الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

جبل الصحون والطناجر



وجود « جلاّية « في بيتنا ،حررني من السؤال التقليدي الذي طالما خطر ببالي « على مين الجَلي ؟» وهو ما يخطر ببالي كلما مررتُ على « المطبخ» لشيء في نفسي،كأن اعدّ فنجانا من القهوة  بعد صوم نهار كامل ـ ولا كامل الاوصاف او كامل نصيرات .اضافة اعلان

استذكر الماضي وما ادراك ما الماضي.
فكلما  كنتُ اتعرض لعزومة في شهر رمضان، كما حدث امس، يخرجُ من داخلي سؤال لا أعرف الإجابة عليه، وهو «متى يُفْطر الجرسونات» الذين يقدمون الطعام والشراب لرواد الفنادق والمطاعم.
وفي كل مرة، أُفكّر بطرح السؤال، أشعر بالحرَج من الشاب الواقف أمامي، يسألني إن كانت «الشوربة» قد أعجبتني او كنتُ بحاجة الى أي شيء.
وفي آخر إفطار «تعرّضتُ» له، احتاج جليسي الى «سيجارة»، وقال: «أطلب لي سيجارة» من اللي حولينا.
وعلى الفور، قلت: «يا جماعة في مواطن بيدخّن سيجارة في اليوم، وما معه علبة سجاير، ممكن حدا يتبرّع له بسيجارة» ؟.
ولم أكد أُنهي كلامي حتى وجدتُ الايدي «الناعمة» تسابق الأيدي «الخشنة» بمد «علب السجاير» أشكالا والوانا.
ولكن الفائز منها كان «الجرسون» الذي فكّ زرّ قميصه وأخرج علبة سجائر من «بطنه»، وقال: تفضّل.
فانتهزتُ الفرصة، لأسأله: متى تُفطرون، أقصد الجرسونات..؟
فقال: بعد ما انتو تخلّصوا !.
وكوني «كائنا» كثير «الغَلَبة»، خطر ببالي تساؤل عمّن يقوم بغسل أطنان الأطباق والصواني والكاسات بعد ان ينتهي الجميع من تناول إفطارهم.
في البيت، عادة ما ( كانت) مهمّة « كانت»، لأنها فعل ماض، خاصة بعد ان اشترينا «جلاّية»، تنوب عنا في تنظيف الصحون والكاسات والملاعق والطناجر.
قبلها كانَت تنشب «حرب» بعد «الإفطار»، حيث تسمع السؤال « على مين الجَلي؟».