مة أسباب موضوع?ة، خارج إرادة الحراك الس?اسي ا?ردني، تتحمل مسؤول?ة كب?رة عن ضعف ھذا الحراك ومحدود?تھ، وعدم قدرتھ على
تشك?ل 'ضغط شعبي' حق?قي كما حدث في دول أخرى. وربما ?تمثل أھم ھذه ا?سباب في المتغ?رات ا?قل?م?ة، وما أنتجتھ من مشاھد مقلقة
للمواطن?ن ا?ردن??ن؛ ما دفع بالشارع إلى تغل?ب ھواجس الخوف على طموح التغ??ر، بخاصة في ظل ما حدث في سور?ة ومصر مؤخراً.
ھذا من زاو?ة.
من زاو?ة أخرى، فإّن ھذه ا?زمات قصمت ظھر محاو?ت ا?ئت?ف والتوافق داخل المعارضة ا?ردن?ة، ما أصاب حتى الجبھة الوطن?ة
ل?ص?ح، بق?ادة أحمد عب?دات، بضربات قاتلة، جراء الصراع ب?ن ا?س?م??ن والت?ارات ا?خرى، والتشك?ك المتبادل.
بالرغم من ذلك، ?نبغي ا?عتراف بأّن السبب الجوھري والرئ?س لتراجع الحراك وت?ش?ھ، ھو ذاتي وداخلي، مرتبط بطب?عة الحراك نفسھ:
أو?ً، من زاو?ة عدم وجود توافق وتفاھم داخل الحراك نفسھ على أجندة وطن?ة موّحدة، ومطالب مشتركة، تعّرف المقصود با?ص?ح
وأولو?اتھ، وا?ھداف المطلوبة؛ بل على النق?ض من ذلك، كانت ھناك أولو?ات متبا?نة وأجندات مختلفة، وتصّورات متضاربة تماماً للحراك
ف?ما ب?ن القوى الس?اس?ة، وحتى الشباب?ة الجد?دة نفسھا. إذ ھناك من ?رّكز على الشق ا?جتماعي- ا?قتصادي، و?ر?د 'عدالة اجتماع?ة'، في
مقابل من ?رّكز على قض?ة 'المواطنة' والحقوق المدن?ة. وما ب?ن ھذه التصورات، توجد ثغرات وتساؤ?ت واخت?فات كب?رة.
ثان?اً، من زاو?ة فشل الحراك في الوصول إلى الجماھ?ر والشارع بصورة فاعلة. فبالرغم من العنصر الشبابي الجد?د في الحراك، إ?ّ أنّھ بقي
محدود التأث?ر على شرائح اجتماع?ة واسعة. وربما ?حتاج ھذا بحد ذاتھ إلى تفس?ر حول ا?سباب؛ ف?ما إذا كانت قناعة من الناس بالوضع
القائم، أو أنّھ أفضل ا?سوأ، أو ھو الخوف المتبادل ب?ن المواطن?ن أنفسھم؟!
ثالثاً، غ?اب الرموز. إذ من الواضح أّن الحراك ?فتقد إلى رموز تمثّل 'حالة شعب?ة'، بل إذا أخذنا ا?مر على الصع?د الما?كرو-الجزئي، فإّن
ا?حزاب والقوى الس?اس?ة نفسھا تفتقر إلى رموز على درجة كب?رة من القبول والحضور؛ فھنالك حا?ت استقطاب وتجاذب تمنع من بروز
ھذه الق?ادات الشعب?ة حتى على ھذا الصع?د، فض?ً عن المجال الوطني العام.
ربما إذا تأملنا في ھذه الظاھرة، سنجدھا تتجاوز ا?ردن إلى مختلف الحا?ت العرب?ة؛ فالثورة السور?ة تعاني ال?وم من غ?اب الرموز، ما
?جعلھا منقسمة مشتتة. والحالة المصر?ة دل?ل بارز على ذلك أ?ضا، ح?ث أصبح ا?خت?ف على كل شيء تقر?باً، بما في ذلك ما كان ?عتبر
با?مس محّصناً أو 'خطّاً أحمر'.
لكن ھذا بدوره ?طرح سؤا? آخر: ف?ما إذا كان غ?اب الرموز نت?جة منطق?ة مرتبطة بطب?عة التحو?ت والمتغ?رات العالم?ة والمحل?ة، مع
تأك?دي على أھم?ة 'الرموز' في المراحل ا?نتقال?ة والدق?قة في تار?خ الشعوب، فعندئٍذ ?مكن استبدال ھذا المشكل بمشكل آخر أكثر أھم?ة
وخطورة في مسار الحراك الس?اسي، وربما حتى في الحالة العرب?ة بأسرھا، و?تمثّل في ضعف الجماعة الوطن?ة الجامعة، التي من
المفترض أن تمثل مظلة ومنبراً للفئات والشرائح والقوى كافة، و?ؤدي ضعفھا وعدم حضورھا إلى صعود الھو?ات الفرع?ة والطائف?ة
والعصب?ات ا??د?ولوج?ة بد?ً منھا!
مع ذلك، ? بد من ا?شارة إلى أّن الحراك كان لھ دور كب?ر في ما تحقق من إص?حات، على ا?قل دستور?اً وس?اس?اً خ?ل العام?ن
الماض??ن. وتحمل الشباب المشاركون ف?ھ أعباًء كب?رة في المطالبة با?ص?ح، سواء اتفقنا مع بعض الشعارات وا?فكار أو اختلفنا معھا،
فقد عكسوا مطالب ج?ل جد?د ?بحث عن ھو?تھ ومصالحھ في وسط ھذه الفوضى الفكر?ة والس?اس?ة العامة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو