تتابع قيادة حركة حماس عن كثب الأزمة التي تمر فيها حاليا الحركة الإسلامية في الأردن. وأكثر ما يقلقها المنحى الإقليمي الذي يتخذه الخلاف بين طرفيها؛ التيار الإصلاحي 'زمزم'، وقيادة الجماعة.
يدرك قياديون في 'حماس' أن الأزمة مختلفة هذه المرة؛ فهي ليست مجرد خلاف مع أشخاص في الحركة يمكن إبعادهم من دون كلفة على التنظيم كما كانت الحال في مراحل سابقة، بل صراع عميق بين تيارين متجذرين، لكل منهما قواعد تنظيمية واسعة، وإذا لم يعالج بحكمة وتعقل، فإن الحركة ماضية إلى انشقاق تاريخي.
تتباين التقديرات حول دور 'حماس' فيما يجري بين الإخوان المسلمين في الأردن؛ فبينما ينفي قادة بارزون في الحركة أي دور لحماس في الأزمة، يؤكد قياديون من إخوان الأردن أن قيادة 'حماس' تلقي بكل ثقلها خلف قيادة الجماعة، وتقدم لها دعما لوجستيا وتنظيميا لا تعوزه الأدلة القاطعة، حسب قولهم.
'حماس'، وبنبرة تحد، ترد على هذه الاتهامات، وتؤكد وقوفها على مسافة واحدة بين طرفي الخلاف، لا بل وترسل إشارات التحذير من مخاطر ولوج الحركة طريق الاستقطاب والانقسام.
يبدو واضحا من الحوار مع قادة 'حماس' امتعاضهم من قرارات فصل قيادات 'زمزم'، واعتبار الخطوة سلوكا ينتمي إلى عقلية لا تؤمن بالتعددية و'المنابرية' على حد وصفهم.
وتنبغي الملاحظة هنا أن العلاقة مع 'حماس' ليست هي العنوان الرئيس لأزمة الإسلاميين الأخيرة. في سنوات مضت، كان موضوع 'حماس' حاضرا بقوة في كواليس الحركة الإسلامية وصراعات تياراتها. العنوان مختلف هذه المرة؛ إذ يتركز الجدل حول دور الحركة في الحياة العامة، والحاجة لإصلاح أطرها القيادية وخطابها الفكري والسياسي، لمواكبة المستجدات ومواجهة التحديات بعد كل الذي شهدته ثورات 'الربيع العربي' في مصر ودول عربية أخرى، واستخلاص الدروس من تجارب الإسلاميين الناجحة والفاشلة في 'الربيع العربي'.
خطأ الإسلاميين الكبير في الأردن أنهم رهنوا خطابهم وحراكهم السياسي بالتجارب المتعثرة، بدل أن يقتفوا أثر التجارب الناجحة؛ كتجربة الإسلاميين في تونس، فسقطوا في فخ الإقصاء، لا بل اختاروا ذلك الموقع بملء إرادتهم، واتخذوه نهجا لإدارة خلافاتهم الداخلية.
لقد سهل هذا السلوك على خصومهم المعركة ضدهم؛ فما إن وضعوا أنفسهم في موقف الدفاع عن تجارب متعثرة، حتى أصبحوا شركاء في الفشل، لا يمكن لرأي عام متنوع ومتعدد أن يثق بقدرتهم على تولي دور قيادي في عملية الإصلاح.
الفرق بين حركة الإخوان المسلمين في الأردن وشقيقتها الفلسطينية 'حماس'، أن الأخيرة شخصت مأزقها بعد تراجع مشروع الإسلام السياسي في مصر والمنطقة، وشرعت في سياسة تنويع خياراتها الداخلية بالسير في طريق المصالحة مع حركة 'فتح'، وإقليميا بفتح خطوط الاتصال مع إيران وحزب الله. في المقابل، تجمد خطاب الإسلاميين في الأردن عند لحظة 'الانقلاب' ولم يغادروها بعد، لا بل استدعوا المصطلح ذاته لتشويه سمعة المعارضين لقيادة الحركة.
'حماس' وإن أعلنت صباح مساء أن لا علاقة لها بخلافات الإسلاميين في الأردن، فإنها تظل الطرف الوحيد القادر على التأثير بمجرى الأحداث، على الأقل بتذكير 'أحبابها' في الحركة بأن القطار تجاوز محطة 'الانقلاب'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو