بقلم ... د حسين الخزاعي
يهل علينا شهر رمضان المبارك ، شهر البر والإحسان ، شهر ينتظره الجميع بشوق ولهفة، لينهلوا من بركاته الكثيرة وإفاضاته الجليلة، وينعموا بأجوائه الإيمانية والإنسانية العطرة، فهو شهر الصيام والقيام والتوادد والتراحم، شهر للتطهر من اعباء الدنيا، ومشقة الحياة الدنيوية، والنقاء الروحي، والعطاء بسخاء فهو شهرالصدقة سراً وعلانية، حيث ان رسولنا كان اجود ما يكون في شهررمضان.
نستشف مما سلف ان رمضان المبارك مدرسة ربانية أيمانية رحمانية، يعلو فيها الصائم عن الماديات،ويقهر الشهوات المفطور عليها، ويشغف فيه الإنسان بطاعة الله عز وجل ليرتقي الى منزلة الملائكة، ويجدد العهد على الإمساك عن النواهي، والاقبال على اوامر الله ، ويتقشف حتى يشعرالصائم، بشعور الفقراء والمحتاجين ،عندما يصوم طوعاً،عن الطعام والشراب ،كي ينمي عنده روح الانضباط ومحاسبة الذات، فيلتزم الصراط المستقيم، والأخلاق الحميدة. ويعيش الجميع الأخوة والمساواة والتعاون والتكافل.
منذ سنوات بدأت برصد جملة من الأخطاء السلوكية والتربوية التي يرتكبها بعض الصائمين والصائمات. ونحن على ابواب شهر الخير ، اود ان اشير الى بعض الأخطاء ضارعاً الى المولى العلي العزيز الذي لا يرد سائله ان يجنب الجميع من التعرض للوقوع بها ، كونها سلوكيات لا تليق بفضائل الشهر المبارك.
أولا : استقبال بعض افراد المجتمع لهذا الشهر المبارك بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات وتخزينها ، واللجوء للقروض او الاستدانه من اجل شرائها ، وهذا السلوك يكون بديلا عن السلوك الحقيقي الذي يجب ان يتم به استقبال شهر رمضان والمتمثل بالاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين. فهذا الشهر من المفترض ان يكون شهرا للعباده وعمل الخير وطلب المغفرة والطاعة وتلاوة القرآن، والإكثار من الدعاء ومحاسبة النفس والتزود بصالح الأعمال والتكامل الاجتماعي والصبر والعمل بجد وتفان واتقان والإسراف غير المبرر فى شراء الاطعمه والمشروبات او الإكثار من العزائم وكان شهررمضان أصبح شهرا للتخمة والمبالغة فى تلبية احتياجات المعده والمتع الغذائيه وهذا يتناقض تماما مع مبادئ وفلسفة الصوم التى تركز على تلمس معاناة الفقراء والتكافل والتواصل والتراحم بين افراد المجتممع.
ثانيا : كلمات سمعتها تتردد على ألسنة بعض المتحدثين في مناسبة شهر رمضان وهي ' رمضان كريم ' ، وكلمة ' كريم ' يفضل ان تستبدل بكلمة ' مبارك ' لتصبح الكلمات التي يجب ان تتردد على السنة المتحدثين ' رمضان مبارك ' ، وتعليل ذلك كون شهر رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل والخير والبركه، وجعله شهراً مباركا فاضلاً. فالشكر والحمد والثناء لله سبحانه الذي بارك لنا في هذا الشهر .
ثالثا: يصر بعض المواطنين على الخروج للتسوق وشراء احتياجاتهم الرمضانية في وقت متقارب مع قدوم موعد 'ساعة الافطار' وذلك حرصاً منهم على ان تكون مشترياتهم ' ساخنة'ـ بالعربي الفصيح ـ يريدون القطايف والخبز والعصائر طازجة ' . هذا السلوك يتسبب في ازدحامات مرورية، وفي حال تأخر هؤلاء عن موعد الإفطار يلجأوون الى السرعة الزائدة وارتكاب الحوادث القاتلة، ومن ناحية اقتصادية تؤدي الى زيادة استهلال الوقود في المركبات وهذا كله يؤدي الى استنزاف ميزانية الأسرة . التي تعاني اصلاً من عجز محسوس وملموس في الدخل .
رابعا : تكرار الذهاب إلى الأسواق التجارية في اليوم الواحد ، وذلك لنسيان شراء بعض المواد التموينية، بسبب عدم تدوين ما يحتاجونه، من المواد الضرورية،وهذا بدوره يؤدي إلى استنزاف في الاتصالات الخلوية مع الأسرة لتذكيرهم بالمشتريات المطلوبة .
خامسا: اصبحت الرسائل الخلوية ' المسج ' ، والبريد الالكتروني والفيس بوك والتوتر وسائل التهنئة بين أفراد المجتمع بمناسبة حلول شهر رمضان، فقبل حلول رمضان بايام تبدأ المسجات المستنسخة وبطاقات التهنئة تتبادل بين الاصدقاء والاقارب واصبحت هذه التهاني الالكترونية تمارس بين الاقارب من الدرجة الأولى ، وفي كل عام في شهر رمضان تتعرض معظم شبكات الاتصالات الخلوية وبنسب متفاوتة إلى ضغط شديد يتسبب في معاناة المواطنين في إجراء مكالماتهم الخلوية أو عدم نجاحها من أول مرة. بسبب تضاعف معدل ارسال الرسائل من ( 3 إلى 4 اضعاف ) مقارنة بمعدل تداول الرسائل القصيرة في الايام العادية وقدرت في العام الماضي بحوالي ( 18 ) مليون رسالة خلوية ، واذا اعتمدنا مبلغ ( 3 ) قروش سعر الرسالة المحلية والدولية( 6 ) قروش. هذا يعني اننا سننفق نصف مليون دينار اردني على الرسائل الخلوية فقط .
وبعد،،، هذه بعض من السلوكيات الاجتماعية الخاطئة التي ترتكب ونحن على ابواب شهر رمضان ، أنقلها إليكم بأمانه حتى نتجنبها، وعدم ارتكابها ؛ لأن ارتكابها يؤدي الى معاناة نفسية ومشكلات اجتماعية، واحمالاً اقتصادية نحن في غنى عنها ، واذكر بالصبر ، وهدوء النفس ، وعدم الانفعال ، وتجنب مقابلة الاساءة بمثلها ، التسلح بالتسامح والايثار والتخطيط وحسن التدبير والتنظيم، وتجنب السرعة والتجاوزات الخاطئة والالتزام بقواعد السير قليل من التخطيط السليم،والالتزام بقواعد المرور.
مسك الكلام ،،،، اتمنى لكم قضاء شهرا مباركا، وكل عام وانتم بخير، واردننا احلى واجمل في ليالي رمضان المبارك، اهلاً رمضان، وللحديث بقية
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو