الوكيل - مُغمض العينين كما غادرها قبل ثمانية أشهر، وصل الطفل أحمد دوابشة إلى مسقط رأسه بلدة دوما، علّه يجد في أحلام الطفولة البريئة ما يسلّيه ويشغله عن التفكير بأبٍ وأمٍ وأخٍ رضيع لم يحضروا لاستقباله بعد طول غياب.
ورغم خضوعه لسلطان النوم، حظي أحمد باستقبال الأبطال في دوما، المئات من أطفال البلدة اصطفوا في ساحة المدرسة التي حملت اسم شقيقه الشهيد 'علي'، وعلى قرع الطبول هتفوا: أهلا أهلا يا أحمد.. نوّرت المدرسة بوجودك.
وجاءت زيارة أحمد الخاطفة لدوما بعد زيارة إلى العاصمة الإسبانية مدريد، استغرقت عدة أيام، زار خلالها ناديه المفضل ريال مدريد، والتقى نجومه 'كريستيانو رونالدو' و'مارسيليو' و'غاريث بل'.
وفي بيت جده 'أبو نصر' والد الشهيد سعد دوابشة، واصل أحمد -المنهك من السفر- نومه وسط العشرات من أقاربه الذين تحلّقوا حوله بانتظار أن يفتح عينيه.
وما أن أفاق، حتى وجد نفسه في أحضان جده المكلوم، والذي كتم آلامه وأحزانه، وبدأ يداعبه ويسأله عن رحلته إلى إسبانيا، وعما فعله في النادي الملكي.
'سافرت بالطيارة.. طرنا فوق الغيوم' قال أحمد باندهاش، مثيرا ضحكات الحضور الذين لم يعرفوا للضحك معنى منذ المحرقة التي ذهبت بوالديه وأخيه نهاية شهر يوليو 2015.
على هامش الألم
كانت رحلة إسبانيا أكثر من هامة لطفل عاش تجربة قاسية يشيب لهولها الولدان، ولمّا يتم الرابعة من عمره حينها.
ويقول حسين دوابشة، جد أحمد ووالد الشهيدة ريهام، والذي رافق حفيده إلى إسبانيا، لوكالة 'صفا' إن هذه الرحلة تركت أثرا جيدا على حالته النفسية، وعاد منها سعيدا بعد ثمانية شهور من الإقامة الدائمة داخل مستشفى 'تل هشومير'.
وكان أحمد قد غادر المستشفى الثلاثاء الماضي، لكنه لم يزر بلدته، وإنما مرّ بمدينة نابلس التي ودّعته قبيل توجهه إلى إسبانيا.
ويقول جده: 'ارتأينا أن نؤجل زيارة أحمد إلى دوما إلى ما بعد عودته من إسبانيا، حتى نطبع في ذهنه صورا سعيدة، غير صور حرق والديه التي لا زال يحتفظ بها في مخيلته'.
ساعات صعبة
وخلال الساعات المعدودة التي أمضاها في بيت جده، قبل توجهه إلى رام الله، اجتهد الأهل في إشغاله عن السؤال عن عائلته وعن بيته المحترق.
وقال نصر دوابشة، عم أحمد، لوكالة 'صفا': 'تجنبنا اصطحاب أحمد إلى بيت عائلته المحترق، رغم أنه عرفه لوحده بمجرد مروره بالسيارة من جانبه'.
وأضاف: 'زيارة لبيت العائلة كانت كافية ليستعيد اللحظات الصعبة التي عاشها، وهذا ما لا يجب أن يحصل قبل أن يُتم علاجه الطبي والنفسي'.
ولا زال أحمد يذكر مشاهد حرق والده ووالدته على يد المستوطنين، وبدأت عائلته مؤخرا بخطوات متدرجة لإخباره بحقيقة ما حلّ بوالديه وأخيه، وكل ما يعرفه حتى هذه اللحظة هو أنهم قد صعدوا إلى الجنان، دون أن يدرك أنهم لن ينزلوا إلى الأرض.
إلى مستشفى 'تل هشومير' عاد أحمد من جديد، حيث ما زال بانتظاره رحلة علاج تمتد ثلاثة أو أربعة شهور، ليبدأ بعدها مرحلة التأهيل النفسي، رحلة لا بد منها ليكون قادرا على بدء حياة جديدة، لا تطارده فيها ذكريات الماضي الأليمة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو