ما الذي يحمل الشباب على الإنحراف، أو يحمل أي شخص على التطرف أو الخروج عن المألوف من العادات والقيم أو رفض الواقع والميل للغريب أو الإسهاب بالتقليد الأعمى لأي آخر بغض النظر عن صلاح الموضوع المقلد أم لا ؟! وما الذي دفع ويدفع العشرات من شباب المسلمين من مختلف الجنسيات للالتحاق بداعش ؟! ... وما الذي يجعل هذا ينتحر، وذاك يدمن المخدرات وآخر يهوي في مهالك الفساد المختلفة، وآخر يسرق وغيره يقتل وآخر يسلك درب الشذوذ؟!! ... اسئلة أصبحت الإجابة عنها أمراً واجباً لأن علاج آفات المجتمع لا يبدأ إلا من هذه الإجابة !!
اعتقد أن الإجابة عن كل ما سبق هي انه الفراغ الذهني والثقافي، فشبابنا فارغون جداً – إلا من رحم ربي- لماذا ؟! لأن الأسرة لم تعد تلعب دورها القديم، والأب لم يعد هو القدوة وترك المجال لمطربي البوب وفتيات عرض الأزياء ليكونوا هم القدوة !! والمناهج تخلو من الفكر الوسطي المتطور الذي يعمق مفهوم الذات ويطورها مستخدماً أحدث ما نوصلت إليه التكنولوجيا التي هي نفسها سحبت شبابنا إلى مهاوي الفساد !! ولأن كثيراً من معلمينا طلّقوا التعامل مع مستجدات العصر وابتعد بعضهم عن لعب دور القدوة تاركين دفة القيم لمن هب ودب ليديرها كل الى جهته، ونلوم الشباب على الانحراف ونحن تركناهم يتخبطون دونما منارة يهتدون بها ...
محاربة الفساد بكل أشكاله تبدأ من تغييرنا لمفاهيم كثيرة وتبدأ من الاهتمام بالشباب وإعطائهم دوراً في المجتمع تفرض عليهم تحمل المسؤولية، وليس ابعادهم عنها، وتدريبهم على القيادة الواعية من خلال اقحامهم في أدوار لتحمل المسؤولية في العمل والمدرسة والمنزل والمجتمع، والمجتمع الأردني يوصف بأنه مجتمع شاب فتي لأن نسبة الشباب فيه كبيرة، ولكن لو أطلعنا على نسبة فرص الشباب لتولي مناصب قيادية نجدها ضئيلة جداً، وهذا عكس ما ينادي به مليك البلاد الشاب جلالة الملك عبدالله الذي ينادي في كل المحافل بإعطاء الدور الأكبر للشباب وإشراكهم بإتخاذ القرار والمقصود بالشباب ليس عمراً فقط وإنما فكراً وثقافة وأقصد بكلامي الفكر الشاب ، كثير من المفاهيم تبدلت في آخر سنوات وبعض الطرق القديمة في الإدارة أو العمل ربما كانت تصلح قبل عشرات السنين، أما الان فمصيرها الفشل !! والمدير أو الوزير الذي نجح قبل عشرات السنوات بأسلوب ما ربما يكون هو الأفشل بين زملائه إذا ما لجأ لنفس الطرق الآن ...
ومن هنا جاء المثل 'لكل زمان دولة ورجال' وأعتقد أن هناك الكثير من التغيرات يجب أن تحملها المرحلة القادمة من إعطاء دور أكبر للشباب لأن محاربة الفساد تبدأ من هنا ... من أن يشعر كل شخص بإنجازه وكينونته
الدكتور محمد أبوعمارة
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو