الوكيل - ذهبت الصحيفة البريطانية الإندبندنت فى جولة مختلفة بين أزقة العاصمة القلقة بغداد، بعيداً عن أحاديث الدم ودوى المعارك وزخات الرصاص التى لم تتوقف منذ اجتياح داعش الأخير، ابتعدت الصحيفة البريطانية عن كل ما يكرس لعراق منقسم ومضطرب لتجد ضالتها فى متجر لدق الأوشام، بات مأوى تنسجم فيه كل عقائد العراق لتسجل اختلافها فقط على مناطق متفرقة من أجساد أصحابها، فالوشم استبدل البندقية والصياح فى ذلك المتجر المسمى “دانتى”.
دانتى هو مكان لدق الأوشام فى أحد حوارى العاصمة العراقية بغداد، التى يلوح فى أفقها شبح الغزو الداعشى لفترة تجاوزت الشهرين حتى الآن، ولكن يبدو أن متجر “دانتى” شغل نفسه بإعادة تعريف معنى الإختلاف والتنوع بين زبائنه من الشباب العراقى السنى والشيعى والكردى وأيضا المسيحى، فالمكان الذى أصبح ملاذا لمراهقين وشباب سأموا غيمة الحرب التى لم تنقشع عن سماء وطنهم منذ أكثر من 3 عقود، منح لهم أسلوبا جديدا لعرض أفكارهم ومعتقدهم بدق وشم على تتحدث عن ما بداخلهم بأذرعهم أو ظهورهم أو أى مكان يعتقدون أنه الأنسب لاحتضان إبرة دق الأوشام لترسم ما تحمله دخيلتهم.
صاحب المكان هو الشاب العراقى “محمد النجاب”، الذى أصبحت كنيته “دانتى”، منذ أن أطلق عليه الجنود الأمريكيون ذلك الاسم أثناء عمله معهم كمترجم، النجاب الذى صاحب الأمريكيين فى معاركهم وحروبهم حتى تعرضه لإصابة بالظهر فى أحد المعارك التى جمعت بين الأمريكيين وميليشيات الجيش المهدى.
يروى “نجاب” بأنه إذا كان قد حصل على شىء آخر من خدمته كمترجم للجيش الأمريكى، إلى جانب إصابته، فهى موهبة دق الأوشام التى علمها له أحد الجنود الذين يمارسها كمهنة فى موطنه أمريكا. النجاب الذى نال من الحرب حتى ثمالته أراد إنارة ظلام الطائفية التى تغطى مدينته، ومن خلال دقه لأوشام تعكس أفكار صاحبها دون أن يسفر عن ذلك دماء.
فى متجر “نجاب” ستجد رجال مليشيات ذوى سواعد مفتولة على صفحتها وشم للحسين أو على رضى الله عنهما، وأيضا ستجد زند لشاب سنى غير بعيد عنهم يحمل اسم “عمر”، وهناك أيضا من الشباب الذين يلفظوا كل ذلك لأجل دق أوشام لفرقهم الغنائية المفضلة أو سطور لأغانى ترسخت فى عقولهم قبل أن تجد طريقها إلى صفحة جلودهم.
لا يعير أحد انتباه للوشم الذى يريده الآخر، فلكل رغبات وأفكار وهوايات يريدون إبرازها دون اى أحقاد أو عنف، الأمر الذى شجع صحفى الإندبندنت أن يسأل حول ماذا يتوقع الجمع الصغير داخل المتجر من توغل الحركة الإسلامية داعش، لتقابله أجوبة تستهين بأمر السياسة مفضلة عليها أمور أخرى تجعلهم يشعرون ولو لدقائق انهم يعيشون بين جدران وطن واحد فقط، أمور أخرى كدق الأوشام.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو