد إجراء أعمال الترميم والصيانة والحماية اللازمة.


ووفق خطط دائرة الآثار العامة لتطوير الموقع، بين الهواري أن مديرية آثار محافظة مأدبا تسعى بالتعاون مع مجلس محافظة مأدبا الى رصد المخصصات اللازمة لتطوير هذا الموقع، ووضعه على الخريطة السياحية خاصة أنه يقع بالقرب من سيل وادي الوالة دائم الجريان.