الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

ابتكارات للأردن خلال أزمة كورونا

420201165427412959392
أرشيفية


الوكيل الإخباري- شكّلت جائحة كورونا وما رافقها من تداعيات وتحديات، فرصة لإطلاق الكثير من الأفكار الإبداعية والابتكارية الخلاّقة، التي أسهمت في التخفيف من وطأة الوباء، وبناء اقتصاد معرفي يسهم في استدامة عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

اضافة اعلان

 

ويرى خبراء، بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار الذي يصادف اليوم الثلاثاء، أن الأردن استطاع بمؤسساته المختلفة في القطاعين العام والخاص،من استثمار التحديات التي خلفتها جائحة كورونا، في التحفيز لثقافة الابتكار، وإيجاد حلول إبداعية وتنمية وترسيخ ثقافة ريادة الأعمال والصناعة، مشيرين إلى الدور المهم في تنمية ثقافة الابتكار لدى الطلبة والنشء من خلال إطلاق وزارة الصناعة والتجارة والتموين لمسابقة في مجالات حقوق الملكية الصناعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

 

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة دعت عبر موقعها الإلكتروني بهذه المناسبة، جميع المبدعين في العالم إلى المساعدة في وقف انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، وتنسيق الجهود نحو تبني احتياطات الصحة العامة، والعمل بتضامن لإنقاذ الأرواح وحماية الموارد البشرية.

 

وقالت الجمعية إن الصناعات الإبداعية جزء لا يتجزأ من الخطط الشاملة للنمو الاقتصادي، وتدرّ دخلا يقدر بنحو 25ر2 مليار دولار، في وقت أشارت فيه إلى وجود 29 مليون وظيفة في كل أنحاء العالم.

 

وقال أمين عام المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور ضياء الدين عرفة، إن المجلس وفي إطار التعامل مع جائحة كورونا، وجه الدعم للباحثين في مشاريع رئيسة، تشمل تصنيع الأجهزة والمعدات للكشف عن الإصابة بالفيروس، وأتمتة عمليات الفحص دون تدخل بشري بأقل وقت ممكن، بالإضافة إلى عمليات التعقيم والتطهير باستخدام أجهزة متخصصة بتصفية الهواء الملوث.

 

وبين أن صندوق دعم البحث العلمي والتطوير في الصناعة التابع للمجلس، قدم منذ تأسيسه دعما لنحو 400 مشروع ، ترجمة للتوجيهات الملكية في الاعتماد على الذات، من خلال تبني أبحاث علمية تطبيقية للباحثين وأفكارهم المولدة للإنتاج، بما ينعكس على التنمية واستدامتها.

 

وفيما يتعلق بتحويل أفكار الباحثين إلى ريادة أعمال، بين الدكتور عرفة أنه يتم التركيز على جانبين مهمين الأول هو الثقافة العلمية وممارستها، أما الجانب الثاني فيقع في إطار الثقافة التنموية، التي يتم من خلالها ترسيخ مفاهيم الجودة وتطوير المنتجات وزيادة كفاءة عمليات الإنتاج، ومن ثم تنمية ثقافة رياده الأعمال، وصولا إلى كيفية استقرار الرؤى في إدارة المعرفة.

 

وأشار إلى أن المجلس يسعى دائما إلى تضمين الباحثين بالشراكات والتشبيك مع الجهات المعنية، والعمل على بناء قدراتهم، ليتم تحويل أفكارهم إلى ريادة أعمال، يتم دعمها من خلال صندوق‏ البحث العلمي والتطوير في الصناعة التابع للمجلس ومن خلال صندوق آخر داعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهو الصندوق الوطني لدعم المؤسسات(نافس)‏، مبينا أن العلاقة بين الابتكار وريادة الأعمال ‏هي علاقة تكاملية، تسهم في بناء اقتصاد المعرفة، واستدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع.

 

وقال إن فريقا بحثيا يعمل تحت مظلة المجلس، تمكن من تصنيع جهاز لتعقيم غرف المرضى وغرف الحجر من الأحياء المجهرية بما فيها الفيروسات، ويضم الفريق رئيس قسم الهندسة الكيميائية في الجامعة الأردنية الدكتور رياض الشوابكة، وبراء وهبه والمهندس محمد حمودة من القطاع الخاص.

 

وقال الدكتور الشوابكة، الذي يعد من الباحثين الأردنيين الذي قدم 19 براءة اخترع في عدة مجالات، إن الجهاز الابتكاري الذي قدمه مؤخرا، يعمل على امتصاص الهواء وتنقيته وتعقيمه، قد أثبت فعالية عالية في قتل الأحياء المجهرية العالقة في الهواء بعد تدميرها عند دخولها للجهاز الذي يحتوي على محلول خاص.

 

وبين أن ما يميز الجهاز فعاليته وجودته العالية، وتوفيره للطاقة، وإمكانية تركيبه في غرف العزل بالمستشفيات، والمنازل والمختبرات والشركات، مشيراً إلى التوجه للعمل على تصنيعه خلال الأسبوعين القادمين وتزويده للمستشفيات، ومن ثم تصديره للخارج.

 

وأكد أهمية التوجه نحو تصنيع الابتكارات بما يوفر الاستثمار وتشغيل الأيدي العاملة المحلية المؤهلة، مثمنا الدعم المعنوي من قبل القائمين على صندوق دعم البحث العلمي والتطوير في الصناعة التابع للمجلس، لإنجاز المشاريع الابتكارية والريادية.

 

بدورها، قالت مديرة مديرية حماية الملكية الصناعية في وزارة الصناعة والتجارة والتموين، زين العواملة، إن موضوع الملكية الصناعية في المملكة حظي باهتمام واسع ويعد ثمرة من ثمار الاستراتيجية الوطنية للابتكار ورؤية الأردن للعام 2025 في نشر الوعي بأهمية حماية حقوق الملكية الصناعية بين النشء بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.

 

وأضافت أن المديرية، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، أطلقت جائزة حماية الملكية الصناعية حول الرسوم الصناعية والنماذج الصناعية في دورتها الرابعة لهذا العام، والتي سيتم تعميمها إلكترونيا على مدارس المملكة كافة، تحفيزا للابتكار والإبداع والتنافس بين الطلاب في مجالات حقوق الملكية الصناعية ونشر ثقافة الإبداع فيما بينهم، مشيرة إلى الإقبال والتفاعل الكبير من قبل الطلبة، منذ إطلاق المسابقة في العام 2017.

 

وبينت أن المديرية قامت بالتعميم في وقت سابق على المخترعين ‏وأصحاب المشاريع الناشئة الذين قاموا باختراع معدات وأجهزة إبداعية في أي من القطاعات الصناعية، للاستفادة من مشروع تحويل نماذج الاختراعات إلى مشاريع تجارية (التتجير) والتي أطلقتها المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، لتوفير الدعم الفني والمالي والتدريبي والإرشادي والتسويقي.

 

وأشارت إلى أن وزارة الصناعة والتجارة والتموين هي الجهة المسؤولة عن إعداد وتنفيذ السياسات الكفيلة بتحقيق التنمية في مجال الملكية الصناعية ممثلة بمديرية حماية الملكية الصناعية والتي تعنى بحماية الإبداع والابتكار البشري في مجال العلامات التجارية وبراءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية وتصاميم الدوائر المتكاملة والمؤشرات الجغرافية بهدف زيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية في الأردن وتشجيع النشاطات التجارية.