أغرب من الخيال

و أن مؤسسة دول?ة فكرت في تنظ?م مسابقة ?خت?ار أسوأ الس?اس??ن وا?ع?م??ن في العالم، على غرار مسابقة أسوأ الممثل?ن في .ھول?وود، لفاز بھا عن جدارة ساسة مصر وإع?م?وھا أحاد?ث الساسة ھناك، ووسائل ا?ع?م، تحفل بمضام?ن عج?بة حقا وغر?بة؛ فحالة ا?ستقطاب الحاد انحدرت بالمستوى إلى درجة ? .?مكن تخ?لھا، وأدنى بكث?ر من إع?م الخمس?ن?ات الذي كان مضربا للمثل على إع?م ا?كاذ?ب قبل أ?ام، انشغلت وسائل إع?م عرب?ة بمقاطع ف?د?و لـ'مؤرخ' مصري ?دعى الدكتور محمد الجوادي، ?روي ف?ھا طر?قة وفاة الرئ?س المصري جمال عبدالناصر. المؤرخ الجھبذ كشف سرا خط?را؛ عبدالناصر مات بجرعة سم كان قد وضعھا في فنجان قھوة للملك .الراحل الحس?ن، وشربھا .المؤرخ، ومع أنھ صاحب عشرات الكتب، إ? أنھ بدا كما لو أنھ ?روي من كتاب ألف ل?لة ول?لة قصة وفاة عبدالناصر الطب?ع?ة، معروفة بتفاص?لھا المملة منذ سنوات طو?لة، وموثقة في تقار?ر طب?ة. لكن الجوادي رغب، على ما ?بدو، في إعادة إنتاج العمل من جد?د، كما ?حصل كث?را في أعمال الدراما المصر?ة؛ فنسج س?نار?و أغرب من الخ?ال، لكنھ مليء بالھفوات القاتلة التي تجعل منھ عم? بدائ?ا. فك?ف، با? عل?كم، ?قرر عبدالناصر، وعلى عجل، قتل الحس?ن بالسم، خ?ل اجتماع قمة عرب?ة، ف?أمر بإحضار السم لھ في فنجان، ثم ?تناول ھو بالخطأ الفنجان المسموم من أمام الملك الحس?ن و?شربھ؟! ھل تذكرون ف?لم موعد !على العشاء للراحلة سعاد حسني؟ واضح أن المؤرخ الجوادي قد تأثر بھ كث?را مھازل الس?اس??ن وا?ع?م??ن المصر??ن ? تقف عند ھذا الحد. إذ في سعي كل طرف من أطراف الصراع لتشو?ھ سمعة ا?خر، فإنھ ?.?تردد في اخت?ق القصص وفبركة ا?خبار، من دون أن ?رف لھ جفن في نفس الفترة التي نشر ف?ھا 'ف?لم الجوادي'، نشرت صح?فة الوطن المصر?ة، المؤ?دة لوز?ر الدفاع عبدالفتاح الس?سي، تقر?را ةلمراسلھا المزعوم في عمان، ?ف?د بانعقاد اجتماع -تخ?لوا في عمان- لقادة ا?خوان المسلم?ن في العالم، جرى خ?لھ وضع خطط عسكر?ة !لضرب المنشآت العسكر?ة والمدن?ة في مصر، وتنف?ذ سلسلة من التفج?رات في المدن المصر?ة عمان التي تساند الحكم الحالي في مصر، 'تستض?ف' اجتماعا لقادة ا?خوان المسلم?ن بغرض تفج?ر مصر. ك?ف لعاقل أن ?صدق مثل ھذه الروا?ة؟ لكن، وبكل أسف، فإن ھذه الروا?ة أقدمت على نشرھا صح?فة ?وم?ة ?فترض أن ?توفر عند محرر?ھا الحد ا?دنى من ا?حترام للقواعد المھن?ة. وا?سوأ من ذلك أن وسائل إع?م أردن?ة إلكترون?ة على وجھ التحد?د، تلقفت الخبر وتناقلتھ بسرعة البرق، كما تناقلت من قبل ف?لم الجوادي عن مقتل عبدالناصر، ووضعتھ في صدارة نشراتھا ا?خبار?ة ??ام عدة، من دون أن تكلف خاطرھا فحص المعلومات.والتوثق من صحتھا ھذا غ?ض من ف?ض مظاھر السقوط المھني وا?خ?قي. وقد توقفت عند المثال?ن السابق?ن كونھما ?خصان ا?ردن، وحم? في ط?اتھما .تشو?ھا لحقائق تعن?نا. ولكم أن تتخ?لوا حجم ا?ساءات التي ?كابد منھا الشعب المصري بفعل إع?م وساسة كھؤ?ء