يقول صديقي بأن جميع طموحاته في الحياة تحققت، عدا أمله الدائم في أن يربح البالون رقم 10 في سحبه البالونات متعددة الأحجام المعروفة لدى الأطفال. ويزعم صديقي بأن أول راتب استلمه بعد أن أنهى دراسته الجامعية مهندساً، هرع به إلى أقرب محل بيع ألعاب واشترى تلك الكرتونة المرشومة بالبالونات الصغيرة متعددة الأحجام التي تحيط بالبالون رقم 10الذي هو أكبرها وأضخمها. بدأ صديقي يسحب بالأرقام ويفتحها إلى أن فاز بجميع البالونات عدا البالون رقم 10,. اكتشف صديقي إن هذا البالون لا يربحه أحد، بل يبقى في الغالب ملكاً لصاحب السحبة ويوضع (طعماً) للأطفال حتى يشتروا بقية أرقام السحبة، لأنه لو كان ضمن أرقام السحب وربحه أحد الأطفال في البداية فإن السحبة كانت سوف (تبور).اضافة اعلان
بعد البحث والتمحيص والاستماع لشهادات عدد من الكهول تبين أن نسبة ضئيلة منهم قد حظيت بشرف الفوز بهذا البالون العتيد، وقد أكد أحد الفائزين بأن الولد صاحب السحبة كان يشتريه منهم بقرشين ونصف (قرطة) أو يستأجره منهم بتعريفة ليظل معلقاً على الكرتونة حتى يخدع الأولاد الحالمين بالحصول على البالون رقم 10. كان هذا قبل أن تعمد الشركة إلى إلغاء الرقم 10 من بين الأرقام التي من الممكن أن يحظى بها أحد الساحبين.
في فترة المراهقة كان طموح أولاد الحارة نظرة متواطئة من سمر التي لم يحصل عليها أحد منا. تزوجت وسافرت إلى الخارج وربما صارت كهلة مثلنا.... أي تحولت إلى بالون رقم 10 مفشوش على شاكلتنا، لكنها ما تزال طموحاً يجسد نفسه فينا كلما جلسنا-نحن الأتراب-معاً وتذاكرنا الماضي، وما زلت حتى الآن يخفق ما تبقى من قلبي بعنف كلما عرفت فتاة تحمل ذات الاسم... حتى لو كانت أقبح مني!!
هكذا عشنا أحلامنا وخيباتنا، ودخلنا موقعة الحياة على أمل الحصول على البالون رقم (10)، فقدنا طفولتنا، فقدنا أنفسنا. كان هناك دائما من يغشنا ويوقعنا في وهم الفوز، فنخسر بجدارة منقطعة النظير.
حاليا .... لو حصلت على البالون رقم عشرة، فسوف أفقعه.
من كتابي الجديد الذي يحمل ذات الاسم.
بعد البحث والتمحيص والاستماع لشهادات عدد من الكهول تبين أن نسبة ضئيلة منهم قد حظيت بشرف الفوز بهذا البالون العتيد، وقد أكد أحد الفائزين بأن الولد صاحب السحبة كان يشتريه منهم بقرشين ونصف (قرطة) أو يستأجره منهم بتعريفة ليظل معلقاً على الكرتونة حتى يخدع الأولاد الحالمين بالحصول على البالون رقم 10. كان هذا قبل أن تعمد الشركة إلى إلغاء الرقم 10 من بين الأرقام التي من الممكن أن يحظى بها أحد الساحبين.
في فترة المراهقة كان طموح أولاد الحارة نظرة متواطئة من سمر التي لم يحصل عليها أحد منا. تزوجت وسافرت إلى الخارج وربما صارت كهلة مثلنا.... أي تحولت إلى بالون رقم 10 مفشوش على شاكلتنا، لكنها ما تزال طموحاً يجسد نفسه فينا كلما جلسنا-نحن الأتراب-معاً وتذاكرنا الماضي، وما زلت حتى الآن يخفق ما تبقى من قلبي بعنف كلما عرفت فتاة تحمل ذات الاسم... حتى لو كانت أقبح مني!!
هكذا عشنا أحلامنا وخيباتنا، ودخلنا موقعة الحياة على أمل الحصول على البالون رقم (10)، فقدنا طفولتنا، فقدنا أنفسنا. كان هناك دائما من يغشنا ويوقعنا في وهم الفوز، فنخسر بجدارة منقطعة النظير.
حاليا .... لو حصلت على البالون رقم عشرة، فسوف أفقعه.
من كتابي الجديد الذي يحمل ذات الاسم.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي