الخميس 18-04-2024
الوكيل الاخباري
 

هموم كاتب يومي



كلما عبر أحد القراء عن استغرابه من قدرتي على استنباط فكرة ساخرة يوميا للمقال، أجبت بصفاقة وتواضع مزيف بأن الأمر صار بسيطا بحكم العادة، مثل أي مهني يقوم بعمله الذي نراه معقدا بكل سهولة. أما في الواقع فإن قضية التقاط الفكرة وكتابتها تشكل لي أرقا يوميا يمتد 25 ساعة في اليوم، ولا أجد الراحة بعد انجاز المقال، بل ينتابني القلق والخوف بأني لن أجد فكرة تصلح لليوم التالي، وهكذا يعيش الكاتب على قلق دائم (كأن الريح تحته) حسب تعبير المتنبي.اضافة اعلان


أما حالات ما بعد نشر المقال، فهي أكثر إمتاعا وأكثر إيلاما أيضا. فالنجاح في إيصال الفكرة لأكبر عدد ممكن من الناس، يعادله الفشل في إيصال الفكرة بشكل جيد ومكتمل، وهذا ما أعاني منه أحيانا.

المؤلم أكثر وأكثر هو عدم نجاح الكاتب في إيصال فكرته بشكل مناسب إلى القارئ، القارئ لا يعذر، واشهد ذلك في قراء يتصلون للتعبير عن غضبهم او عتبهم أو عن عدم استيعابهم أو استسخافهم لمقالة ما، ويكون هؤلاء أو بعضهم ممن أبدوا إعجابهم الشديد بمقالة ما. ليس القارئ على حق دائما، ولست أنا على حق دائما، وهذا طبيعي.

قد لا يكون القارئ على حق كما أسلفت، لكني أضع الحق علي شخصيا لأني وضعت عبارات أوفكرة مموهة وحمالة أوجه، وهذا ما تكتظ به لغتنا العربية شئنا أم أبينا... وهذا ما نكتظ به نحن، بلا استثناء.