الجمعة 29-03-2024
الوكيل الاخباري
 

لماذا ينبغي الاهتمام بمقاس خصركِ أكثر من كتلة الجسم؟

2022_4_10_23_19_20_515


الوكيل الاخباري - تسعى غالبية النساء إلى التخلص من شكل الجسم الكمثري، فيكرهن ضخامة الوركين والفخذين، من دون دراية بأن تلك الهيئة تحميهن من أمراض القلب والسكري.

أيهما أفضل: الكمثرى أم التفاح؟
تشبه أجساد الذكور شكل التفاحة عادة، فتتمركز الخلايا الدهنية البيضاء في منطقة البطن، وغالبا ما تتسلل إلى الأعضاء الداخلية، مثل الكبد وتجاويف البطن، لكن هناك نوع آخر من الخلايا الدهنية يمنح الجسد شكلا كمثريا، ويشيع بين النساء لتظهر المرأة نحيفة من الجزء العلوي وممتلئة في الجزء السلفي.

وتتخذ تلك الخلايا لونا أصفر، وتختلط مع الخلايا الدهنية البيضاء، وتستقر تحت جلد الذراعين والوركين والمؤخرة.

وقد اهتم باحثو كلية الطب، بجامعة أوغوستا جورجيا، بتفرقة الخلايا الدهنية الصفراء، عن الخلايا الدهنية البيضاء، منذ عام 2015.

وأجرى الباحثون جراحات على فئران تم حقنها بجينات تعيد توزيع الدهون بأجسادها. وحولت تلك الجينات الخلايا الدهنية إلى دهون حشوية بمنطقة البطن، ومع تناول الفئران أغذية غنية بالدهون أصيبت بمرض السكري، في وقت أقل مما أصيبت خلاله فئران تناولت الأغذية نفسها، لكن الدهون تكتلت في الأفخاذ.

اضافة اعلان

 




في المرحلة الثانية من الدراسة، حقن الباحثون الفئران السمينة بدهون صفراء استقرت تحت الجلد، وبالفعل تحسنت عملية التمثيل الغذائي في غضون أسابيع قليلة.

ومن جانب آخر، توصل باحثون عام 2021 إلى أن الخلايا الدهنية البيضاء في منطقة البطن تخزن دهونا ثلاثية وتطلقها في الدم، فتزيد الالتهابات المرتبطة بتضرر الدماغ، ثم الخرف في النهاية. أما الخلايا الصفراء فتمتلئ بالميتوكوندريا، وتحرق السكريات والدهون لتوليد الطاقة.

العام التالي، أجرى الباحثون تجارب على ذكور وإناث الفئران، لتحديد ما إذا كانت الهرمونات الأنثوية، أم توزيع دهون الجسم، سببا في كثرة تعرض الذكور من كل الأعمار، لأخطار مرتبطة بالالتهابات، مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية، في حين يقل تعرض الإناث لتلك الإصابات، قبل سن اليأس.


وحقن الباحثون إناث الفئران بدهون حشوية، وتناولت أغذية غنية بالدهون. وبعد أشهر، أظهرت أدمغة الإناث التهابات مماثلة لالتهاب الدماغ لدى الذكور.

ونشرت "الجمعية الأميركية للسكري" تقرير الدراسة، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأحدثت النتائج ضجة، بسبب تغييرها الاعتقاد السائد بأن هرمون الأستروجين سبب حماية الإناث من أمراض السكري، والسكتات الدماغية، وهو ما يعني أن سبب الإصابة بتلك الأمراض هو طبيعة توزيع الدهون بالجسم وليس الهرمونات.

الميزان لن ينفعكِ
يستخدم جهاز تحليل مكونات الجسم (InBody) للتعرف على نسبة دهون الجسم بجميع أجزاء الجسم، في حين تكمن الخطورة بالأساس في دهون منطقة الصدر والبطن بصورة خاصة.

وقد ربطت جمعية القلب الأميركية، عام 2018، احتمالية التعرض لنوبات قلبية بزيادة محيط البطن مقارنة بمحيط الوركين، وليس بالسمنة العامة، خاصة بين النساء.

وراجعت الجمعية دراسات استمرت 6 سنوات، خضع لها 480 ألف رجل وامرأة، وكشفت المراجعة أن 20% من النساء، ذوات مؤشر كتلة جسم مثالي، معرضات لنوبات قلبية، إذا زاد حاصل قسمة محيط البطن على محيط الوركين، عن 1، وهو تأكيد جديد على خطورة زيادة محيط الخصر، مقارنة بمحيط الفخذين.


وقارنت جمعية القلب الأميركية، عام 2020، بين نساء يعانين من ارتفاع كتلة الدهون بالجسم، وقسمتهن إلى مجموعتين، تتركز النسبة الأكبر من الدهون في الساق لدى المجموعة الأولى، بينما تتركز الدهون في محيط البطن بالمجموعة الثانية. وفي حين أن كلتا المجموعتين تعاني من السمنة العامة، إلا أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم تراجع بنسبة 53% بين النساء ذوات السيقان الممتلئة.

ورغم تأكيد نتائج الدراسات على خطورة دهون منطقة البطن، إلا أن ذلك لا يجعل من دهون الفخذين نعمة، فإذا اتبعت امرأة، ذات جسم كمثري، نظامًا غذائيا غنيا بالدهون، وأُصيبت بالسمنة، فستنخفض القوى الوقائية للخلايا الدهنية الصفراء، وستزيد الخلايا الدهنية البيضاء، وبالتالي، قد تُصاب بالخرف أو السكتة الدماغية.

هل يمكن تفادي الخطر؟
تتولى الجينات مسؤولية توزيع الدهون في الجسم، وتحدد محل الخلايا والأعضاء في الجنين النامي. وقد اكتشف فريق معهد سانفورد بورنهام للبحوث الطبية أن الخلايا الدهنية مبرمجة مسبقا. لذلك، تتجه دهون البطن ودهون الفخذين جينيا إلى مكانها النهائي، قبل ولادة الطفل.

ويمنع ذلك فرص تغيير شكل جسمكِ إلى الشكل الكمثري، لكن ما تزال أمامكِ فرصة لتفادي أخطار دهون البطن، عن طريق بعض النصائح:

قد يرتبط محيط الفخذ الكبير بصحة عامة أفضل، لكن ما يزال تقليل وزن الجسم أفضل وصفة لصحة جيدة، عن طريق تناول سعرات حرارية أقل، وممارسة الرياضة المكثفة.


تشير الدلائل إلى أنه يمكننا زيادة الخلايا الدهنية ذات اللون البني والأصفر، عن طريق تعريض أنفسنا لدرجات حرارة باردة لعدة ساعات يوميا، من خلال خفض حرارة المكيف في الغرف، أو الاستحمام بماء بارد.


استخدمي مؤشر كتلة الجسم لحماية صحتكِ من أخطار السمنة العامة، لكن حافظي على محيط بطن أقل من محيط الفخذين دوما، فينبغي أن يكون حاصل قسمة عدد سنتيمترات محيط البطن على محيط الوركين أقل من 1.


تجنبي الأطعمة الغنية بالدهون، إذا مال جسمكِ لشكل التفاحة، حتى وإن بدا وزنكِ مقبولًا، أو أجريتِ عملية شفط دهون.

 

اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


الجزيرة