الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

الجامعة العربية والدور الغائب



 يعتقد المراقبون السياسيون أن دور الجامعة العربية أصبح دورا ثانويا بل إنه أصبح غطاء للمساعدة في احتلال بعض الأقطار العربية ونسيت أو تناست هذه الجامعة الدور الذي أنشئت من أجله وهو تفعيل العمل العربي المشترك ورعاية الاتفاقات العربية التي أصبحت مع الأسف حبرا على ورق.اضافة اعلان

وإذا أردنا أن نعطي أمثلة على تقاعس الجامعة فإنها كثيرة لكننا سنتحدث عن اتفاقية الدفاع العربي المشترك واتفاقية إنشاء شبكة سكك حديدية تربط أقطار العالم العربي والتي رصدت لها الأموال الخاصة بإنشائها واتفاقية العمل العربي المشترك، ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية ومنظمة التنمية الزراعية ومنظمة التنمية الصناعية ومنظمة الأقطار العربية  المصدرة للبترول أوابيك وصندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي العربي وصندوق النقد العربي واتفاقية إنشاء السوق العربية المشتركة واتفاقية النقل الجوي والعديد من الاتفاقيات التي مع الأسف لم تفعل ولم تعد تساوي الورق الذي كتبت عليه.
وقد يقول قائل بأن الدول العربية هي التي لم تقم بتفعيل هذه الإتفاقت رغم أن العديد منها تمت المصادقة عليه ومر بجميع مراحله القانونية والدستورية وهذا صحيح مئة بالمئة لكن الجامعة العربية يجب أن يكون لها دور في هذه المسألة وأن تساعد بكل الأساليب الممكنة على تعزيز التعاون العربي المشترك وأن تحث الدول العربية على تفعيل الاتفاقات التي كانت هذه الجامعة راعية لها.
الآن وفي ضوء التحولات الديمقراطية التي تشهدها بعض الأقطار العربية وقيام ثورات الشباب التي قلبت الموازين وأطاحت برموز الظلم والفساد والتي لا تزال مستمرة هل ستبقى الجامعة العربية غائبة عن المشهد السياسي العربي وهل ستبقى تتفرج على هذا المشهد وتراقبه عن بعد ؟ .
بعد التحولات الديمقراطية العربية يجب أن يتغير دور هذه الجامعة وأن تتطور بحيث تواكب التغيرات والتحولات الجديدة في العالم العربي فدورها التقليدي غير الفاعل أصبح من الماضي وصارت أجهزتها المختلفة عبارة عن دوائر تقليدية لا حياة فيها يعمل فيها موظفون لا يقومون بأي عمل حقيقي لينتظروا آخر الشهر حتى يقبضوا مرتباتهم بالدولار الأمريكي.
العالم العربي اليوم ليس هو عالم الأمس فقد انقلبت كل الموازين وصار الشباب يقفون بالمرصاد لكل الظالمين والفاسدين والذين انتفخت جيوبهم على حساب قوت شعبهم وإذا استطاع هؤلاء الشباب إسقاط أنظمة كان رموزها يعتقدون أنهم باقون مدى الحياة وأنهم سيورثون كراسيهم من بعدهم لأبنائهم فإن هؤلاء الشباب سيظلون حماة لثوراتهم وسيراقبون كل من تسول له نفسه خيانة شعبه ووطنه لذلك فإن المطلوب من جامعة الدول العربية أن تواكب هذه التطورات وأن تتماشى مع هذه الأحداث لا أن تبقى مؤسسة معلبة  ميتة لا حول لها ولا قوة ويبقى دورها دورا بروتوكوليا لا يسمن ولا يغني من جوع.
المطلوب إذن في ظل الظروف التي استجدت في عالمنا العربي أن يتطور عمل الجامعة العربية وأن تكون مؤسسة فعالة وقادرة على تفعيل العمل العربي المشترك وأن تعمل من أجل التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين أقطار الأمة العربية.