الأربعاء 2024-12-11 06:32 م
 

«إبن الحافظ» يُعقّل المالية ليثمر الاقتصاد !

03:19 ص

جاء في كتب النحو قول النحاة «بقي النحو مجنوناً إلى أن عقّله ابن السراج» أي أن ابن السراج وهو أحد أبرز علماء النحو وقد تأثر بالفلسفة اليونانية ومنطق أرسطو وضع قواعد جديدة في ضبط النحو وأبعده عن الانحراف والعلل فقال النقاد فيه العبارة التي ذكرتها عن تعقيله وعن دور العلامة ابن السراج فيه..اضافة اعلان

ما فعله ابن السراج للنحو يقوم سليمان الحافظ بفعله للمالية التي بقيت لسنتين أو ثلاث خارج اطار السيطرة الحكومية الأردنية بعدما أصيب الاقتصاد الأردني متأثراً بعدد من الظروف والصدمات الخارجية..
الأعراض التي ضربت الاقتصاد الأردني وتركته واهناً يحمل ندوباً غائرة وعلامات عجز كانت أبرز جوانبها بسبب انقطاع الغاز المصري الذي ما زال انقطاعه متواصلاً وقد سبب ذلك زيادة استيراد الوقود الثقيل والديزل مرتفع الثمن لتوليد الطاقة في وقت ارتفعت فيه اسعار النفط..وهذا التراجع وأعراضه عمقها الربيع العربي الذي وتر المنطقة وضرب مواردها السياحية وتحويلات المغتربين والحد من اقبال الاستثمار الاجنبي..
ما زاد الطين بلّة تدفق اللاجئين السوريين على بلدنا وكلفة ذلك من خدمات ايواء وصحة وأمن وكلها أثقلت الاقتصاد الاردني وزادته أعباء فوق أعباء!!
أمام هذا الوضع الصعب جاء الحافظ..لم يستسلم ولم يهرب للأمام أو يرحل المشاكل كما هي..بل فتح الصندوق وعاينه ودعا لبرنامج وطني للاصلاح الاقتصادي مدته خمس سنوات بعد ان أهمل الأردن الخطط ونسي خرائطها..كان عليه أن يعيد التخطيط كحالة مبصرة للانقاذ ولذا عقد مع البنك المركزي مشاورات أعلن عنها منذ اليوم الأول لتتمخض عن هذا البرنامج الوطني الملموس التأثير والذي جعل مداه خمس سنوات وتعهده وبدا في انفاذه لتكون ثماره أهداف محددة وسياسات قادرة على اعادة انتاج الاقتصاد الاردني وتعقيله على حد تعبير ابن السراج..
كان لا بد من الالتفات أولاً الى أن البرنامج قادر على بناء مصداقية دولية والتي هي ضرورية لاعادة الاعتبار الدولي للاقتصاد الأردني ومن هنا وضع الحافظ العنوان الأساس ليستقطب مواقف عملية مع الصندوق والبنك الدولي لدعم هذا البرنامج بالتمويل المالي والذي سيكون بمثابة دواء يوقف اي انعكاسات سلبية على النمو الاقتصادي وفي الدرجة الأولى على أوضاع المواطنين ذوي الدخل المحدود وأيضاً لوقاية الاقتصاد الوطني من أي مضاعفات أو تداعيات أو أعراض خطرة أو حتى صدمات غير متوقعة !!
اذن العنوان الذي اراده الحافظ للبرنامج هو الاستقرار الاقتصادي من خلال البعدين المالي والنقدي.
الروشيته التي تقدم بها الحافظ للممولين طويلة ودقيقة ومدروسة وفيها علاج فعال من أجل صرف ملياري دولار كتسهيلات ائتمانية..
أما عن حصاد البرنامج فقد صرح به وزير المالية وفيه ما يتعلق بتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني مما يرفع معدلات النمو تدريجياً ليصل إلى 4.5% في نهاية البرنامج وهذا يتطلب بالموازاة وفي النتيجة تعزيز حجم المدخرات وخفض العجز ما بين الاستثمار والادخار من 14% الى 4% في هذا العام..واعادة الحيوية للاقتصاد ليحمل الأجيال الطالعة الى فرص عمل جديدة عن طريق التركيز على الانفاق الرأسمالي وزيادته اضافة الى خفض عجز الموازنة وربط سعر صرف الدينار وكبح التضخم وخفض خسائر شركة الكهرباء وعجز الحساب الجاري من الناتج المحلي..
اذن قدم الحافظ خريطة الطريق للاقتصاد الاردني ليستقطب الدعم والتمويل مما اقنع الجهات الممولة بجهد الحكومة الاصلاحي ومباركته ولذا ثبت هلال الدعم وانطلق قطاره ليحمل ملياري دولار وهذا ما جاء في بيان صندوق النقد الدولي فاقتضى التنويه..
ألم نقل ان ابن سراج عقّل النحو وأن ابن الحافظ الآن يعقّل المالية ليثمر الاقتصاد الوطني !!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة