السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

طبول الحرب تدق




الولایات المتحدة تحرك حاملات طائرات للخلیج العربي، وزیر الخارجیة الأمیركي یلغي زیارة لألمانیا معللا ذلك بتھدیدات إیرانیة ”محدقة“ وأن واجبھ التأكد من سلامة الدبلوماسیین الأمیركیین في الشرق الأوسط، وزیر الخارجیة الإیراني یتحدث عن قدرات بلاده العسكریة وأنھم لن یسمحوا بمرور النفط عبر مضیق ھرمز إذا لم یكن النفط الإیراني من ضمنھ، وتقاریر تشیر إلى استنفار إیران لأذرعھا العسكریة والأیدیولوجیة الموالیة لھا في الإقلیم. اضافة اعلان


كل ھذه الإشارات تؤكد على ملامح مواجھة عسكریة من درجة ما بین أمیركا ومن معھا، من جھة، وإیران ومن والاھا من الجھة المقابلة.

العقوبات الأخیرة على إیران كانت سببا رئیسا في ھذا التصعید الأخیر، حیث أنھا وصلت إلى درجة ھددت وجود النظام واستمراره، واستھدفت طھران ورأس النظام ولیس أذرعھا المنتشرة بالإقلیم كما كان یحدث سابقا.

العقوبات جردت إیران من قدراتھا الاقتصادیة والمالیة المھمة والضروریة لاستمرار نفوذھا الإقلیمي، ولقدرتھا على الحفاظ على السلم الأھلي لشعب یعاني اقتصادیا ومعیشیا.

أي مواجھة عسكریة ستكون محسومة النتائج لصالح المعسكر الأمیركي، ولكن بلا شك ستكون، أیضا، مكلفة على الطرفین، وقد یكون ذلك محفزا أساسیا لقبول تدخل طرف ثالث محاید لنزع فتیل المواجھة، ولكن مھمتھ ھذه لن تكون یسیرة لأنھ الواضح أن الولایات المتحدة وحلفاءھا لن یقبلوا باستمرار السلوك الإیراني حتى لو وصل الأمر إلى مرحلة المواجھة المباشرة وإسقاط النظام من خلال العقوبات أو أي أداة أخرى.

لن یكون أمام إیران إلا الموافقة على شروط تسویة تستجیب بشكل واضح لكل الھواجس التي أوصلت مرحلة المواجھة معھا إلى ھذا المستوى من التصعید، وإیران تاریخیا استطاعت أن تنحني عندما تكون سخونة المواجھة قد اشتدت.

خطاب إیران السیاسي وسلوكھا الإقلیمي كانا سببا أساسیا في تضاعف عدد الدول التي باتت  تراھا تھدیدا مباشرا لأمنھا واستقرارھا في الإقلیم الذي یزود العالم بزھاء 60 % من احتیاجاتھ النفطیة، وقد كان لسنوات من ھذا السلوك أثر مباشر على انعدام الثقة بإیران ووعودھا، وھو ما یزید من احتمالات عدم التمكن من نزع فتیل الأزمة الحالیة.

لتجاوز الأزمة وتجنب المواجھة، إیران معنیة بإدخال مراجعة حقیقیة قابلة للقیاس لسلوكھا الإقلیمي وسیاستھا الخارجیة والأمنیة.

وإذا كان ھدف إیران الاستراتیجي أن تكون دولة مھمة ومفصلیة في الإقلیم وتأخذ ثقلھا بحسب حجمھا، فلا بد لھا أن تستجیب لھواجس دول الإقلیم والعالم وتكف عن تصدیر عدم الاستقرار وزعزعة الأمن كأحد أھم أداة من أدوات سیاستھا الخارجیة.

إیران یجب أن تماھي ما بین خطابھا المعلن وبین أفعالھا المیدانیة التي كانت سببا أساسیا لضرب الاستقرار والأمن في عدد من دول الإقلیم، ویجب أن تحدث تحولا أیدیولوجیا ینھي فكرة تصدیرھا للثورة ویحترم الجیران وأمنھم واستقلالھم وأوضاعھم الداخلیة، ویجب علیھا أن لا تتوقع أن یقفوا مكتوفي الأیدي وھم یراقبون محاولاتھا المتكررة للنیل من دولھم واستقرار مجتمعاتھم.