الوكيل - اعتبر أكاديميون وتربويون أن ما تناوله جلالة الملك في خطابة في جامعة مؤتة الأحد الماضي حول تطبيق العدالة على الجميع كأحد الحلول لمشكلة العنف يقودنا الى التخلي عن التعصب الضيق للهوية الفرعية او العائلية او السلالية او المناطقية.
وأشاروا الى أن غياب العدالة يساعد في الانحياز لأفراد او مناطق دون غيرها وهذا مخالف لميزان العدالة الاجتماعية وبالتالي للدستور، مؤكدين أن التمايز بين الأفراد لا يكون إلا بمدى حفاظهم على وطنهم ووحدته وأمنه واسقراره، فالفرد الخلوق بحسبهم هو ابن لكل عشيرة ولكل فئة في المجتمع.
التربوي عبدالوهاب المجالي قال إن 'عدم وجود العدالة يؤدي الى تراكمات وبالتالي الى سلوك غير مقبول، ومن هنا فإن تنفيذ المشروعات التنموية في المحافظات شيء جيد على أن يتم توزيع المكتسبات والخدمات بعدالة تشمل الجميع'.
وأضاف أن 'هناك مناطق تعاني من عدم حصولها إلا على القليل من المكتسبات بالمقارنة مع مناطق أخرى، والفارق بينهما كبير في مستوى الخدمات والبنى التحتية، الأمر الذي يولد العنف الذي هو ليس من ملامح الشخصية الأردنية ولا يمكن ربطه بالعشائرية حاضنة القيم والأخلاق والحلم والصبر والتسامح'.
ودعا جميع الحكماء والشباب الى الوقوف صفا واحدا من أجل الحفاظ على الوطن لأن الوطن أكبر وأهم من كل شيء، مشيرا الى أن آباءنا وأجدادنا كانوا يعيشون في فقر شديد إلا أنهم حافظوا على الوطن ودافعوا عنه 'وورثونا إياه وعلينا أن نحافظ عليه لنورثه لأبنائنا'.
الوزير الأسبق الدكتور يوسف الجازي قال إن 'جلالة الملك وفي خطابه وضع الأمور في مكانها الصحيح، مبينا أنه يقع على عاتق الجامعات والمدارس الدور الكبير في تربية أبناء المجتمع على السلوكيات السليمة وأهمية الالتزام الذاتي بالقوانين، وألا يكون تطبيق القانون فقط من أجل عدم الخضوع للمساءلة بل هو دافع شخصي يجب أن يكون من داخل الأفراد'.
وأشار الجازي الى الدور الكبير والفاعل للعشائر في حل المشكلات والخلافات في المجتمع وبطريقة سلسة يحترمها الجميع وتعمل على حفظ وصون منجزات الوطن.
وزير الثقافة الأسبق طارق مصاروة قال 'إنه لا يوجد لدينا في الأردن تزاحم عشائري او قبلي لأن مجموع العشائر الأردنية متفقة على ميثاق ومعاهدة غير مكتوبة بل معمول بها وهي التفاف الجميع حول القيادة الهاشمية ووحدتهم الوطنية والمحبة والاحترام والتسامح'.
وبين أنه يتوجب مراعاة الوضع الاقتصادي للدولة، مشيرا الى أن العنف في الجامعات ليس عنفا جامعيا ولا يجب أن نسميه كذلك بل هو عنف مجتمعي.
وقال مصاروة إن 'عدم وجود العدالة يسبب الإحباط لدى الأفراد الأمر الذي يسبب العنف'.
رئيس قسم الصحافة في جامعة اليرموك الدكتور عزام عنانزة قال إن 'هناك عدم ثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة بسبب غياب العدالة الاجتماعية، إضافة الى ضخامة عدد الموظفين في هذه المؤسسات بسبب الواسطة والمحسوبية على حساب آخرين وأيضا غياب الاستراتيجيات الصحيحة داخل المؤسسات التعليمية، ما أسهم في إحباط أمل المواطن في حياة أفضل بالمستقبل'.
وأضاف أن 'هناك عدم وجود لتكافؤ الفرص بين الأفراد وأيضا اتساع قاعدة من يشعرون بالظلم جراء عدم الحصول على وظيفة مناسبة او بسبب معاناتهم من الفقر والبطالة ما أدى الى تولد العنف سواء داخل الأسر او في المجتمع، وبالتالي فإن جلالة الملك ركز في خطابه على محاور رئيسية في كيفية معالجة ظاهرة العنف وعلينا أن نبدأ بالعمل على أرض الواقع وليس مجرد طرح الأفكار والحلول'.
وأشار عنانزة الى أن تطبيق القانون بشكل عشوائي او انتقائي هو أحد أسباب العنف، حيث علينا أن نبدأ بتطبيق القوانين البسيطة ثم القوانين الأخرى حتى نستطيع إعادة الأمور الى اتجاهها الصحيح.
الاستشاري الاجتماعي الدكتور فيصل الغرايبة قال إن 'جلالة الملك ردّ العنف الى عدة مصادر ووضع الأمور في نصابها، ومن هنا علينا المعالجة والبدء فيها بتوزيع مكتسبات التنمية وطرح مشروعات تنموية في المحافظات إضافة الى نشر العدالة الاجتماعية التي يجب أن يشعر بها الناس'.
وأضاف أن 'العدالة ليست فقط مطلوبة من الحكومة وتقتصر على القوانين والتشريعات بل تكون بتطبيق رسمي وأهلي ومن قبل الأفراد والجماعات، وتبدأ بالتربية الأسرية والتعامل بين أبناء الأسرة الواحدة وتعمم على جميع أرجاء الوطن بكل أطيافه'.
وأوضح أن غياب العدالة الاجتماعية يلغي مفهوم المواطنة ويمنع من ممارستها دون انحيازات او تعصبات ضيقة نشاهدها الآن، وبالتالي فإن غيابها مخالف للدستور الذي ينص على المساواة الحقيقية بين المواطنين في الحقوق والواجبات.
أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور عمر الحضرمي قال إن 'جلالة الملك اختار المكان المناسب والوقت المناسب لطرح الكثير من القضايا المهمة والتي بدت ظاهرة تسبب قوة معاكسة في التطوير والتقدم'.
وأضاف أن 'ظاهرة العنف المجتمعي ظاهرة غريبة علينا يجب أن نحتويها حتى لا تزداد الأمور لأن العنف يعتبره خبراء الاجتماع ككرة الثلج التي ما دامت تتدحرج وتسير وهي تكبر أكثر فأكثر حتى تصل حدا لا يستطيع أحد أن يوقفها'.
وأشار الدكتور الحضرمي الى أن علينا معالجة الفقر والبطالة لأنهما مصدر الإحباط والتوتر في المجتمعات، ومجتمعنا الأردني يتسم بالصفات الأصيلة إلا أن العنف جاء لأسباب تتعلق بالبطالة والفقر وأمور اقتصادية اجتماعية علينا أن نعالجها حتى لا يتم إلصاق سلوكيات العنف بهذا المجتمع المتميز بصفاته وقيمه الأصيلة.
وبين أن المناداة بالهويات الفرعية مشكلة كبيرة تعود بنا الى عصر الجاهلية، وأصبح هناك من يتغنى بها، الأمر الذي يؤثر في التقدم والتحضر.
بترا
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو