ردود الأفعال العربية وخاصة مصر والأردن لم ترق إلى مستوى الحدث
لم يعد أمام دولة فلسطين من مخرج سوى خيارات محدودة للرد على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بعد انفلات عقال الاستيطان في القدس الشرقية، وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بكل وقاحة لحماية نتنياهو في مخالفته للمزاج العام الدولي، بعد تصويت 138 دولة لصالح عضوية غير مكتملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
قبل يومين جنحت الولايات المتحدة إلى القبول أو السكوت عن الإجراءات الاستيطانية بعد أن أفشلت قرارا أمميا وافقت عليه 14 دولة عضوا في مجلس الأمن لإدانة المشروعات الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة في القدس والضفة الغربية باعتبارها عقبة أمام حل الدولتين، وظهرت الغطرسة الأمريكية بعد أن وقفت على الضد من دول العالم في مجلس الأمن، ما دفع ( ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، البرتغال) إلى إصدار بيان مشترك بعد انتهاء مداولات مجلس الأمن يدين إسرائيل على مشروعاتها الاستيطانية، باعتبارها منافية للقانون الدولي وغير شرعية، وتساهم في تقويض حل الدولتين وتعرّض أيضا أمن إسرائيل للخطر.
تواجه الدولة الفلسطينية اليوم تحدّيين رئيسيين الأول هو حملة الاستيطان الصهيونية الوقحة وغير المسبوقة التي ستفصل بين القدس الشرقية وبيت لحم ورام الله، وهو عمل يقصد منه إنهاء حل الدولتين، والثاني الخوف من إعادة انتخاب نتنياهو رئيسا للوزراء بدعم تحالف اليمين والمستوطنين، وهما خياران صعبان في ظل هواية 'الفرجة' التي تمارسها الإدارة الأمريكية ما يجعلها شريكة في العدوان والعمل ضد إحلال السلام في المنطقة.
وفي المقابل، فإن ردود الأفعال العربية وخاصة مصر والأردن لم ترق إلى مستوى الحدث، فما زالت مصر مهتمة بإدامة التهدئة التي توسطت فيها بين إسرائيل وحماس، وهي أيضا مشغولة في واقعها الداخلي المرير، وفي المقابل فإن خوفها من إغضاب الإدارة الأمريكة في الملف الإسرائيلي يكبّل يديها في دعم أي موقف عربي ضد الإجراءات الإسرائيلية أو الموقف الأمريكي، رغم أن الموقف العربي أصبحت لديه حاضنة دولية لإدانة إسرائيل، إلا أن الجميع يقفون متفرجين، ما يسهّل مهمة نتنياهو الذي يستعد للفوز في الانتخابات المقبلة.
والغريب أن الولايات المتحدة تعرف مثل غيرها أن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية تعرقل حل الدولتين، وبات الجميع يخشون أن يصبح حل الدولتين 'مستحيلا'، وليس هناك من خيار أمام أنصار السلام سوى مقاومة خطط نتنياهو الاستيطانية ، فقد وفر قرار الهيئة العامة للأمم المتحدة بإعطاء فلسطين صفة دولة غير عضو والاعتراف بحدود حزيران 1967 فرصة حقيقية للبناء عليها، وأعطى شبه طمأنة للفلسطينيين بحدود الدولة المقترحة، فلا حل يمكن أن يقبل به الفلسطينيون من دون القدس الشرقية المتصلة مع الضفة الغربية وبحدود حزيران.
الحل أمام الشعب الفلسطيني أن يضغط على قيادته في رام الله وغزة من أجل التوحد على برنامج الحد الأدنى الذي وافقت عليه حماس عند تأييدها خطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبل ذلك أو بعد اتخاذ قرار بالتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لطلب معاقبة إسرائيل على جرائمها بما فيها الاستيطان وحصار غزة، وهي لغة تعرفها إسرائيل جيدا.
وإذا لم تفلح تلك الجهود بما فيها الحديث عن عودة إلى مفاوضات السلام في شباط المقبل، فليس أمام الفلسطينيين شعبا ودولة إلا إطلاق العصيان الشعبي المدني في انتفاضة سلمية ثالثة تكمل الجهود الشعبية التي وقفت عام 2005، وتحاكي موجات الربيع العربي التي أسقطت عروش الدكتاتورية العربية وهي قادرة على هزّ عرش الاحتلال والاستعمار.
[email protected]
نبيل غيشان
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو