الجمعة 2024-12-13 01:45 م
 

أنا و فرحان و القناة

07:29 ص

ما زال صوت أمّي يتردد في أذنيّ : يا خوفي أخوك طلع عَ القناة.. ولك قوم شوفلي إياه وين ..أخوك ليغرق و إنت تتنطنط قدام وجهي ..!اضافة اعلان

ذات يوم دراسي ..ذهب ابن عمي ( محمود ) هناك ..و لم يعد إلا جثّة.. وأذكر إنني من يومها و ( فوبيا القناة ) تلازمني ..!
وفي ذات الدراسة وذات الطفولة ..كنّا نهرب من حرّ صيف الغور إلى القناة لنسبح هناك ..رغم أنه ممنوع ..لكننا كنّا نفعلها ..وذات مغامرة ..و القناة ( طافّة ) وأمام الأطفال ..أردتُ الحصول على لقب ( السبّاح الأول ) فنزلتُ للسباحة.. وأنا لا أعرف من قواعد السباحة إلا إن أكون في الماء ..!
ما زال صوت ( فرحان ) يرنّ في أذني : كامل غرق ..الولد غرق.. وأتذكر إنني شربتُ كميّات مهولة من مياه القناة الكريهة ..و أتذكر أن فرحان سحبني من ( الملابس الداخلية) و كدتُ أخرج بفضيحة ( الزق ) ..!
لا أعلم أين فرحان الآن ..؟ أشتاق إليه لأنه بشجاعة غير الآخرين.. كم أنا مقصّر معك يا فرحان ..!
لا يكاد يمرّ عدد من الأيام إلا و يغرق طفل في ( قناة الغور الشرقيّة) ..لتتحول هذه القناة إلى ( صائدة ) أطفال ..! رغم تأكيدات المسؤولين الدائمة بأنهم يبذلون قصارى جهدهم لحماية الأطفال ..!
القناة تأكل أطفالنا كل عام ...فقط قليلاً من الالتفات إلى الموت هناك ..فليس مع كل طفل يوجد ( فرحان ) ..بل مع كل طفل شقاء فقراء الأغوار ..يريد الطفل أن يذهب للقناة ليغسل نفسه من شقاء الأيام ..فإذ به يغسل كل المستقبل و يلغي العمر و يعود إلى أهله جثّة ..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة