نقرأ أحياناً الإعلانات!!. خاصة إذا كانت شبه حكومية، وإذا كانت تحتوي على أرقام مثيرة للاهتمام!!.
قرأنا في إعلانات «الجروزاليم بوست» أكثر من خبر واحصائية. فعندهم في إسرائيل مؤسسة اسمها «ماير بانيم» هي، كما يبدو، تقوم على نوع من معسكرات الأطفال الصيفية.
ولدفع الجمهور للتبرع لهذه المعسكرات، لاحظت الإعلانات أن هناك 8ر1 مليون مواطن في إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر. وأن طفلين من خمسة يعانون من الجوع، الأمر الذي حرّك ماكنة التبرع في الولايات المتحدة، لمساندة المؤسسة اليهودية «ماير بانيم»، وخاصة مطاعم «الكوشر» بحيث تجمع دجاجة أسبوعياً لكل طفل في هذه المعسكرات!!.
والإعلان يثير أكثر من سؤال يتعلق بالدولة اليهودية التي تصوّر للعالم أنها دولة اليهود الديمقراطية، المزدهرة، وتصوّر لنا أولاً أنها دولة قادرة على احتلال كل فلسطين، والجولان وأي أرض حولها، وقادرة على ضرب العراق وإيران ولبنان وسوريا. وهناك فيها 8ر1 مليون تحت خط الفقر، وأن طفلين من كل خمسة يعانون من الجوع!!. وقادرة طبعاً على ابتزاز الولايات المتحدة بأكثر من عشرة مليارات دولار من جيب مواطنها دافع الضرائب كل عام!!.
في مطلع السبعينيات عملنا في قطر بإعارة من الحكومة. وكنت كلما مررت «بشارع الكهرباء» – لا ادري سبب التسميّة – ودخلت بقالة، لاحظت في صدرها صورة الشاه والشهبانو وولي عهدهما، محملة بالأوسمة والتيجان المُرصعة بالجواهر واللالئ، فأقارن عظمة «الامبراطورية» بالشاب «نيروز» الإيراني، الذي غادر بلده بزورق كان مرشحاً ككثير من الزوارق للغرق في مياه الخليج، ليصل إلى قطر، وليعمل في بيت أردني بستة دنانير في الشهر!!.
بغض النظر عن العداوات التاريخية أسأل نفسي الآن كما كنت اسأل نفسي قبل خمسة وأربعين عاماً أية دولة هذه التي تخيف العالم العربي وغير العربي وبها كل هذا الجوع؟ وأي إمبراطورية كانت إمبراطورية الشاه وفيها المسكين نيروز يهاجر في زورق تعيس ليصل قطر ويعمل بستة دنانير شهريا؟
- طبعا إسرائيل ليست فقيرة فمن هم 8ر1 مليون مواطن تحت خط الفقر؟
- نجزم أن أحداً منهم ليس من يهود أوروبا وأميركا، فلهؤلاء ملايين الوحدات السكنية في القدس والضفة الغربية واغلب الظن أنهم الفلسطينيون أولاً، ثم المهاجرون من اثيوبيا واليمن والعراق وسوريا ولبنان وأبنائهم، وهذا يضيف نمطا اخر من العنصرية ليست العنصرية المعادية للآخرين «الجوييم» وإنما تلك المعادية للون واللغة والمنبت وهذا يفضح أكذوبة الدولة العبرية.
قراءة الإعلانات أحياناً مفيدة فهي تأخذك من الأحداث الساخنة اليومية إلى استراحة تأملية كهذه الاستراحة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو