واكب اندلاع الحرب الأهلية الأميركية (1861-1865) خلال عصر الثورة الصناعية، ظهور بعض الاختراعاتتعد الأكثر غرابة في التاريخ. ولا تعد مفاجأة أن عبقريات خلاقة في ذلك العصر كانت تحاول ابتكار طرق غريبة لقتل العدو. وكانت جميع الأسلحة الغريبة في هذه القائمة متاحة للولايات المتحدة أو لجنود الكونفدرالية، وهي بحسب ما نشره موقع 'ليست فيرس' الإلكتروني في مقال للمؤرخة الأميركية نيني أدامز، كالآتي :
مدفع وينانس البخاري Winans
كان هناك مزاعم بأن هذا السلاح كان قادرا على إطلاق 300 دفعة من الذخيرة في الدقيقة الواحدة من دولابه، الذي يدور بقوة البخار ويبلغ مدى الهدف حوالي 1000 متر.
ولقد أصبح لمدفع وينانس، الذي يزن 5 أطنان، ويقوم على نظام الطرد المركزي، مكانة بارزة خلال أعمال الشغب التي وقعت في بالتيمور عام 1861. تم نسبة المدفع عن طريق الخطأ إلى رجل الصناعة، روس وينانس، رغم أن من اخترع وصنع بالفعل هذا المدفع، هو تشارلز س. ديكنسون، الذي جلب أول نموذج له إلى بالتيمور، ميريلاند، لعرضه على مجلس المدينة.
مسدس الـ'هارمونيكا' Harmonica
في محاولة لإنتاج مسدس متعدد الطلقات عن طريق إضافة خزنة أفقية، تم تصنيع هذا المسدس الذي تراوحت الاختلافات فيه بين ما يصل إلى 100 كبسولات قدح أو خراطيش رصاص. تم إنتاج مسدس هارمونيكا والحصول على براءة اختراعه، بمعرفة الفرنسي جيه جاري من باريس في الفترة ما بين 1859-1862. ولا تمت التسمية بهذا الاسم بصلة لأي من الآلات الموسيقية، ولكن ربما جاء الاسم من شكل الخزينة، وكان يطلق على السلاح أيضا 'البندقية المنزلقة'.
بندقية مطحنة القهوة
سمع الكثيرون عن بندقية غاتلينغ. بندقية 'طاحونة القهوة'، أو بندقية آغار وكلها كانت مماثلة لمدفع رشاش عيار خرطوش 55 مللي يطلق 1200 دفعة في الدقيقة الواحدة. يروى أنه بعد أن رأى الرئيس أبراهام لينكولن عرضا في عام 1861، أصبح مغرما للغاية بهذا السلاح. وبالتالي، حصلت وزارة الحرب الأميركية على عدد 60 بندقية 'مطحنة القهوة'. وأوضح القادة الميدانيون آنذاك أنه يتم إهدار الكثير من الذخائر المكلفة بسببه. فقد كانت خراطيش تغذية القادوس، بسبب ارتفاع درجة حرارة البنادق، تتعرض في كثير من الأحيان للتشويش. ونظرا لأن استخدام البنادق كان غير عملي، فقد تم نشر عدد محدود منها لحراسة الأهداف الضعيفة مثل الجسور.
المدفع مزدوج البرميل
من خلال ضم 2 برميل مدفع منفصل، جاء تصميم تلك القطعة الغريبة في عام 1862، والتي صارت معلما أثريا حاليا في أثينا، بولاية جورجيا. يعتقد أن السلاح، الذي يزن 2.5 كغم قادر على إطلاق دفعة مدمرة من سلسلة طلقات، من خلال توصيل 2 من طلقات المدفع على طول حزام الذخيرة. كانت الفكرة قائمة على أن البرميلين سوف يطلقان النار في آن واحد، بإرسال وابل مزدوج من إطلاق النار على صفوف العدو. ولكن لسوء الحظ، شهد أول اختبار ميداني للنموذج الأولي حدوث كارثة. وذلك لأن البراميل لم تطلق النار في توقيت متزامن، مما تسبب في أن طاشت سلسلة طلقات بعنف بعيدا عن الهدف، أو تعرض الحزام للكسر في حالات أخرى.
الرمح
يرجع تاريخه إلى العصور القديمة وهو عبارة عن سلاح مشاة ذي ذراعين يتكون من رمح خشبي يتراوح طوله بين 2 إلى 33 أمتار، وتنتهي مقدمته بحافة فولاذية حادة. في عصر البارود وأسلحة القذائف، يمكن للمرء أن يفترض أن الرماح كان قد عفا عليها الزمن. ومع ذلك، نظرا لصعوبة تصنيع الكونفدرالية للبنادق أو استيرادها، كان صنع الرماح حلا سهلا وغير مكلف. وفي عام 1862، أمر حاكم جورجيا جو براون بتصنيع 10000رمح لتسليح القوات المحلية - بعضها تصدرته 3 شفرات على نمط ورقة البرسيم، وتم تزويد بعض منها بشفرة قابلة للسحب. وتحتوي الغرفة الكونفدرالية والمتحف العسكري على نماذج من 'رمح جو براون'.
مدرعة خط السكة الحديدية
للدفاع عن جسور السكك الحديدية ضد هجمات الكونفيدرالية والمخربين، قامت حكومة الولايات المتحدة بطلب تصنيع عربات تجريبية مدرعة (تسمى أيضا 'بطارية حديدية'). تم إدخال تعديلات على عربات الأمتعة أو حاويات الصناديق المزودة بألواح حديدية سميكة من أعلى وعلى الجانبين، وربطها من الأمام والخلف بقاطرة.
سمحت النوافذ الصغيرة في جانبي العربات وفي الأمام والخلف بتمركز 50 رجلا مسلحا بالداخل مع إمكانية إطلاق النار أو توجيه مدفع صغير أو مدفع محوري لقصف العدو.
طوربيد الفحم
في القرن 19 كانت كلمة 'طوربيد' تطلق على أي نوع من القنابل، لذلك فإن 'طوربيد الفحم'، الذي صممه توماس كورتيناي في عام 1864 كان بالضبط كما أعلن عنه هو 'قنبلة البارود المقنعة' والمصنعة من قطع حقيقية من فحم الـ'انتراسايت'. وتم نشرها كسلاح للتخريب بواسطة فيلق الخدمة السرية الكونفدرالية ضد السفن البخارية. وتم تحميل القنابل خفية أو تهريبها بداخل إمدادات تموين الفحم في السفن. وعندما أشعل العمال أفران السفن، انفجرت القنابل. وجاء التوسع في استخدام طوربيد الفحم بعد الحرب، عندما ارتكب بعض أصحاب السفن جرائم احتيال على شركات التأمين عن طريق تفجير السفن الخاصة بهم. أيضا، تم استخدام طوربيد الفحم المحمل بالمتفجرات البلاستيكية في الحرب العالمية الثانية.
'غريك فاير'
تم إحياء 'غريك فاير' (نيران يونانية)، ذلك السلاح الأسطوري في العالم القديم، خلال الحرب الأهلية. وفشلت مؤامرة التخريب الكونفدرالية لحرق مدينة نيويورك بأجهزة حارقة، في جزء منها، لأن معظم المتآمرين كانوا غير قادرين على التعامل مع صمامات الوقود اليونانية. في بداية الحرب، اقترب ليفي شورت، وهو مخترع في فيلادلفيا، من الرئيس أبراهام لينكولن وعرض عليه ابتكاره الجديد، وهو صاروخ 'غريك فاير'. في حين لم يكن لينكولن معجبا جدا بعرض شورت، إلا أن الأميرال الأميركي ديفيد بورتر حصل على عدد 100 منها لسفن نهر المسيسيبي لتجربتها ضد فيكسبيرغ. وقد أضرمت الصواريخ - كما تذكر الروايات - النيران في بعض أجزاء من المدينة، ولكن الحرائق لم تدم طويلا. استغرق احتراق المواد الكيميائية حوالي 7 دقائق، ولم يكن وقتا كافيا لتدمير الكثير.
بندقية بورتر توريت
كان هناك محاولات تصنيع بنادق -متعددة الخزنات- ذات شكل أسطواني، والتي لم تحقق نجاحا في خمسينيات القرن 199 حتى جاءت تجربة تي. بي. بورتر لرفع مستوى البندقية أحادية الفوهة. عندئذ أصبح مفهوم بندقية توريت ممكنا، حيث تم وضع جولات من الذخيرة عيار 48 مللي في خزينة على شكل عجلة من 9 جولات. وكلما أطلقت طلقة، تدور عجلة لوضع الجولة المقبلة في وضع الجاهزية. لسوء الحظ، كان هناك فشل ذريع عند الاستخدام العملي لهذا السلاح الذي كانت كل رصاصة تخرج منه إلى الأمام باتجاه العدو، تصاحبها رصاصة أخرى تنطلق إلى الوراء في جسم مطلق النيران. وهناك تباين آخر في خزينة تحمل 30 من كرات البارود، وكبسولات القدح. وعند تدوير برج تحميل كل غرفة تكون على وضع الاستعداد لإطلاق النار. بطبيعة الحال، فإن أي خطأ أو شرارة طائشة كان من شأنه أن يجعل الخزينة كلها تنفجر في يد حامل البندقية نفسه.
الغواصة 'أليغاتور'
في عام 1862، أطلقت البحرية الأميركية أول غواصة لها، باسم ' أليغاتور '. كان طول الغواصة 'أليغاتور' (التمساح) حوالي 155 مترا، وصممها المخترع الفرنسي بروتوس دي فيليروي، الذي رفضت حكومته بناء اختراعه المبتكر آنذاك.
كانت التسمية الأولى لهذا الابتكار ' سفينة حربية غاطسة'، وشمل توظيف بعض التقنيات المتطورة لوقتها، بما في ذلك نظام لتنقية الهواء وغرفة مقفلة تسمح للغواص بالانطلاق خارج السفينة المغمورة. حافظت الحكومة الأميركية على سرية المشروع، والذي كانت تعتزم استخدامه ضد الصواريخ الحديدية للقوات الكونفدرالية. وشهدت مهمة أليغاتور الأولى على نهر أبوماتوكس فشلا غير متوقعا بسبب أن المياه لم تكن عميقة بما فيه الكفاية. وتم سحب الغواصة إلى ترسانة البحرية في واشنطن لتجهيزها بمروحة لولبية دافعة. ثم تم سحب الغواصة 'أليغاتور' إلى مهمتها التالية (تشارلستون، ساوث كارولينا) وواجهت مصاعب تمثلت في إجبار عاصفة عاتية ضخمة قائد سفينة السحب على قطع الحبل الذي يجر به الغواصة. وغرقت 'أليغاتور' في قاع مقبرة السفن قبالة كيب هاتيراس.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو