الأحد 2024-12-15 02:34 ص
 

أين المشروع العربي؟

06:40 ص

يمثل الوطن العربي منطقة مطموعاً فيها ، فهو يتمتع بالموقع الاستراتيجي والثروة البترولية ، إلى جانب الضعف والتفكك الذي يغري الأقوياء من القوى الإقليمية والدولية بأن ترسم خططأً للسيطرة عليه. ومن هؤلاء تبرز تركيا وإيران وإسرائيل وأميركا.اضافة اعلان

هناك مشروع تركي يعتمد على استمرارية التاريخ العثماني ، ويرى في تركيا القائدة الطبيعية للمنطقة ، وقد حقق هذا المشروع نجاحأً إعلامياً ، وبسط نفوذا من خلال مواقف مفتعلة مع إسرائيل ، ودعاية مركزة عن نجاح النموذج التركي ، فضلا عن المسلسلات التركية التي غزت البيوت العربية.
إذا كان لدى تركيا مشروع عثماني سني فإن لإيران مشروعأً شيعياً له وجود ظاهر في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن والجزء الشرقي من الجزيرة العربية. إيران تطرح نفسها كحليف قوي يعتمد عليه ، ولديها مشروع نووي يمكن أن ُيحدث توزاناً مع القوة الذرية الإسرائيلية.
وإسرائيل لديها مشروع تم تنفيذ جانب منه بالسيطرة على فلسطين التاريخية ، وجانب آخر توسعي ينتظر الظروف الملائمة ويهدف لإقامة دولة يهودية بدون فلسطينيين ، ومن ثم السيطرة على الموقع الجغرافي والثروة النفطية العربية وتدمير القوى التي يمكن أن تقف في وجه إسرائيل.
أما المشروع الأميركي فيعني الهيمنة على المنطقة سياسياً وعسكرياً ، وهـو يحمل هدفين واضحين هما أمن إسرائيل المطلق والسيطرة على البترول العربي ، وهناك إضافات تجميلية تتعلق بنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان كأدوات انتقائية للسياسة الخارجية.
هذه المشاريع الأربعة تتقاطع وتلتقي أو تفترق ، ولكن بينها تفاهم ضمني على عدم الصدام ، وهي مرحلة تسبق الاتفاق على اقتسام الغنائم!.
أين المشروع العربي من كل هذا؟ لا يوجد اليوم مشروع عربي تتبناه دولة عربية قوية وقادرة على لعب دور قيادي. في وقت ما كان هناك مشروع بعثي بقيادة سوريا والعراق للوحدة العربية ولكنه فشل ، وكان هناك مشروع ناصري بقيادة مصر عبد الناصر أمكن هزيمته ، بحيث يمكن القول بعدم وجود مشروع عربي منذ حزيران 1967 وحتى يومنا هذا.
يقال أن محوراً مصرياً سعودياً قد يكون قادراً على لعب دور قومي قيادي ، لأنه يعني ائتلاف البلد العربي الأقوى بشرياً مع البلد العربي الأقوى اقتصادياً ومالياً ، ولكن نجاح هذا المحور يتطلب الخروج من مظلة النفوذ الاميركي.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة