زمان كان الضباط في الجيش يحملون مسدسا بلجيكيا عيار (14) ملم...ولكننا كنا نستعيض عن الأوصاف والنوع بالقول :- (أبو حلقة) ..والسبب أن هذا المسدس كان يحتوي , في أسفله على حلقة دائرية ...ولم أكن اعرف الغاية منها .
ولأن هذا النوع من المسدسات , كان مصنوعا من المعدن وليس من البلاستيك المضغوط , كان أحيانا يتعرض للصدأ , لهذا كان ضباط الجيش يقومون بلفه بخرقة ناعمة ثم يضعونه في البيت المخصص على القايش ...ولأننا كنا نعرف كل شيء عن الجيش , كنا نصنف تلك المسدسات , فاحيانا يقوم الضباط الكبار من رتبة عقيد وما فوق بحمل (أبو حلقة كعب أشقر) والضباط الأقل رتبة يحملونه (كعب بلاستيك).. بالطبع الكعب الأشقر تعني المقبض الخشبي المصنوع من خشب الصندل والمزخرف بأشكال جميلة ...
كان هذا المسدس يعتبر قطعة ثمينة جدا , وكان له تصنيفات تعلمناها من أهلنا الذين يخدمون في الجيش , فهناك (أبوحلقة مع عداد) و (أبو حلقة بدون عداد) ...والعداد هو مجموعة من القراءات الرقمية , توضع فوق المسدس , لمساعدة الرامي على تحديد الهدف جيدا ...
مر العمر , ولكن الشعب الأردني ما زال يحتفظ بهذا النوع من السلاح ..وللان وبالرغم من التقنيات الهائلة في صناعة المسدسات , إلا أن (أبو حلقة) ما زال هو الأثمن ...وما زال هواة السلاح يباهون بعضهم ...بهذا النوع من المسدسات ...
وللعلم هذا النوع من السلاح الفردي , كان يطرز عليه عبارة (ج ع) وينقش عليه أيضا رقم تسلسلي حتى تحدد هويته .... أنا لا أعرف لماذا , كانت المسدسات على قايش الضابط وما زالت (أجمل) ولماذا حين كنا صغارا , كنا نستمتع بمشاهدة تلك (الحلقة) وأحيانا نغافل أعمامنا وأخوالنا الضباط ..ونلمس كعب المسدس , ونتحسسه دون أن يشعروا بذلك ...
حين مر العمر ...وكبرت سألت أبي ذات يوم عن (الحلقة ) وما هي الغاية منها ..فأخبرني أن الضباط , في بدايات تأسيس الجيش كانوا يربطون المسدس , بحبل صغير يتدلى , من السترة , والسبب ...أنه إذا حاول أحد اختطاف السلاح فلن يستطيع نزع الحبل من (الحلقة) ...مما يجعل الضابط ينتبه ...لهذا الأمر ...وأخبرني أبي أيضا أن الجيش هو من يطلب مسدساته بهذه المواصفات ...
علاقتنا في الجيش , تشبه إلى حد بعيد علاقة (الحلقة) بالمسدس , فهي جزء أصيل منه ...وأساسي , وهي ميزة من مميزات القوة في هذا السلاح ...ولكن يبدو أن تلك الحلقات تركت في قلب الأردني وليس في كعب السلاح ...لهذا صارت قلوبنا مثل مسدسات الجيش , مربوطة (بحلقة) ...
وأنا أعتز بقلبي فهو قلب (14 أبو حلقة) ...ومربوط بالجيش نبضا , وهوى ....أما من كانت قلوبهم ..بلا (حلقة) ..فهؤلاء ربما لا يعرفون لا في السلاح ولا في الغرام شيئا ...والحمد لله أن هذا القلب ما زال يسدد , ولم (يردف) أبدا ...
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو