أمن بلا أمان !

حضرة الإعلامي المميز محمد الوكيل

اسمح لي سيدي ان اسرد لك قصتي راجيا بآن تجد طريقها الى منبرك لتصبح قضية رأي عام فمثلي كثيرون في بلدي. اضافة اعلان


فقد ضاقت بي الدنيا وسدت في وجهي السبل واعتل قلبي الذي كان يوما ينبض بحب الحياة في هذا البلد.. ايام كان بلد الأمن والأمان.. اما الآن فالأمن منتشر على الطرقات ودورياتهم تجوب الحارات ولكني لم اعد اشعر بالأمان.. فمنذ بضعة شهور وفي يوم جمعه خرجت
واسرتي الى احد المطاعم وعدنا بعد ساعتين لتجد منزلنا قد تعرض للسرقه وسارعت للاتصال بالشرطة الذين حضروا واخذوا البصمات وقالوا لنا عند مغادرتهم ... الله يعوض عليكو... عرفت عندها ان ما سرق لن يعود.. فرضيت بعوض الله وتعايشت واسرتي مع شعور
سيء بأن منزلنا قد انتهك

غير ان مسلسلا من القلق والتوتر سرعان ما بدأ اذ كان من بين ما سرق دفاتر شيكات كنت قد اوقفتها بعد حادثة السرقه وبدأت اتلقى الانصالات من البنك ومن اشخاص لديهم شيكات مجيرة لهم وفي كل مرة اخبرهم بانها مسروقه من منزلي واذهب الى مركز الأمن واعطيهم
رقم من اتصل بي أملا ان يقوموا بسؤالهم عن من اعطاهم هذة الشيكات... تحدثت الى رجال البحث الجنائي خمسة عشر مرة غير انهم لم يحاولوا التحقيق باستثناء مرتين ودون جدوى.

وفوجئت مؤخرا بأني محكوم بقضايا شيكات لا أعلم عنها شيئا وقالوا لي بأنه تم اعلامي بإعلان في صحفنا الورقية التي لم يعد احد يقرأها وصرت مطلوبا وبدأت اجوب المحاكم هنا وهناك وانا في صدمة لاعتقادي بأن حكومتنا الكترونية وان القضاء ما ان يستعلم عني حتى يجد
بلاغا امنيا بسرقة شيكاتي.. غير ان هذا لم يكن الا في مخيلتي فما زالت محاكمنا في القرن الماضي...

قال لي احد القضاة وقد اشفق علي بأني يجب ان اقابل مدير البحث الجنائي واسرد له قصتي عله يوعز لرجاله بالبحث عن سارق منزلي واستعادة شيكاتي والا فاني مضطر لأجوب المحاكم من شمال الأردن الى جنوبه. لماذا يجب ان يوعز المسؤول لرجاله كي يقوموا بواجبهم. وهل يجب أن يصل الأمر لجلالة الملك كي ينجز.

أهملت اسرتي وبدأت اقصر في عملي وانا اتنقل بين جلسات المحاكم ومكاتب المحامين فأصبح المظلوم محكوما في وطن الامن والأمان واسودت الدنيا في عيوني ولم يبقى لي الا ان ارحل الى حيث لا ارى امنا ولكني اشعر بالامان..

الدكتور جمال ابو عاشور
0795405279