أميركا في صف الإرهاب

لم نفاجأ بأخذ أميركا جانب الإرهاب في مصر، فقد كانت أميركا إلى جانب الإرهاب في أفغانستان بالتسليح والتمويل وكان حليفها الاول أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وباقي المجاهدين. وهي تقف اليوم بصراحة إلى جانب الإرهاب في سوريا، تحارب النظام السوري جنباً إلى جنب مع تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وباقي العصابات. فهل الإرهاب والفوضى الخلاقة هي الادوات المختارة للإدارة الأميركية في تشكيل الشرق الاوسط الجديد؟.اضافة اعلان

يجب أن يكون الرئيس الأميركي أوباما مصاباً بالعمى لكي يعتقد أن ما يحدث في مصر هو اعتصامات سلمية فهل حمل السلاح وزجاجات المولوتوف الحارقة، واجتياح مراكز الشرطة، وقتل 43 ضابطأً وشرطياً، وإحراق دوائر الحكومة والشركات الكبرى، وتدمير الكنائس، وممارسة العنف في سيناء، وقطع الطرق وإغلاق الشوارع أعمال سلمية؟ وهل كان على النظام أن يسكت على هذه الاعمال (السلمية) ويشجعها لكي يظفر بمباركة أميركا والإتحاد الأوروبي!.
لماذا لم يسكت الرئيس الأميركي على الاعتصامات ضد وول ستريت فهاجمها وفضها بعنف، وهل كان الرئيس الفرنسي يقبل أن يحتل معتصمون شارع الشانزيليزيه لمدة 48 يوماً ويغلقوا الشوارع ويبنوا الاستحكامات، وكيف تعاملت الشرطة الفرنسية مع مظاهرات العمال الأفارقة الذين أحرقوا السيارات.
نفهم أن أميركا ترتبط بعلاقة قوية مع الإخوان المسلمين في مصر وفي غير مصر، وأنها كانت ترى فيهم الحصان الرابح والقوة الصاعدة والمؤهلة لمحاربة الإرهاب (الإسلامي) الذي يقض مضاجع أميركا، ويحافظ على السلام مع إسرائيل، ولكن كان على أميركا أن تنصح حلفاءها بالتصرف بعقل بدلاً من الانتحار الذاتي.
يجسد الإخوان المسلمون في مصر شـعار إما أن نحكم مصر أو نحرقها، وكنا نظن أن عملية حرق مصر مجرد اصطلاح لدب الفوضى، ولكن الإخوان أحسنوا الظـن وباشروا فعلاً لا قولاً بحرق مصر، ابتداء من محافظة الجيزة، ومرورأً بشركة «المقاولون العرب»، وصولاً إلى بنك الدم ومراكز الشرطة، ومنع سيارات الإطفاء من الوصول إلى الحرائق ومحاولة إطفائها.
من الأعمال (السلمية) التي مارستها الجماعة خلع بلاط الأرصفة لبناء استحكامات عسكرية، وتحطيم أعمدة الكهرباء لتغرق شوارع مصر بالظلام، ناهيك عن أكداس الأسلحة والذخائر التي وجدت في رابعة العدوية، فضلاً عن 22 جثة عليها علامات التعذيب وسحل سائق تكسي امام كاميرات التلفزيون.