الزيادة في عدد الاصابات الداخلية وتوزيعها يشي بأننا على ابواب مرحلة تشهد انفلات الفيروس خارج السيطرة. ولعل دوائر المسؤولين تعيش لحظات صعبة في توجيه بوصلة القرار بين التشدد والانفتاح واليقين بجدوى هذا الاجراء أو ذاك ويظهر ذلك واضحا في التعليمات المتبدلة بين يوم وآخر والتباين في الآراء والاجتهادات بين مختلف الجهات. ومن الأمثلة موضوع فتح المطار والاجراءات مع القادمين والاغلاقات ومنع التجول، وهي تبدو احيانا غير منسجمة أو منطقية ولا تقنع الرأي العام، ناهيك عن النسبة العالية من الذين ما زالوا لا يؤمنون بقصة الفيروس من الأساس.
هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها اليوم .. هل نحن أمام سلالة جديدة أكثر خطورة كما قد تشير الحالات الجديدة لأعمار متوسطة ترقد بحالة خطيرة في العناية الحثيثة؟ هل استمرار العدد المرتفع في الأيام الأخيرة وتوزيعها يدل على انتقال الوباء من مرحلة البؤر المعزولة الى الانفلات الواسع؟ هل يثبت ذلك فشل استراتيجية الاغلاق الموقعي أكان بسبب استحالة تطبيقها أو عدم جدواها؟
نسب الاصابات الراهنة يفترض بمعايير سابقة ان يعيدنا الى الاغلاق الكامل لكن هذا ليس واردا ويشرح رئيس لجنة الأوبئة اننا الآن أكثر معرفة بالفيروس وسلوكه وأكثر خبرة وأكثر جاهزية للتعامل معه دون حاجة للإغلاق. وهذا مفهوم ومقبول على العموم لكن في التفاصيل نرى الارباك سيد الموقف بسب الكم الهائل من الترتيبات والاجراءات في كل مرفق ومجال وحجم الكادر والكفاءة في متابعة تطبيق التعليمات وفق التغير في مسار الوباء. وهذه مهمة اثقل كثيرا من القرارات الشاملة بالحظر مثل منع التجول يوم الجمعة في عمان والزرقاء.
وما نراه في سلوك الجمهور هذه الأيام طريف كأن المطلوب أن يتماشى شكليا مع القرارات وليس حماية نفسه فعلا من الفيروسات. والكمامة تبدو اليوم كأنها موضة لحية مستعارة. وقد راجعت قبل يومين إحدى دوائر الترخيص فكان الجميع موظفين ومراجعين يحملون الكمامات لكن لا احد يضعها فوق فمه وانفه. ويوجد على المدخل شرطة يضمنون عدم دخولك الا بالكمامة لكن مسموح ان تدخل وهي على لحيتك مع ان ذلك يساوي حرفيا عدم وضعها. وهذا تقريبا يحدث في كل مكان.
الاستنتاج الواضح ان كل نظام الوقاية يصبح نوعا من التظاهر الشكلي من المؤسسات والمواطنين وإخلاء للمسؤولية من قبل المسؤولين ولسنا بقادرين على قياس قيمة وفعالية هذا الاجراء او ذاك وبالنتيجة هذه الاستراتيجية او تلك. إن الشيء الوحيد الذي امكن قياس اثره وأدى بالفعل الى قطع الطريق على الوباء هو الاغلاق التام الذي طبق في البداية لكنه أمر لا يمكن العودة له الآن!
قال مواطن غادر من عندنا الى دبي انه عند وصوله تم اجراء الفحص له وتم تزويده بتعليمات الوقاية وطلب منه المغادرة راشدا الى منزله دون اي اجراءات اضافية كالحجر وسواه! فهل نقرر أن نذهب بهذا الاتجاه؟ شخصيا لا أغامر بدعوة كهذه وبالطبع لا أدعو الى الاغلاق التام وأبقى عند الاعتقاد الآخذ بالتسلل الي أننا لم نعد نفعل الشيء الصحيح الآن.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي