السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

ندوة حوارية في إربد بعنوان "عرار.. الشاعر الإنسان"

image (51)


الوكيل الإخباري - نظم بيت عرار الثقافي أحد الأقسام الإدارية لمديرية الثقافة في محافظة إربد، ضمن الاحتفال بأسبوع عرار الثقافي، ندوة حوارية وُسمت بعنوان "عرار: الشاعر الانسان" شارك فيها كل من العميد المهندس "محمد خير" سعد التل والدكتور حسين المحافظة والشاعر أحمد طناش الشطناوي، بحضور مديرة البيت فاطمة الصباحين وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي والحضاري في محافظة إربد، في الساحة الخارجية للبيت الثقافي .اضافة اعلان


وأشار العميد المهندس التل الى انه وجد ومن خلال بحثه عن معلومات عن الشاعر الكبير عرار بأن البعض لم ينصفه وأن كثيرا من الباحثين وممن كتب في سيرة عرار ركز في كتاباته على الأمور السلبية من تعاطيه للخمر ومرافقته للنور، وتم طمس ايجابياته الكثيرة، وأن معظم الدراسات والمقالات التي تنشر عن عرار لا ترى فيه الا السلبيات مما سلف ذكره وأن الدارسين لسيرته لا يكتفون بذلك بل يتناسون ويهملون محاسنه مدللا على ذلك بما أشار اليه الكاتب زياد ابو غنيمة – وهو ابن شقيقة عرار – في كتيب عن خاله الشاعر عرار بأنه من باب الواجب علينا ان نبين ايجابياته التي ينبغي ان يعرفها الناس لا أن تبقى طي النسيان.

واستعرض العميد المهندس التل مراحل حياة شاعر الأردن عرار بدءا من ولادته في الخامس والعشرين من أيار من عام 1899 وحتى وفاته في الخامس والعشرين من ايار في عام 1949، عن عمر ناهز الخمسين عاما، قضاها متنقلا بين المناصب المختلفة، فتارة كان يعمل في التربية والتعليم – المعارف وقتذاك – وبين السلك القضائي ، وتارة ثالثة يتم سجنه ونفيه بسبب مواقفه التي لا تتوافق وطموح المحتلين ومن يتعاون معهم من الحكومات المحلية في ذلك الوقت، وكان يتنقل من منفى لمنفى بسبب عدم قبوله بسياسات تلك الحكومات البغيضة، لافتا الى انه تزوج 4 مرات وأنجب منهن ابناء وبنات ومن بينهم الشهيد البطل وصفي التل وآخرين وأخريات.

وبين العميد التل بأن عرار كان يحمل بين ثناياه هموما عديدة ليس هم اربد وحدها بل هموم أردنية وعربية ودولية، وأن بعضهم وصفه بقوس قزح من حيث الهموم التي يحملها فكانت تتشابك وتتداخل فيما بينها، فهناك هما اربدي والشرق أردني وعربي بشرقه وغربه وفلسطيني وشامي، وكان ملازما لمجالس والده صالح المصطفى التل الذي كان احد رجالات الحركة الوطنية المقاومة لمظالم حكومة حزب الاتحاد والترقي الطورانية، ومن الطبيعي في الحالة هذه ان يكون عرار من الرافضين للظلم الذي وقع على افراد شعبه، وتركت هذه الحقيقة المريرة في وعيه وتفكيره وشعره، كراهية المحتل الانجليزي والفرنسي، والتي ظهرت جلية واضحة في أشعاره، مقدما في النهاية شكره للقائمين على هذه الفعالية المميزة، متمنيا استمرارية عقد مثلها مستقبلا لما لذلك من فائدة ومنفعة تنعكس على المواطنين وفي إثراء للمعلومات خاصة بالنسبة للناشئة منهم.

وأشار المؤرخ المحافظة الى أننا أمام ظاهرة انسانية قل ان نجد لها مثيلا عبر التاريخ الحاضر منه والسابق والقادم، وأننا بمواجهة ظاهرة إنسانية ’ لها دلالات أخلاقية وسياسية واقتصادية وحضارية وتاريخية، وانه لا يمكن ان نفي هذه الظاهرة – عرار – حقها بكلمات قليلة تقال في مناسية، بل ان علينا ان نتوقف عندها كثيرا، وان نقرأ كافة الجوانب المتعلقة بها دراسة وافية متعمقة كي نصل الى ما اليه نرجو ونأمل، ولا نقف امام محطة واحدة من مراحل حياته ونكتفي، بل يتحتم علينا ان نقف على كافة مراحل حياته، فلكل منها خاصيتها وميزاتها التي تميزها عن غيرها مع وجود بعض التداخلات والتفاصيل فيما بينها جميعا .

ولفت المؤرخ الدكتور المحافظة الى انه بات علينا كدارسين وباحثين ومؤرخين بيان الجوانب الايجابية وغيرها من حياة شاعر الاردن الكبير – عرار –، ذاك الشاعر السياسي القانوني الذي ادرك منذ نعومة اظفاره حجم الخطر الذي يتهدد وطنه الاردني – شرق الاردن وقتذاك – والعالم العربي، وأنه عمل جاهدا وبالتعاون مع غيره من الغيارى على المصالح العربية من الاردنيين والعرب على مقاومة اطماعهم بكل ما أوتوا من قوة وعزم، وانه جراء ذاك تعرض للعديد من الامور: من سجن ونفي ومنعه من ممارسة عمله بالصورة المناسبة والتضييق عليه في معيشته وغيرها من الامور التي من شأنها دفع الانسان ومنعه من ممارسة نشاطاته الاخرى .

وأوضح المؤرخ الدكتور المحافظة بأن شخصية عرار عكست صورة الانسان المقاوم الرافض لكافة اشكال الظلم والبغي من قبل المحتل الذي يتخذ اشكالا عديدة، وأنه كان يدافع عن قضيته بكل ما أوتي من عزم وقوة، وكان مصرا على ذلك برغم ما واجهه من صعوبات في حياته، وأنه يمكننا ان نصفه بالانشان الشاعر الواعي، والذي تمكن من يوازن بين نزعاته العربية والشرق اردنية والانسانية في سبيل الوصول الى ما يريد، وفيه كثير من الاستقامة والوعي والحكمة، وكان الحامل للهم العربي والاردني والفلسطيني، وتأتي ذلك من خلال مجالسته لأبيه ومن معه من الاحرار العرب الاوائل الذين آثرو التضحية بانفسهم في سبيل الدفاع عن وطنهم وقضاياهم العربية، مقدما الشكر والتقدير والعرفان لمن قام على تنظيم هذه الفعالية المميزة بكل تفاصيلها وابعادها، متمنيا ان نعطي عن "عرار.. الشاعر الانسان" الصورة الطبيعية المناسبة، ونبتعد عن أخذ الصورة التي تتنافى وصورته الحقيقية، وان نكون دقيقين فيما نتاقله من معلومات حوله، وغيره من القامات الوطنية الاردنية والعربية .

وقرأ الشاعر الشطناوي العديد من قصائد الشاعر الاردني الكبير عرار ، والتي نالت استحسان الحضور .

وجرى في نهاية الندوة الحوارية نقاش موسع حول العديد من الامور التي تم طرحها والتطرق اليها من خلال المحاضرين.