الأربعاء 24-04-2024
الوكيل الاخباري
 

بدء نفرة الحجاج من عرفات إلى مزدلفة

44


الوكيل الاخباري - بدأت مساء الخميس، نفرة الحجاج من صعيد عرفات إلى مزدلفة للمبيت بها حتى صباح يوم عيد الأضحى المبارك، وذلك في ثاني أيام حج "استثنائي" تنظمه السعودية في ظل تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد.اضافة اعلان


ويعد مشعر مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج، حيث تقع بين مشعري منى وعرفات، ويقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ، ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى .

وكانت أعداد محدودة من الحجاج وصلت الخميس إلى صعيد عرفات لأداء أهم أركان مناسك الحج عشية عيد الأضحى في ظل تهديد فيروس كورونا الذي أفرغ الجبل من الحشود التي كانت تتدفق اليه في الماضي.

الحجاج وصلوا عرفات ووضعوا كمامات طبية وحافظوا على مسافات بينهم، وأدوا الصلاة في مسجد نمرة قبل الاستعددا لصعود الجبل لقضاء ساعات من الدعاء والتكبير، بينما تسعى السلطات السعودية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.

وعند نزولهم من الحافلات التي أقلتهم إلى الموقع، خضع الحجاج لفحص حرارتهم، بحسب مقاطع بثها التلفزيون السعودي.

ويعد الوقوف في جبل عرفات ذروة مناسك الحج، ويردد الحجاج دوما "لبيك اللهم لبيك".

وسيكون المشهد مختلفا تماما هذا العام عن المشهد المعتاد في جبل عرفات الذي كان مليئا بمئات الآلاف من الحجاج الذين يرتدون ملابس الاحرام بينما يحاولون الوصول إلى الجبل.

وقال عضو هيئة كبار العلماءالشيخ عبد الله المنيع الذي ألقى خطبة عرفة في مسجد نمرة "الشدائد مهما عظمت فإنها لا تدوم (...) ولكل داء دواء". وأكّد "نشكر المسلمين كافة للتجاوب مع إجراءات الدولة للحماية من تفشي الوباء وحماية مكة المكرمة".

وبحسب الشيخ، فإن "قرار محدودية الحج يحقق مقاصد الشريعة في حفظ النفس".

وتمت ترجمة خطبة عرفة هذا العام لأكثر من عشر لغات وتبث لأكثر من 50 مليون شخص حول العالم، بحسب ما أعلنت رئاسة شؤون الحرمين.

ويبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، ثم ينفرون الى مزدلفة للمبيت فيها.

ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات. وفي اليوم الاول من عيد الاضحى الجمعة، يقوم الحجاج بالتضحية بكبش ويبدأون رمي الجمرات في منى.

"ضيوف الرحمن"

والصحافة الأجنبية غير مخوّلة تغطية الحج هذا العام الذي يكون عادة حدثا إعلاميا عالميا ضخما، إذ تسعى الحكومة لتشديد إجراءات الوصول إلى مدينة مكة المكرّمة وتضع قيودا صحيّة صارمة لمنع تفشي الفيروس أثناء المناسك.

والحج من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم والذي يمكن أن يشكل بؤرة رئيسية محتملة لانتشار الأمراض وبينها فيروس كورونا المستجد، ويمثّل تنظيمه في العادة تحدّيا لوجستيا كبيرا، إذ يتدفّق ملايين الحجاج من دول عديدة على المواقع الدينية المزدحمة.

وأعلنت السلطات أنّ ألف شخص فقط يشاركون في المناسك، لكنّ وسائل الإعلام المحلية ذكرت أنّ الأعداد قد تصل إلى نحو عشرة آلاف حاج، مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم شاركوا في الحج العام الماضي وقدموا من كل أنحاء العالم.

وكان الحجاج بدأوا الوصول إلى مكة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وخضعوا لفحص لدرجة الحرارة وُوضعوا في الحجر الصحي في فنادق المدينة.

وتم تزويدهم بمجموعة من الأدوات والمستلزمات بينها إحرام طبي ومعقّم وحصى الجمرات وكمّامات وسجّادة ومظلّة، بحسب كتيّب "رحلة الحجاج" الصادر عن السلطات التي طالبتهم بعدم المصافحة ومنعتهم من لمس الكعبة.

وتوجّب إخضاع الحجاج لفحص فيروس كورونا المستجد قبل وصولهم إلى مكة، وسيتعين عليهم أيضا الحجر الصحي بعد الحج.

وقالت وزارة الحج والعمرة إنها أقامت العديد من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة وجهّزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج الذين سيُطلب منهم الالتزام بالتباعد الاجتماعي.

وأكد وزير الحج محمد بنتن في شريط فيديو بث الأربعاء للحجاج "انتم لستم ضيوفنا. أنتم ضيوف الرحمن وضيوف خادم الحرمين الشريفين".

وتحدّدت نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة بـ 70% من إجمالي حجاج هذا العام، ونسبة السعوديين 30% فقط، وهم من "الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس كورونا المستجد".

وغالبا ما كان يعاني الحجاج لدى عودتهم إلى ديارهم بعد نهاية الحج من أمراض تنفسية عدّة بسبب الازدحام الشديد الامر الذي كان يتسبب كذلك بحوادث تدافع بينها تدافع في 2015 تسببّ بوفاة نحو 2300 من المصلين بينهم عدد كبير من الإيرانيين.

وكالات