الجمعة 29-03-2024
الوكيل الاخباري
 

هل سيوقف الأردن قرار ضم غور الأردن؟



ينقل موقع «مونيتور» الأميركي عن مسؤولين روس، أن موسكو تحاول ترتيب لقاءات أردنية على مستوى عالٍ جدا مع الشريك الرئاسي لنتيناهو وزير الدفاع بيني غانتس ووزير الخارجية غابي اشكنازي بعيدا عن بنيامين نتنياهو، لمناقشة خطورة قرار الضم على مستقبل الوضع السلمي مع إسرائيل والمنطقة، وإذا صدقت الرؤية فسيكون تحالف نتيناهو قابلا للإنهيار، فالأردن هو قلب الصراع مع الطرف اللدود في تل أبيب، وهو لن يتخلى عن وصايته على المقدسات الدينية في القدس، وهذا محور رئيس في العلاقات الباردة معهم، ولهذا باتت أصوات العديد من مسؤولي الدولة العبرية يحذرون من خطر انهيار العلاقة مع الأردن.اضافة اعلان


بنيامين نتنياهو أسقط في يده، فهو كقائد جديد لجيش استعماري أراد أن يفرض إرادته وشروطه بخلق دولة يهودية دون أي إعتبار لأصحاب الحق التاريخي من الفلسطينيين، تلقى في خضم فرحته بالدعم الأميركي صفعات متتالية من الطرفين الأردني والفلسطيني، وأهمها تصريحات جلالة الملك وتحذيراته بأن قواعد اللعبة السياسية ستتغير إذا بقي نتيناهو متحجر القرار، فضلاً عن رفض داخلي خشية الوضع الأمني.

اليوم بات حلم نتنياهو أشبه بالكابوس، وقرار الضم بات أبعد من ذي قبل، فالأردن وعلى لسان الملك أحبط معنويات التحالف الذي تشكل في تل أبيب لتنفيذ الضم، والنبرة الجافة التي يتصدر بها وزير الخارجية ايمن الصفدي تترجم رؤى وانطبعات القيادة والدولة الأردنية برمتها، وأن أي إجراء لا يضم حق الفلسطينين بإعلان دولتهم المستقلة لن يُقبل تحت أي ظرف، فيما باتت الإدارة الإسرائيلية تواجه رفضا دوليا يقوده الإتحاد الأوروبي لقرار الضم، خصوصا المانيا التي سيقوم وزير خارجيتها هذا الأسبوع بزيارة تل أبيب وعمان، وحتى الإدارة الأميركية بات خطاب الدعم فاترا، ما يعني أن الأول من تموز لن يكون موعد إعلان الضم على أقل تقدير.

يسأل العديد من المهتمين: ما الذي سيفعله الأردن إذا تم تنفيذ قرار الضم؟ وهل يحفل المسؤولون الإسرائيليون بموقف عمّان، ومن الرابح ومن الخاسر؟ وغيرها من التساؤلات التي لا تحيط بالتاريخ السياسي لنشوء وارتقاء الدولة العبرية التي تعيش كالطفيليات على أرض عربية، وكأن الأردن جزيرة منزوعة الإرادة في محيط مليء بالقراصنة الدوليين.

إسرائيل تحتاج بالدرجة الأولى الى الأمنّ، ومن المعروف أن أي فتى فلسطيني بسكين أو حجر يصيب جنود الإحتلال بالرعب، والأمن هو هاجس يقض مضاجع المسؤولين الإسرائيليين، وإسرائيل هي التي تحتاج الى السلام وليس العرب، وأي إخلال بالعلاقات مع الأردن سيشكل جبهة خوف شرقية لا يمكن لإسرائيل تحملها بناءً على الوقائع التاريخية،عدى عن الداخل الفلسطيني الذي سيكون حجر الرحى في مطحنة الحرب الداخلية لإسرائيل، وهذا ما بات يدركه كثير من منظري الدولة العبرية، فلا سلام تاماً بدون الأردن، والمستقبل سيكشف حاجة الدولة العسكرية الإسرائيلية لحدود باردة مع الأردن.

إن إعادة الثقة بالدور الأردني لمواجهة الهياج الإسرائيلي هو الطريق الوحيد لإبقاء الوضع القائم على الأقل، وتبريد الجبهة الفلسطينية الداخلية، وهذا ما بات يدركه الكثير من القيادات الإسرائيلية الذين أحسوّا بحرارة الأجواء قبيل اقتراب موعد الضم الذي يبدو أن نتيناهو لن يصل اليه عما قريب، فتكن جبهتنا متماسكة وداعمة للأشقاء الفلسطينيين لإعادة بنائهم الوطني المشتت، كي يبقى العالم المحترم مساندا لقضيتهم، والأردن القوي هو الأردن المتماسك والمتمسك بمواقفه التي عبر عنها الملك عبدالله الثاني بكل وضوح.