بعدما غرقت المنطقة كلها, وعلى هذا النحو, في هذه الفوضى المدمرة غير الخلاقة إطلاقاً فإنه لم يعد بإمكان حتى أهم وأشهر ضاربة ودع في الكرة الأرضية التكهن بما يمكن أن يحدث لا على المدى القريب ولا على المدى البعيد فالأوضاع, أوضاعنا كعرب, باتت مزرية وكارثية ويقيناً أنه إنْ لم تكن هناك: «عودة للروح» وإن لم تكن هناك وقفة جدية مع الذات فستكون سنوات ما تبقى من هذه الألفية الثالثة من أسوأ ما مرَّ على هذه الأمة منذ بدء الخليقة وحتى الآن.
هل يعقل يا ترى, بعد مرور نحو قرن بأكمله على قيام كل هذه الدول العربية التي تدل كثرتها على كمْ أن هذه الأمة مصابة بداء التشظي والانقسام, أنْ تكون حالنا هي هذه الأوضاع ليس المزرية وفقط وإنما المرعبة التي انتهت إليها سوريا والعراق واليمن وليبيا والتي أصبحت عليها القضية الفلسطينية المقدسة.. ويبدو أن القادم سيكون أعظم وأخطر..؟!
«منْ يهن يسهل الهوان عليه» والغريب لا بل المعيب أن هناك من لا يكتفي بالسكوت على الوجود, والحقيقة على الاحتلال, الروسي لدولة عربية رئيسية وأساسية هي سوريا بل يبرره ويدافع عنه وأنَّ هناك من يستمتع بكل هذا الذي تفعله إيران في العراق وفي اليمن وأيضاً في لبنان وهكذا فإنه غير مستبعد, إذا تأخرت «الصحوة العربية» المنتظرة, أنْ يبرز من بيننا من يبرر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ويدافع عنه ويعتبره أكثر من ضرورة أمنية .
الآن هناك احتلال غاشم في سوريا ألغى الدولة السورية والآن هناك سيطرة إيرانية على العراق أسوأ ما فيها, بالإضافة إلى استلاب السيادة العراقية, أنها مزقت بلاد الرافدين طائفياً وأنها استهدفت العرب السنة الذين هم, شاء من شاء وأبى من أبى المكون الرئيسي في هذا «القطر العربي» ليس عدداً وإنما دوراً وعطاءً حضاريا ليس منذ بدايات القرن الماضي وإنما منذ القادسية العظيمة التي بات البعض يخشى حتى ذكرها أو الحديث عنها .
منْ كان يتصَّور أن يصبح مصير العراق العظيم هو هذا المصير المفزع وأن يصبح الإنسان العربي في عاصمة العباسيين بغداد.. عاصمة العروبة والأمجاد التاريخية والحضارة التليدة: «غريب الوجه واليد واللسان»!! وأن يصبح عنوان عاصمة الرشيد هو هذه الميليشيات الطائفية التي تتبع لجنرال حراس الثورة الإيرانية قاسم سليماني وليس لها ولا للذين يقودونها علاقة بالإثني عشر إماماً.. من علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وحتى محمد المهدي (المنتظر) ؟!
من كان يتصور أن تواصل قاصفات الـ «سوخوي34» تدمير المدن السورية وسحق جماجم الأطفال السوريين ويكون هناك من بيننا من يُلْهب كفيه «تصفيقاً» تشجيعاً لها وتأييداً لما تقوم به ؟!
سلامٌ من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفكف يا دمشق
من كان يتصور أن يصبح العرب كأمة مستضعفين على هذا النحو ومستهدفين حتى من قبل الذين نبتوا وترعرعوا في كنف الحضارة العربية ؟.. أليس هذا هو جور الزمان؟ وهنا فإنه لابد من التذكير بالمثل القائل: «إن للباطل جولة» وبأن هذه الأمة العظيمة قد كبت كبوات كثيرة وأنها قد مرت بما هو أسوأ من هذه الظروف لكنها كانت ودائماً وأبداً كطائر الفينيق «العنقاء» الذي بعد حرْقه لا يلبث أن ينهض من تحت الرماد ويحلق مجدداً في السماء .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو