الجمعة 2024-12-13 10:50 م
 

أسعد أهل الأرض!

02:03 م

وأخيرا اكتشفنا أننا سعداء جدا ونحن لا ندري..

حسنا، قرأت الخبر على غير موقع، وهو يفيد أن الأردنيين يحتلون المرتبة الثانية في «أسعد أهل الأرض» في القائمة العربية، ولا يسبقهم في السعادة عربيا إلا الجزائر، ثم فلسطين، فيما تأتي بقية الدول العربية تاليا، وبينها وبينا بون شاسع في الترتيب..اضافة اعلان


المفارقة العجيبة هنا، أن 3 دول عربية حلت في مرتبة «أتعس» دول العالم، فما هي حقيقة الأمر، وما المعيار الذي اعتمد في هذا التصنيف الصادم؟.

التقرير الدولي تجريه بشكل دوري مؤسسة الاقتصاد الحديث «The New Economic Foundation» والحقيقة أن ما قرأته عن هذا التقرير على المواقع الإلكترونية لم يشبع فضولي، فبحثت عن موقع المؤسسة ورحت أبحث عن المعايير التي اعتمدتها للخروج بهذه النتائج الغريبة، لأنها تزرع في البال مليون سؤال، وأول ما يخطر ببالك أنك تعتقد طيلة الوقت أنك تعيس وإذ تكتشف أنك تتفوق في السعادة على دول كثيرة!!.

مؤشر السعادة، وفق»مؤسسة الاقتصاد الحديث»، ومقرها لندن، يعتمد على رفاه الفرد من حيث التمتع بحياة سعيدة وطويلة وذات مغزى مقتصدة وصديقة للبيئة، إضافة إلى اعتباره أن مبعث السعادة لا يقترن بموطن إقامة الفرد في دولة متقدمة أو غنية، بل بتمتعه بحياة مديدة وهانئة، وفي هذا الشأن يقول نيك ماركس مؤسس مؤشر السعادة على هذا الكوكب، إن «المؤشر يقيس ما يهم حقاً، الحياة المديدة والسعيدة حياة كريمة محتملة في المستقبل، لفترة طويلة للغاية اعتمدنا على تدابير غير مكتملة من التقدم الذي يركز فقط على النشاط الاقتصادي، مثل الناتج المحلي الإجمالي» ولهذا، ووفق هذا المعيار، حل سكان «كوستاريكا» كأسعد البشر كونهم يتمتعون بعمر مديد، ويبلغ ناتج بصمتهم الأيكولوجية (البيئية) ثلث ما ينتجه أقرانهم في الولايات المتحدة، وأعقبها على التوالي، فيتنام، كولومبيا، السلفادور، جامايكا، بنما، نيكاراجوا، وفنزويلا، وكانت كوستاريكا حلت في المرتبة الأولى أيضاً في استطلاع عام 2009، ورشحتها حينها المؤسسة البريطانية كمكان مثالي للإقامة، إذا أردت التمتع بحياة مديدة وسعيدة وخضراء صديقة للبيئة!.

وعودة إلى قراءة رقمية في قائمة الدول الأسعد والأتعس، وفق هذا المعيار، لنجد أن فلسطين مثلا احتلت المرتبة الثالثة عربيا، والثلاثين في القائمة العالمية، متقدمة على الغالبية الساحقة من دول العالم الأول والثاني، كالمملكة المتحدة، واليابان وايطاليا، وكندا، والصين، والولايات المتحدة طبعا، التي حلت في ذيل قائمة الشعوب السعيدة، حيث «حظيت» بالمرتبة 106 وسبقتها في المؤشر دول وبعضها بالكاد يشبع الخبز، أو يعاني من أزمات اقتصادية وربما أمنية طاحنة، مثل السودان 101 وزامبيا 99 وناميبيا 96 ومصر 91 واليونان 92 / المؤشر بما حفل به من مفارقات صاعقة، يحتاج إلى دراسة معمقة، سوريا مثلا، التي تعاني من ظروف أمنية ليس لها مثيل في أي بلد في العالم، احتلت المرتبة 47 متقدمة على عشرات الدول، العربية والأجنبية، ولم يسبقها في السعادة من الدول العربية إلا الجزائر والأردن وتونس على التوالي!!.

ولنا عودة إن شاء الله، لدراسة هذا المؤشر لعلنا نخرج بنتائج تعيد تعريف السعادة، التي ارتبطت على الدوام بمؤشر الرضا عن النفس والحياة، حتى في أحلك الظروف التي يمر بها الإنسان!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة