اسمه ليس معروفا لكثير من العرب، ربما يتذكر هو هذا اليوم وقلة من ابناء مصر يتذكرونه، فهو المصري الذي اقدم على تنفيذ عملية بطولية من اجل علم بلاده مصر، بعد ان سقط العلم عن سارية حدودية فما كان من الضابط الصهيوني إلا أن مسح به بسطاره العسكري، وفي مثل هذا اليوم اقدم ايمن حسن على الانتقام للعلم ولمصر ولفلسطين التي كانت تُعاني من جرح مجزرة الاقصى 1991، وتمت محاكمة ايمن وانهى محكوميته وخرج الى سجن الحياة منسيا وآخر اخباره انه يعمل “ سبّاكا “ على حد تعبير الاشقاء في مصر .
ايمن وامثاله في الوطن العربي يعيشون على هامش الحياة الاجتماعية، دون ذكرى او تكريم، وكذلك أقرانه الفلسطينيون الذين خرجوا من سجون الاحتلال ويعملون أما في صنع الحلويات او في مهن اخرى، واظنهم ينظرون الى فترة سجنهم بأسى ومرارة وسط نكران اجتماعي للسنوات الضائعة، في حين تتذكر دولة الكيان العبري ضحايا الحرب العالمية الثانية وتقوم بتكريم احفادهم، وما زالت اسماء ضحايا المذابح النازية حاضرة في ذهن الاسرائيلي بحكم استمرار كيانه في تذكرّهم وامعاننا نحن في نسيان ابطالنا .
أتذكر أيمن حسن ونحن على مسافة قُبلة من ذكرى ميلاد وصفي التل، الذي فشل شاب يافع في الاستدلال عليه او معرفته خلال استطلاع اجراه مندوب تلفزيون “ بلد “ عن وصفي وعبقه وحكاياته مع وطن الدحنون والزعتر، وعن عشقه لفلسطين التي تبكيه كلما هبت نسائم الشمال من بيارات يافا على مآذن القدس، تلك النسائم التي تحمل رائحة زهر البيارات في تشرين والتي خالها امبراطور المانيا ذات زيارة عطر رشّته البلدية احتفالا بزيارته للقدس .
السؤال مشروع في كل وقت عن الابطال والخالدين، لكنه موجع في زمن الربيع العربي الذي استحضر كل شيء الا ذكرى من قاوم وقاتل على كل الجبهات، من قاتل جبهة الفقر والتخلف والفساد او قاتل الصهيونية ودولتها الباغية، او نال شرف القتال على كل الجبهات مثل وصفي، فلا سؤال عنهم أو عن ذويهم او عن قصتهم، فمن يعرف خمسة اسماء من شهداء الكرامة او شهداء الرصاص المصهور على غزة ؟
لا نستذكر إلا من ذكره ارشيف الفضائيات او الصحف، وكأن ذاكرتنا ذبابية بحاجة لتنشيط كل وقت قصير، ولا نستذكر إلا آخر الضحايا أو آخر القتلى، في حين نصرف كل الحبر المنهجي على تاريخ ممجوج من عصر الحديد الى عصر الزنك او النحاس، ونكتفي بذكر التاريخ الماضي دون تأسيس لذكرى الحاضر، فسقطنا في وحل التاريخ وضيق الجغرافيا .
في ذكرى عملية ايمن حسن البطولية تسير المظاهرات في مصر الى منزل “ جيكا “ -رحمه الله- ولا أحد يسأل اين يسير ايمن حسن وفي اي شارع يصرخ بحثا عن حنفية تسيل او جلدة منزوعة، وتسير الهتافات في غزة دعما لهذا الفصيل او ذاك ولا أحد يسأل عن منزل رفيق السالمي او اهله كي يقول لهم كلمة خير، واجزم أن أحدا من التونسيين زار منزل البوعزيزي او بلعيد خلال هذا العام دون غرض سياسي، ولقول كلمة لذويهم ليس فيها مأرب سياسي.
في زمن الربيع نسينا كل الاشياء وكل التفاصيل الجميلة التي ستؤسس لواقع افضل، وركضنا خلف جملة تبدأ بأول من صرخ وليس بأول من زرع، ولذا كان حصادنا مثل الهالوك لا ثمر ولا تبن .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو