الجمعة 2024-12-13 12:20 م
 

أعترفُ وأعترفُ وأعترفُ

11:50 ص

أعترفُ؛ وأنا أمام الطنجرة؛ أن الطناجر ليست للطبيخ العائلي؛ بل للطبيخ السياسي! فيها يضع الكبار مقاديرهم لنا..2 كيلو إحباط مع 3 كيلو شكّ مع 4 كيلو توهان مع 5 كيلو خوازيق مع كمشة يد من ملح عمى العيون مع كثير من البهارات الزائفة ..طبخة يومية تكفي لأبناء عمارةٍ كاملة..تتكرر الطبخة في كل العمارات وفي كل الحارات والقرى والمخيمات والشوارع العربية!.اضافة اعلان

أعترفُ؛ وأنا أحمل سيفين خشبيين وترساً بلاستيكياً وخوذة لا تليق بمواطن ينزل للميدان كي يحارب من أجل لقمة العيش ومن أجل حياةٍ مدنية ومن أجل العدل والحرية..!.
أعترفُ؛ وأنا أفيق صباحاً مع الشروق؛ هذا الشروق الذي هو مصدر التفاؤل ولكني عندما أفرك عيوني وأراه فإنّ يوماً جديداً قد بدأ؛ وإذا بدأ فإنه يعني تكلفةً جديدةً ونكداً أجدُّ واشتباكات مع الحياة لا تنتهي..! أعترفُ؛ وأنا المواطن اللابس عري الأيام؛ والحامل أكياساً فارغةً لألملم فيها ما تساقط من أحلام مقتولة وآمال مغمى عليه وأفكار مصابة بداء السلّ وطاعون الخوث السياسي وكوليرا الحلول السريعة!.
أعترفُ؛ وأنا أحاول أن اصطفّ بجانب روحي وقلبي؛ وأنا أفشل في كسب الجولة مع الحياة ؛ وأنا أحاول اقناع الأطفال أن القادم أجمل وهم يضحكون على قادمي قبل أن يجيء؛ ويخوزقون أجملي المزيّف قبل أن أرسمه لهم!.
أعترفُ؛ وأنا المشعلُ عمري تبغاً رديئاً وقهوةً مرّةً على ألحان الدم العربي الذي يسفك الآن وبعد قليل وبعد بعد كثير ولا ينظر أحدٌ إليه إلاّ باعتباره موسيقى تصويرية لمسلسلٍ عالمي طويل يعيش ويغنى ويبطر من ورائه كلّ الذين ترونهم يركضون ولا يلهثون بل نحن الذين نلهث من شدة الاستسلام..!.
أعترفُ؛ وأنا أحمل سبعين جبلاً بيد؛ وألف أرضٍ باليد الأخرى ومليون طعنةٍ في الخاصرة..!.
أعترفُ بأنني مش جاي على بالي انتصر..!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة