الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

لله قعدة من قعدات زمان..



ما زلتُ أتذكر كيف كنتُ أحمل صحون الإفطار وأذهب بها إلى دار عمي (أبو نايل) ..كان كل الأعمام وابناؤهم يتجمّعون هناك. يجلسون قبل الأذان بنصف ساعة على الأقل..ونحن الصغار كان دورنا جلب الخبز و الصحون و المقبلات من كل بيت..و العصير ؛ آه العصير (الحل/ أو البودرة) ..اضافة اعلان

كان يتم ترتيب المائدة (أرضي) على الغالب بورق الجرايد..كانت تحدث مناكفات صغيرة سرعان ما تتحول إلى نكت مضحكة..مثلا كان أحدنا أبطأ من الآخرين ؛ ونعلّق عليه: إذا بنستناه عمرنا ما نفطر اليوم..!
ليس يهمّ الأكل ولا عدد الصحون..ولا من أكل أكثر من الثاني؟ ولا مين اللي جاب صحون اكثر؟ ولا مين اللي اليوم طبخ وإلا ما طبخ ..ولا تفاصيل من السفاسف..لأن المهم كان ألاّ يغيب أحد..ألاّ يغضب أحد..ألاّ يشعر أحد بأنه أقل من أحد..كان رغيف الخبز ينقسم لأكثر من أحد..كانت اللقمة بجد تصل الفم ولكنها تذهب لفم آخر بكل حبّ وطواعية..!
كانت فلسطين هناك في كل الأحاديث بطهر وبراءة وأمل في التحرير..كانت لمّة حقيقية وليست دعاية تلفزيونية..
أين ذهبت اللمّة وفلسطين و من هو المسؤول عن فرط المائدة الرمضانية..؟
لله قعدة من قعدات زمان..