أردني أصيل وأصلي

ليس جنرالا ولا وزيرا ولا رئيس حكومة بل شاب أردني في بداية حياته ، أردني من عشيرة اردنية كريمة ، ليس ثريا ولا يتقاضى راتبا ضخما ، وربما يحمل على كتفه قرضا يقتطع قسطه الشهري من راتبه الشهري ، لكنه اردني أصيل وأصلي ويمثل نموذجا ليس فقط لزملائه بل لكل فرد وانسان.اضافة اعلان

جندي ثاني ، ولمن لا يعرف رتب الجيش فهو الرتبة الاولى التي بعدها يبدأ سلم الرتب ، ومن المؤكد من صورته التي شاهدناها على بعض المواقع الاخبارية أنه اقل من عشرين عاما من العمر ، وهو عسكري يخدم على الحدود الشمالية الاردنية حيث يقضي هو ورفاق السلاح معه ضباط وضباط صف اسابيع في الخنادق تحت الشمس والبرد ، وهم الذين يحملون واجب حماية الاردنيين ، وبسبب جهدهم وجهد اخوانهم في المؤسسة العسكرية والامنية فاننا نعيش بحمدالله حياة آمنة طبيعية ، ونأمن على اطفالنا وزوجاتنا وامهاتنا وبيوتنا واماكن اعمالنا واسواقنا وافراحنا واتراحنا.
الجندي الاول – بعد ترفيعه – عصام الحراحشه الذي يعمل على الحدود السورية لا يواجه مهربي السلاح والمقاتلين والمخدرات بسلاحه فقط ، بل يواجه تجار الحروب الذين يملكون اموالا لغايات الانفاق لتسهيل مهماتهم وتهريب السلاح والرجال ، وتهريب السلاح والرجال الى الاردن يعني فتح الابواب لاهل الارهاب والاجرام وبالحد الادنى للخارجين عن القانون وتجار المخدرات.
عصام الحراحشه لم يرفض رشوة فقط ، لكنه وجه رسالة لتجار الحروب بأن قوة الصمود الاردني ليست عسكريا وافيا بل في البنية الاخلاقية للاردنيين وفي مقدمتهم رجال الجيش والمؤسسات الامنية ، فالامر ليس قبول رشوة لتسهيل معاملة او تزوير توقيع بل فتح حدود الاردن امام مهربي السلاح والارهاب والمخدرات وتجار الفوضى والعبث ايا كانت هويتهم. نكتب عن عصام الحراحشة الذي رفض رشوة تقول المعلومات انها مبلغ كبير جدا ونعلم ان كل زملائه على ذات السوية من الامانة والاخلاص ، وهم الذين يعيشون حالة استنفار منذ حوالي اربع سنوات ، ونعلم ان من يكون على اهبة الاستعداد للشهادة والتضحية بروحه ليس من السهل اختراق خلقه وقيمه ودينه ووطنيته.
تحية لعصام وشكرا لقيادة الجيش على تحفيز هذا الاردني وامثاله ، وما فعله عصام رسالة لاصحاب النفوس الرديئة ممن لا يتورعون عن سرقة مال الدولة والناس ، ولا يترددون في الحديث ساعات عن الوطن والوطنية بينما يسيل لعابهم ولو على وجبة طعام من طريق فساد وحرام.