الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

279 وسيلة إعلام تنقل الحرب ضد الوباء

88888


الوكيل الاخباري - أكملت 279 وسيلة إعلام في الأردن، يومها الـ 81 على خط الدفاع الأول بمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، ونقلت الوقائع أولا بأول لجمهور المتلقين، الذين تم حظر خروجهم من منازلهم منذ منتصف شهر آذار الماضي، فكانت الأداة الوحيدة لمعرفة الأحداث والتفاصيل، ومواجهة الشائعات التي وصل عددها خلال شهرين إلى 116 شائعة حسب أرقام رسمية.اضافة اعلان


وكالة الأنباء الأردنية (بترا) رصدت منذ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في الأردن خلال اليوم الثاني من شهر آذار الماضي حتى 20 من شهر أيار الحالي، أداء وسائل الإعلام الموجودة في المملكة والمعتمدة رسميا، في نقل تفاصيل أزمة الوباء العالمية، وسألت عددا من المختصين حول أدائها، والذين أكدوا أن هذه الوسائل كانت الأداة الأكثر نجاعة في تقديم حق المعرفة؛ لجمهور المتلقين طيلة الأيام الماضية، وتوفير المعلومة لملايين الناس داخل الأردن وخارجه، وتقديم تغذية راجعة لأصحاب القرار في الدولة وخلية الأزمة التي تدير المواجهة مع الفيروس. وخلال فترة الرصد والبالغة 81 يوما، تبين مرور 10 آلاف و374 مادة إخبارية عبر بوابة وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بالإضافة إلى 2700 مادة باللغة الانجليزية، والتقطت عدسة مصوريها ألفين و 566 صورة، ليصل معدل أخبارها اليومي إلى 194 مادة، وخلال شهر آذار وحده نشرت الوكالة نحو 300 خبر في اليوم الواحد. وتبين لـ (بترا) خلال فترة التحقيق، نشر برامج حوارية مسموعة على 5 إذاعات محلية، وصلت مدة البرنامج خلال الحلقة الواحدة اليومية إلى أكثر من 3 ساعات وعلى مدار81 يوما وبمعدل وصل إلى 300 ساعة بث مسموع، واعتمدت 
على مقابلات مع المسؤولين، ونقل شكاوى المواطنين، كما تبنت ساعات بث مفتوحة في بعض الأحيان، وتغطيات خاصة خلال المؤتمرات الصحافية، ونقل أوامر الدفاع أولا بأول وتفسيرها لجمهور المتلقين. 5 صحف ورقية أيضا تتبع إنتاجها تحقيق (بترا)، حيث تحولت إلى نظام "بي دي أف" بعد أن منع قانون الدفاع صدورها ورقيا، وبدأت بإرسال موادها الصحافية، عبر موقعها الإلكتروني، معتمدة على إنتاج موادها الصحافية من الميدان أيضا، وقدمت تغطيات موسعة لكثير من القضايا، ومقاطع مصورة واعتمدت تقنية "الإنفو غراف فيديو" في تقديم موادها الصحافية لجمهور المتلقين. وقدمت 8 مواقع إلكترونية شملتها عينة الرصد، أخبارا ومقابلات مع عدة مسؤولين، ونشرت ملخصا لأهم المعلومات التي ترد خلال المقابلات الإعلامية للمسؤولين على وسائل إعلام محلية وعالمية، بالإضافة إلى إجراء مقابلات مطولة مع وزيري الصحة، والدولة لشؤون الإعلام، ونقلت أبرز القضايا التي واجهت السكان خلال فترة الحظر، والتي من أبرزها توزيع الخبز على السكان بداية الأزمة والحظر. وسائل الإعلام المرئية ازداد عدد متابعيها من قبل جمهور المتلقين خلال الجائحة بحسب الخبير الإعلامي والمدرب الصحافي يحيى شقير، الذي أكد أن نسب
ة المتابعة للإذاعات على الطرف الآخر قلت؛ لأن المستمعين لهذه الإذاعات يكونون في الغالب في مركباتهم التي أوقفها الحظر، وتسبب قانون الدفاع برفع نسبة الاستماع والمشاهدة والقراءة تكون للمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي.

ويضيف أن لا أحد يستطيع الانتقاص من جهود الحكومة وشركائها في مواجهة جائحة كورونا، والإعلام كان أداة فاعلة في تثقيف الجمهور، وإقناعهم بالالتزام بالتعليمات الرسمية لمواجهة آثار الجائحة.

ولفت إلى أن الدستور الأردني ساوى بين الكوارث الطبيعية كجائحة كورونا وحالة الحرب، وأجازت المادة 15 في فقرتها الخامسة من الدستور فرض رقابة مسبقة على وسائل الإعلام لمواجهة هذا الطارئ ويحسب للحكومة أنها لم تقم باستخدام هذه المادة استنادا لقانون الدفاع.

وبين أن التدفق الإعلامي فيما يخص هذه الجائحة كان من الحكومة إلى وسائل الإعلام ومنها إلى الجمهور، وتم اتخاذ قرارات بمنع اصدار الصحافة الورقية؛ خوفا من انتشار العدوى، وكانت المؤتمرات الصحفية تعقد دون حضور صحافيين، رغم أن من الأفضل استخدام التقنيات الحديثة كتقنية "زووم" لجعل المؤتمرات الصحافية وتدفق المعلومات باتجاهين. وأكد أن المؤتمرات الصحافية باتجاهين كان سيمنح الحكومة فرصة الاستفادة من التغذية الراجعة من الصحافيين، مشيرا إلى أن الحكومة كانت تأخذ تغذية راجعة من مواقع التواصل الاجتماعي والتي لعبت دورا كبيرا في هذه المرحلة.

ولفت إلى ارتفاع نسبة مشاهدة وسائل الإعلام الممولة من الحكومة في جائحة كورونا، بعد فترة هجران امتدت طويلا من قبل المتلقين لها عبر السنوات الماضية، طالبا من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية إجراء استطلاع رأي للجمهور ومعرفة درجة رضاهم عن أداء وسائل الإعلام كافة خلال فترة الحظر التي قاربت على 100 يوم. وبين مدير هيئة الإعلام، الدكتور ذيب القرالة، لـ (بترا) أن جائحة كورونا أعادت الثقة بين الحكومة والمجتمع، ولعب تدفق المعلومة ونقل وسائل الإعلام لها دورا كبيرا في هذه الثقة. وأضاف أن الدولة نجحت في أمور ثلاثة، أولها قيامها بتوفير المعلومة لوسائل الإعلام من خلال عدة طرق كان من بينها تصريحات وزير الإعلام وبشكل يومي والتي وصلت إلى 5 مرات في اليوم ولعدة وسائل متنوعة، مسموعة ومقروءة ومرئية، بالإضافة إلى الإيجاز الصحفي اليومي، وتصريحات المسؤولين كل في مجال اختصاصه. وبين أن الإعلام نجح في نقل رسالته عبر توفير الهيئة التصاريح اللازمة منذ بدء الأزمة، وبالتالي حرية الحركة والتنقل والتغطية، وعلى مدار 24 ساعة يوميا وطوال أيام الأسبوع، الأمر الذي سهل خروجهم إلى الميدان ونقل الوقائع كما هي. ولفت إلى أن الهيئة استطلعت 
رأي وسائل الإعلام للحصول على تغذية راجعة من أجل التطوير والتحسين حول مختلف القضايا والأمور التي تدخل ضمن اهتماماتها، ومتابعة أي ملاحظات في هذا المجال.

وأكد أن الهيئة منحت 279 وسيلة إعلام تصاريح مرور منذ بدء الأزمة، وعلى المستويات كافة، محلية وعربية ودولية وبأنواعها المختلفة، مقروءة ومسموعة ومرئية، وتبين للهيئة من خلال رصدها المتتابع أن هناك رضا كبيرا من قبل هذه الوسائل عن الإجراءات والتسهيلات التي منحت لهم في ظل هذه الأزمة. وتسببت بعض وسائل الإعلام في ترويج 23 إشاعة خلال 61 يوما من أصل 116 إشاعة تم إثباتها في أرقام تقرير صادر عن مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" خلال شهري نيسان وآذار الماضيين.

وبينت أرقام "أكيد" أن مواقع التواصل الاجتماعي تسببت بترويج وتكوين 93 إشاعة من أصل 116 إشاعة خلال شهرين متتابعين في أزمة كورونا. وغلظ أمر الدفاع رقم 8 الصادر بموجب قانون الدفاع رقم 13 لسنة 1992 العقوبات على الأخبار الزائفة والشائعات وتناقلها؛ حيث وصلت العقوبة إلى 3 سنوات من السجن وغرامة مالية تصل إلى 3 آلاف دينار.