أنا مو خايف ..

يسألني محمود أمس , إنت زينا خايف على البلد ؟ ...
قلت :- أنا مو خايف ....بتعرف ليش ؟ شاهد شكل الأردن على الخارطة هو أجمل شكل لوطن في العالم , أحيانا يوحي بالحنان , أحيانا يوحي بالكبرياء وأحيانا تلمح فيه العمق والتاريخ...اضافة اعلان

أنا مو خايف أبدا يا محمود ...
لأننا ما زلنا للان وفي الليل , وحين تكون الساعة قد قطعت المنتصف ودخلنا في فجر يوم ثان ...والشارع خال تماما , ما زلنا نحترم الإشارة الضوئية ونقف عليها لم اشاهد بلدا عربيا تحترم فيه الإشارة مثل الأردن ....
انا مو خايف يا محمود ...
لأننا وعن دون وعي وحين يكون الأمر بيننا كبير نقسم :- ( ورحمة أمي) هل يوجد شعب في العالم يعشق الأم مثلنا , وهل يوجد شعب في العالم يتحدث عن رضى الأم مثلنا ...؟ ويتلوى إن غادرت الحياة ويراها وطنا من الرضى والحب
أنا مو خايف يا محمود ...
نحن الوطن الوحيد في العالم ... والذي حين تعود فيه لمنزلك يوقفك جندي الدرك الذي يؤدي وظيفة الحماية على باب السفارة ويستأذنك أن تعطيه (ولعة) وتتجاذب معه أطراف الحديث , وتقرر في لحظة أن تهديه (الولاعة) فيرفض ..مع أن قائده غير موجود والمكان مظلم , ويشكرك بكل ما في الليل من شجن ...وتقول في داخلك :- إنها مجرد ولاعة ثمنها قليل جدا ..ولكن هذا الجندي ما زال مدججا بالإنضباط , العسكري والعفة والكبرياء ....نحن الوطن الوحيد الذي يخاف فيه الشرطي من المواطن ولا يخاف المواطن من شرطي ...
وتسألني يا محمود انت مو خايف ...
نعم أنا مو خايف ...فحين أذهب للفحيص تحتضنني الكنائس مثلما تحملني المساجد في الكرك..نحن الوطن الوحيد الذي يجلس فيه الشيخ والكاهن , ويطلقون مبادرات مشتركة ويزورون بعضهم ويحبون بعضهم ...في حين أن أوطانا أخرى أسس فيها إختلاف الأديان ...منابرا للخلاف والخصام والحرب
أنا مو خايف ...
لأننا يا محمود ...ما زلنا , نحترم عامل النظافة ونحترم الحلاق والسفرجي ...لأن النساء لدينا في حارات عمان ما زلن يزودن عمال النظافة بالطعام , وحين يتعب أحدهم يستطيع أن يطرق أي باب ويطلب الماء ..هل يوجد عامل نظافة في العالم العربي كله يستطيع أن يطرق الأبواب ويخطف حنان الناس ؟

أنا مو خايف ..يا محمود
لأني لا أتحدث كثيرا عن مشاكلنا أحب أن أتحدث عن عظمتنا أكثر , أنا تعودت أن أحب الشمس والنهار وأترك لعشاق الظلام ..أن يحبوه كيفما أرادوا ...الأردن يا محمود نبيل وعظيم وكبير ...وعلى داعش أن تخاف , وليس نحن ...
أنا مو خايف ...وعلى كل أردني أن يرددها ...أنا مو خايف