الوكيل - تتغير ملامح العشرينية عيناء الخطيب، بمجرد دخول زميلة محددة على قسمها، وتشعر بالتعب والضغط النفسي وعدم الراحة، وما إن تخرج من المكان حتى تشعر وكأن طاقتها مسحوبة منها.
وتقول 'حينما أجلس معها أشعر بضيق شديد، رغم لطفها مع الجميع، وعدم وجود أي مشكلة بيني وبينها، إلا أن وجودها في المكان وسماع صوتها بات يزعجني'.
أما مدرسة العلوم في إحدى المدارس الخاصة سحر محمود، فتبين أن هنالك تغيرا في تعاملها مع الآخرين منذ عام تقريبا، وتشعر أنها بين فترة وأخرى تدخل في مناقشات عقيمة تنتهى بالخلافات، وأكثر ما يؤرقها هو تلك الطاقة السلبية التي أضحت تشعر أنها تحملها بين جنباتها وتؤثر على محيطها.
والمقربون من سحر هم الأكثر تأثرا بحالتها، ذاهبة إلى أنها كلما تحدثت بكلام حسن، اعتبره المحيطون مزعجا، مشيرة إلى أنها أصبحت في حيرة من أمرها، وجل همها الوصول إلى طريقة للتصالح مع نفسها ومع الآخرين.
وقد تسيطر الطاقة السلبية على بعض الأفراد الذين يرون معظم الأشياء من حولهم بمنظار سلبي ومتشائم. ويشير خبراء إلى أن هذه الحالة تعود لأسباب مختلفة بيئية وشخصية.
وفي المقابل، فإن ذات الأشخاص السلبيين عند البعض، إيجابيون عند البعض الآخر.
اختصاصية علم الطاقة ريا خضر، تؤكد أن الطاقة السلبية لا يمكن حصر أسبابها؛ إذ إنها تختلف من شخص لآخر، ذاهبة إلى أن الخبرة والبيئة التي عاش بها الفرد قد تؤثر على شخصيته بالمستقبل وقد تجعل منه شخصا سلبيا، أو يبعث السلبية على من يحيطون به من خلال حمله لتلك الأفكار السلبية.
وتكون الطاقة السلبية على شكل أفكار أو حديث أو ذبذبات يبثها الفرد بطريقة غير مباشرة أحيانا، وتوضح قائلة 'قد يكون الفرد جالسا بالمنزل وفي جو لطيف، فيدخل عليه شخص آخر، فيشعر الأول أنه بحاجة لترك المكان سريعا، وذلك ليس لكراهية ذلك الشخص، بل لأنه يبث إشارات أو ذبذبات سلبية'.
ومن أسباب الشخصية السلبية، وفق خضر؛ عدم الانسجام مع المكان، أو قد يكون المكان سلبيا بحد ذاته، فقد تكون مفردات التكنولوجيا من كمبيوتر وهاتف موبايل وغيرها، لها دور في بث طاقة سلبية تنعكس على الأفراد، فيشعرون بسأم، وبرغبة عارمة في ترك المكان.
ويشتكي الثلاثيني محمد خضر من تصرف زوجته، مبينا أنه وبمجرد عودته من العمل، ينقلب حال المنزل إلى جمود ومشاكل، رغم عدم وجود ما يدعو إلى ذلك، معتبرها 'سلبية وتشحن الأجواء بالملل والفوضى'.
وعلى الفرد الذي يتعايش مع شخص سلبي، كما تشير خضر، أن يعي بالدرجة الأولى أنه يتعامل مع هذه النوعية من الأشخاص، لتلافي التأثر به، وأن يغير مكانه أو يفتح الشبابيك، ويسمح للشمس والهواء بالدخول للمنزل وغيرها من الأمور؛ كنشر رائحة ماء الورد في البيت، أو نثر الملح لفض الطاقة السلبية.
وتردف 'أما بالنسبة للفرد السلبي، فعليه أولا أن يبحث عن الدوافع التي جعلت منه شخصا سلبيا، لأن معرفة الأسباب تساعد على العلاج، فعلم الطاقة يقول على الشخص السلبي أن يعرف سلبياته ومن أين هي، ثم يعمل على قلبها للشكل الإيجابي، من خلال قانون الإلغاء، ومحاولة التقليل من الأشياء التي تزعجه ولا يرغب بالتعامل معها'.
ويقع على عاتق الشخصية السلبية علاج ذاتها، فالشخص الإيجابي يستقطب كل ما هو إيجابي لحياته، وعلى العكس من ذلك فإن الشخص السلبي يجلب السلبية التي قد تؤثر على محيطه.
ويبين خبير الطاقة عبد الناصر جرار، أن لكل إنسان هالة وهي عبارة عن إشعاعات ضوئية يولدها الجسد، وهي تغلفه من شتى الجهات، وهي ذات شكل بيضاوي، وألوانها متداخلة فيما بينها مثل ألوان الطيف. وهذه الهالة بمثابة سجل طبيعي تدون عليه رغبات الإنسان وميوله، وعواطفه وأفكاره، ومستوى رقيه الخلقي والفكري والروحي.
ويؤكد جرار أن الإنسان وهو يقابل الناس من الممكن أن يفرغوا طاقته أو يمتصوها أو يتعرض للحسد فيجد نفسه خائر القوى رغم أنه عند خروجه من منزله كان نشيطا جدا، فيسعى بعدها من دون أن يدري ما حصل له للهدوء أو العودة إلى المنزل سريعا ليرتاح.
ويذهب اختصاصي علم النفس د. محمد حباشنة، الى أن هناك أناسا 'يمتصون الطاقة'، والكثير من الأشخاص قابلوا هذه النوعية من الأشخاص السلبيين، وبمجرد أن يبدأوا الحديث معهم وهم في حالة جيدة، يشعرون بأنهم يتبدلون نحو الأسوأ، حتى قبل الانتهاء من الكلام معهم؛ إذ يبدون كأنهم يسحبون الطاقة الإيجابية من أي مكان يتواجدون فيه. وفي المقابل، هناك آخرون لديهم قدرة على المنح الإيجابي، هؤلاء هم أصحاب الطاقة الإيجابية الذين يبثون إليك روحا معنوية جيدة.
من جهته، يؤكد خبير مهارات الاتصال ماهر سلامة أهمية التعامل مع الأفكار السلبية التي تخرج من الشخص السلبي، والابتعاد عنها بكل حكمة. يقول سلامة 'يجب على الشخص المقابل استقبال الفكرة السلبية من هؤلاء الأفراد ودراستها وعدم الأخذ بها، ووضع نفسه مكان الشخص السلبي'.
وينطوي ذلك، وفق سلامة، على دلالات كبيرة أهمها، أن وضع الشخص نفسه مكان الطرف الآخر 'السلبي'، هي محاولة لفهم منطلق السلبيين والأسباب التي أدت إلى جعلهم كذلك.
ويذهب إلى أن هناك من يبث الأفكار السلبية التي من شأنها أن تؤدي إلى مشكلات كبيرة بالمجتمع والمحيطين، مؤكدا أهمية محاولة فهم الأسباب التي قادتهم إلى ذلك واكتشاف مواطن الخلل والعمل على تفكيكها، وإيجاد الحلول بعرض الإيجابيات.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو