الخميس 28-03-2024
الوكيل الاخباري
 

سورية.. هل ما تزال مرفوضة عربيا؟



رغم ان كارثة الزلزال لم تكسر جليد علاقات دول مهمة في العالم والاقليم مع سورية الا ان الزلزال أكد حقيقة مهمة وهي ان المقاطعه للدولة السورية لم تعد عملا واقعيا.اضافة اعلان


من يرفضون اي علاقة مع نظام بشار الأسد لانه حليف لايران، ولأن ايران تملك زمام كثير من الامور في سورية او لانه نظام تعامل بقسوة مع القوى التي خرجت عليه، كلا الطرفين ليس أمامهما أفق لتغيير حقائق الوضع في سورية.

ايران لن تغادر سورية الا تحت ضغط تحولات جذرية في الداخل الإيراني او رحيل النظام السوري، فسورية جزء مهم من الهلال الفارسي جغرافيا، وهو المكمل للطريق من طهران إلى بغداد ودمشق إلى بيروت حيث الحليف او المخلب الإيراني الاهم حزب الله.

اما موضوع دكتاتورية النظام السوري مع شعبه فالأمر قد كان ،والعالم كله يقر اليوم ان النظام السوري اكثر استقرارا من فترات الازمة السابقة، وان بقاءه مصلحة كبرى لايران وروسيا وايضا إسرائيل وحتى أمريكا ودول مهمة في الإقليم، وكل طرف من هذه الأطراف له مصالحه في بقاء بشار الأسد، فلا احد يريد بديلا من نوع آخر، كما أن المعارضة السورية تفككت ولم تعد تملك القدرة على فعل شيء.

اهم مبررات خصوم الأسد في رفض التعامل معه ليست قابلة للتغير في المدى المنظور، وفي نفس الوقت فإن اهم اعدائه والساعين لاسقاطه أردوغان، يسعى لتطبيع العلاقات مع سورية وقد يتم هذا في اي وقت، بل ان المماطلة تأتي من الجانب السوري وليس التركي، إضافة إلى أن دولا مهمة في الإقليم فتحت ابوابا وعلاقات بنسب متفاوتة مع الأسد مثل الاردن والإمارات والبحرين وعمان وحتى مصر ودول عديدة.

حتى اليوم لايوجد قرار عربي بإعادة سورية للجامعة العربية لان قرارات الجامعة تحتاج للاجماع وموافقة من دول بعينها، لكن في نفس الوقت لم يعد هنالك قرار بمقاطعة سورية فكثير ممن قاطعوها هم اليوم قريبون منها جدا ،ولم يعد هنالك حديث عن بديل او عن معارضة.

بعيدا عن الحب والكره لنظام الأسد فإن وقائع السياسة تقول ان مقاطعته اصبحت قرارا محدودا، وايران التي يشكل وجودها سببا للمقاطعة قريبة جدا او على اتصال مع اكثر الدول عداء للنظام السوري.

لسنا في سياق التسويق لاقامة علاقات او رفضها لكنها قراءة لواقع يتغير وقد تحدث فيه مفاجأت في اي وقت.