الجمعة 2024-12-13 01:45 م
 

إرهـابيٌّ يتهـم الفلسطينيين بالإرهاب

09:32 ص

لأنهم قاطعوا جنازة شمعون بيريز فقد نفذ أعضاء الكنيست الإسرائيلي التابعين لأحزاب الإئتلاف الحكومي تهديدات بنيامين نتنياهو بالخروج جماعياًّ من قاعة الإجتماعات كلما نهض أحد النواب العرب من القائمة المشتركة لإلقاء كلمته ولعلَّ ما يعطي هذا التصرف الطابع العنصري أن نحو ستين نائباً إسرائيلياً من بينهم رئيس الوزراء نفسه ومعه جميع وزراء حزبه باستثناء واحد فقط قد نفذوا تعليمات رئيسهم «الليكودي» خلال جلسة إفتتاح الدورة الشتوية البرلمانية يوم أمس الأول الثلاثاء.اضافة اعلان


وبالطبع فإن النواب العرب من القائمة المشتركة قد ردوا على هذه الخطوة الإسرائيلية بالإنسحاب من قاعة الكنيست عندما جاء دور نتنياهو ليلقي خطابه وهنا فإن المفترض أن يشمل الإنسحاب النواب العرب كلهم وليس أعضاء القائمة المشتركة وذلك لأن هذا الإجراء الذي اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس سببه الفعلي والحقيقي المقاطعة لجنازة شمعون بيريز وإنما كبداية لعزل المجموعة العربية النيابية في إطار التمادي في استهداف الفلسطينيين وإشعارهم دائماً وأبداً وباستمرار بأن هذه الأرض ليست أرضهم وأن هذا الوطن ليس وطنهم!!.

وحقيقة أن هذا لم يعد توجُّهاً وفقط وإنما سياسة متبعة ورسمياًّ من قبل حكومة بنيامين نتنياهو بل ومن كل الحكومات الإسرائيلية ولكن بطرق لا يصل مستوى وضوح عنصريتها إلى ما تفعله هذه الحكومة التي يحتل فيها موقع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي لم يكتف بما أقدم عليه زملاؤه وإنما قال:»إن الكنيست لا يمكنها تجاوز قرار تنظيمات الإرهاب فيها بمقاطعة جنازة الرئيس التاسع أي( شمعون بيريز).. لقد رفضوا التوقيع على إتفاق فائض الأصوات مع «ميرتس» لأنها كتلة صهيونية .. إن هؤلاء يمثلون الإرهاب .. إنهم غير شرعيين وغير مرغوب فيهم هنا.. آمل أن تتواصل هذه المقاطعة حتى نهاية هذه الدورة.. وهذا ما سيكون من قبل(يسرائيل بيتنا) على الأقل!!.

ربما أن البعض، بعض الفلسطينيين وبعض العرب، يعتبرون أنَّ كل هذا هو مجرد حركات استعراضية وفقط لا غير لكن على هؤلاء وعلى غيرهم أن يدركوا أن المجتمع الإسرائيلي كله قد شهد خلال ما مضى من سنوات هذا القرن ومن سنوات العقد الأخير من القرن الماضي تحولاً بطابع عنصري واضح نحو اليمين والدليل هو أنَّ حزب العمل الذي كان يعتبر «ليبرالياً» ويساريا قد تراجع حتى حدود الإقتراب من الإختفاء وأن الحزب الشيوعي (راكاح) لم يعد موجوداً إلا في الملفات التاريخية القديمة وبالتالي فإن إسرائيل كلها قد اتضحت على حقيقتها فالشعب الفلسطيني بالنسبة إليها هو مجرد مجموعات من الإرهابيين وأنه يقيم في أرض ليست هي أرضه وأن عملية السلام كذبة كبيرة وأنَّ «أوسلو» ستبقى مجرد حبر على ورق .

لكن ومع ذلك فإنه ليس أمام الشعب الفلسطيني إلا مواجهة هذا كله بالإنفتاح على العالم وبتعرية حقيقة المواقف الإسرائيلية والإستمرار بتحقيق حتى الإنجازات المتواضعة على الصعيد الدولي كالإعتراف بفلسطين دولة تحت الإحتلال والحصول على عضوية الـ»يونسكو» وعضوية محكمة الجنايات الدولية وكإنتزاع القرار الأخير بنفي أي علاقة لليهود وإسرائيل بالأماكن المقدسة في القدس الشريف والإعتراف بأنها أماكن عربية وإسلامية.

إن هذه الإنجازات مهمة وضرورية وبخاصة في ظل هذه الأوضاع التي باتت تعيشها العديد من الدول العربية لكن هنا فإن المطلوب من بعض العرب أن يكونوا فاعلي خير بالنسبة للمسائل الفلسطينية الداخلية وألاّ يكونوا «محاريك شرٍّ» ثم وأنه لا بد من وضع أسماء أعضاء الكنيست الإسرائيلي الذين اتخذوا هذه المواقف العنصرية الآنفة الذكر ضد النواب العرب في هذا الكنيست على القوائم السوداء وكل هذا وأن تكون هناك مساع جدية لإحالة أفيغدور ليبرمان على محكمة الجنايات الدولية ليس لأنه اتهم العرب كلهم بالإرهاب وفقط بل لأنه يمارس الإرهاب الكلامي والفعلي ضد الشعب الفلسطيني.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة