السبت 2024-12-14 05:59 م
 

أيلة ليست مجرد مشروع سياحي

07:23 م

هو ليس فقط اسم مدينة العقبة التي تم بناؤها عام 650 للميلاد، والتي ورد ذكرها كثيرا في حكايات ألف ليلة وليلة، بل هو اسم المشروع السياحي الكبير، الذي انتهت مراحل بناء بنيته التحتية، وفيها ألف حكاية نجاح حب للوطن وحكاية، لن أتحدث عن الأرقام والمساحات في هذه المقالة، لكنني سأتحدث عن الحكايات الوطنية الجديرة بالحديث، وعن الاحتراف الاستثماري الذي وظف المال والمبادىء العليا في ترجمة بل تدشين مشروع، كان الى وقت قريب مجرد حلم صعب التحقيق.اضافة اعلان


قررت الدولة ممقلة بسلطة اقليم العقبة أن تبني استثمارا كبيرا بشراكة مع القطاع الخاص وكان رسا العطاء على المستثمر الأردني المعروف صبيح المصري،وقد تم المشروع وعلى قطعة أرض كانت حقل ألغام، وحين تعرض العالم لانتكاسة بل أزمة اقتصادية، وتوقفت نسبيا أكثر المشاريع في العقبة، انطلق العمل في المشروع، والهمّة والمال والفكرة والتخطيط والإدارة والمبادىء.. كلها أردنية، كالأرض والرمال والنخل والتاريخ لأيلة، وعلى الحد الفاصل بين مدينة العقبة الأردنية وإيلات العربية «المحتلة»، ينهض مشروع أيلة بكل معاني الشموخ والألق الأردني المعهود..

بعد أن جرى العمل بإزالة أكثر من 60 الف لغم من الأرض التي تشكل مساحتها حوالي 4 آلاف دونما، تم تدشين البنية التحتية للمشروع الاقتصادي السياحي الكبير، الذي استنفد حتى الآن 250 مليون دينارا، أنفقها المستثمر الأردني، لأنه يؤمن بقوة وخصوصية وأهمية هذا المشروع الكبير.. قال رئيس العقبة الاقتصاديةالدكتور كامل محادين، هذا استثمار نوعي في المنطقة وبمال أردني، سيكون في المستقبل القريب من أهم المشاريع السياحية في العقبة وفي الشرق الأوسط..

هل شاهدتم البحر يقوم بقفزة «اكروباتية» وعلى مساحة تقترب من ألف دونم؟

ان البحر الأحمر يفعلها في العقبة، ضمن هذا المشروع، حيث الواجهة البحرية للمشروع أقل من 300 متر، وهي ربما اقل من واجهة فندق سياحي من فئة 5 نجوم، لكن الفرق كبير بين الواجهتين، فالبحر مع ايلة استطال ساحله، وامتد على مسافة 17 كلم جديدة، تخيلوا.. أنا لم أتخيل ولم أقرأ أو أسمع عن هذا، بل ذرعته سيرا على الأقدام وفي السيارة برفقة المهندس سهل دودين «رفيق السلاح القديم» والمدير التنفيذي لشركة واحة أيلة للتطوير، وعرفني حتى إلى أنواع الحياة البحرية في البحيرات الجديدة التي تقع على 750 دونما.

كل «الأساسات» جاهزة في المشروع، والعمارات سترتفع وكأنها «الليجو» على حد تعبير الدكتور المحادين، وملعب الجولف الكبير الذي يحتل الف دونم، وحسب المواصفات العالمية، هو ايضا معلم رياضي وسياحي فريد في المنطقة، وهو بحد ذاته قصة نجاح اردنية..

يقول سهل دودين: نصف الطاقة المستخدمة لضخ مياه البحر الى البحيرات، والمستخدمة في ري نجيل ملعب الجولف، ستكون طاقة «نظيفة»،يوفرها المشروع من خلال أكثر من (ا) كلم من الخلايا الشمسية..وفي المشروع أرقام وأطوال ومقاييس وقصص تميز ونجاح وتحدٍ كلها عالمية وجديدة في سماء الاستثمار السياحي، وهي ما سأكتب لقارىء «الدستور» عنها لاحقا..

هذه مشاريع أردنية ضخمة، تجعل من السياحة والاستثمار وجهة نظر وطنية مكتملة النضوج، تتلمس مخزون معانيها الوطنية الكبيرة الثرية، حين تسمع عن الأبعاد العميقة للرقم الأردني الجميل، الذي يكتبه فرسان مدججون بالخبرة والحب للأردن وللعمل الوطني انطلاقا من فكرة أن كل أردني على ثغر من ثغور الوطن..

أيلة.. مشروع سياحي استثماري أردني بالكامل، فيه قصص تحد ونجاح وطني على صعيد الاستثمار في العقبة ما سينعكس أثره الإيجابي على المواطن الأردني خصوصا في مدينة العقبة، وحين نقول: إن العقبة هي بوابتنا الاقتصادية الحقيقية على العالم، فإننا لا بد وأن نذكر أن قوس النصر والنجاح لهذه البوابة هو مشروع «أيلة» بأبعاده الوطنية والاقتصادية المميزة..

يكفي أن نعلم ان ساحلنا استطال لمسافة 17 كلم مترا جديدة، دونما اعتداء او احتلال لأراضي أو بحار الآخرين، ويكفينا أن العقل والمال الأردنيين جعلا من حقل ألغام جنة وبحرا وقصة نجاح استثماري وطني نوعي..

أيلة.. مزيدا من إشعاع.. مزيجا من حب للأردن..أيلة؛ اسم عروس البحر الأردني القديم الجديد، فانثري بحرك على رمالنا وعانقي الوطن الجميل.. قبليه وتدفقي.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة