لم نعرف حتى اللحظة إن كان هناك كيان سياسي اسمه المجلس الوطني الأردني أم أنه حالة افتراضية سياسية يعاد تظهيرها قبيل الزيارات الملكية للعاصمة الأمريكية، ولحد اللحظة لم نعرف اسماء المجلس ولا برنامجه السياسي، وهل اصبحت موضة المعارضة في الخارج لها وجود، ام انها حالة اشهار لزواج غير شرعي بين معارضة اردنية مجهولة وتبحث عن ظهور والعاصمة واشنطن التي لا تحظى بأي مودة من السواد الاعظم من الشعب الاردني، وتريد واشنطن او اتباعها القول إن ثمة من يشكو من الاردنيين الى واشنطن بوصفها الصدر الحنون ؟!
فجأة ودون سابق انذار تظهر رسالة الى الرئيس الامريكي تناشده اطلاق سراح المعتقلين ووقف العمل بقانون المطبوعات والنشر، موقعة مما يدعى المجلس الوطني الاردني، ومذكور في متن الرسالة اسماء المعتقلين في الاردن، وأجزم ان اي فرد منهم لم يفوض هذه المعارضة المجهولة التحدث باسمها بل ان المعتقلين هم من شباب الحراك القومي واليساري والنشطاء المحليين الذين يهتفون يوميا ضد واشنطن، واكثر ما يقلقهم العلاقة مع واشنطن فكيف يلجأون اليها لإنهاء اعتقالهم، بل ان معظمهم يعللون اعتقالهم بوصفه نصيحة امريكية او حاصل جمع دعم واشنطن لسياسة الاصلاح في الاردن .
اذن من خوّل هذا الاطار التحدث باسم الاردنيين او التحدث عن طموحاتهم واحلامهم، في وطن يشهد اسبوعيا ويوميا حراكات شعبية بسقوف سياسية عالية ولكن دون تطاول، ويهتفون بسقوط الهيمنة الامريكية وتحرير فلسطين وتحقيق حلم الوحدة العربية الذي يعني ببساطة انهاء المصالح الامريكية والتخلص من هيمنتها على القرار الرسمي العربي، فكيف يكون الجلاد هو الحكم او المخلّص ؟
اما الاعلاميون فيعرفون طريقهم جيدا ويعرفون كيف يوصلون رسالتهم ورسالة مهنتهم، وليسوا بحاجة لمن يشكو الوطن للخصم، ولا يحتاجون لمن يوصلهم الى صناديق البريد، لأن عنوانهم وضح جدا “ عمان او اي محافظة اردنية – الأردن “, وعلى الآخرين ان يبحثوا لهم عن عنوان غير الاردن، فنشطاء وانصار الاصلاح لا عناون لهم سوى الاردن .
ظاهرة الاستقواء بالخارج يمكن ان تنجح مع شعوب تعاني من القهر والدم لكنها لن تنجح مع الارنيين الذين يعتبون على دولتهم اذا ما كان الغرب داعمها ويغضبون اذا ما تعرضت ارض عربية للدنس الاجنبي، ودوما ما يكون الدنس إما امريكيا او مدعوما من امريكا .
على من يتعاملون مع الغرب ويفتحون له القلب بالشكوى على الوطن ان يتذكروا، اننا فصحاء اللسان ولا نستقوي على الوطن الا بمصلحة الوطن، نعتب هنا، نغضب هنا، وإذا ما شفّنا الوجد نذهب الى قرية او خيمة او صحراء الجنوب، فنعيد تنشيط الروح ونعيد تنقية القلب ونتزود بالتقوى الوطنية .
لا نريد للمضلّين باسم الهدى ان يساعدونا، ولا نريد دعاء منهم ولا نريد سيوفهم الخشبية، ولا نريد ملحهم، نريد منهم ان يتحدثوا باسمهم، ويتحدثوا عن اوجاعهم من دهون الهمبرغر واوجاع الدسم من شحوم الابقار في النقانق، نريدهم ان يستمتعوا قَدر استطاعتهم بالإضاءة والنوادي في ارض “الانكل سام”، نريد منهم ان يتحدثوا عن اوجاعهم من “ الجرين كارد “ ومن عناء الزواج من امريكية كي يحصلوا على الجنسية .
لا نريد دعاءهم لأنه ملح على عطشنا وسيوفهم علينا، نريد منهم ان يصمتوا فقط لأن صوتهم يؤذي حناجر النشطاء ووجدان الوطن .
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو