السبت 2024-12-14 08:16 م
 

إستقالة عائلة شومان بعد صراع مع موالين لعائلة الحريري

12:44 ص

الوكيل - رصد/سرعة الحكومة الأردنية في التعبير عن ثقتها بإستمرار أعمال البنك العربي العريق مزدهرة بالرغم من الإستقالة المفاجئة والمدوية لعائلة شومان ظهر الخميس تظهر بأن مؤسسات القرار الأردنية {علىاضافة اعلان


إطلاع} على حيثيات الأمر والأهم لا تمانع الترتيبات الجديدة في مجلس إدارة أهم ذراع مصرفية في البلاد وأحد أهم المؤسسات المالية العربية .

ويمكن تلمس هذا الموقف الرسمي عبر التصريح المقتضب الذي أصدره محافظ البنك المركزي الأردني تعقيبا على قرار إستقالة عائلة شومان من الإدارة العليا للبنك العربي حيث قال المحافظ الدكتور زياد فريز وهو بالمناسبة أحد المخاصمين فنيا وتقنيا لإجتهادات عائلة شومان بالعادة بأن أوضاع البنك العربي لن تتأثر وأعماله ستبقى مزدهرة .

فريزأبلغ الرأي العام بأن إدارة البنك المركزي تعلم بالتغيير الحاصل في البنك العربي وكشف النقاب عن إستقالة رئيس مجلس الإدارة عبد الحميد شومان بعد خلافات مع بقية أعضاء مجلس الإدارة رافضا الكشف عن هذه الخلافات لكنه إعتبرها تقنية وفنية بمعنى خالية من المضمون السياسي .

المحافظ فريز قال أيضا بأن إستقالة عائلة شومان لن تؤثر على أعمال البنك في موقف ينطوي على {مباركة ضمنية} من قبل السلطات الأردنية لهذا الإنسحاب الدراماتيكي لأعرق عائلة إقتصادية في تاريخ الإقتصاد الأردني فيما كان رئيس مجلس الإدارة عبد الحميد شومان نفسه قد أرجع إستقالته لخلافات مع الإدارة التنفيذية العليا للبنك حول تسيير الأعمال.

اللافت في المسألة أن رجل الأعمال الفلسطيني الشهير صبيح المصري وهو نائب شومان في مجلس الإدارة وصديقه الشخصي وجليسه الأسبوعي سارع هو الأخر لقيادة مجلس الإدارة في ظل التغيير المفاجيء الجديد الذي لم تتضح بعد جميع تفاصيله وأسراره حيث أكد المحافظ فريز بأن صبيح المصري الأن يجلس على كرسي رئاسة مجلس الإدارة خلفا لشومان بموجب القانون حتى يتم تسوية الأمر وإنتخاب رئيس مجلس إدارة جديد.

شومان وهو إقتصادي كبير جدا في الأردن لم يكتف بالإنسحاب وحيدا من الإدارة العليا في البنك العربي بل إستقال معه ثلاثة مدراء كبار في جهاز المؤسسة هم جميع أولاده وهم دينا وعبد المجيد الحفيد ومنى شومان .

وإضفاء طابع عائلي على الإستقالة يشير إلى انها إستقالة قد لا يقصد بها أن تكون قطعية ونهائية فالعائلة تملك حصة كبيرة ولا يستهان بها من البنك العربي وعائلة شومان قد تستثمر الإستقالة لاحقا وحصتها في الأسهم بالضغط على مستويات الإدارة التنفيذية.

وعلمت القدس العربي بأن وفدا من شخصيات إقتصادية وسياسية بارزة يجري إتصالات حاليا بالتنسيق مع صبيح المصري وعائلة شومان لتجنب {أزمة كبيرة} يمكن أن تواجه البنك العربي وسعر أسهمه في السوق بعد إستقالة عائلة شومان ويبدو أن المصري نفسه إضافة لشخصيات أخرى من بينها وزير المالية الأردني الأسبق أمية طوقان ونظيره باسم السالم يقومون بهذه الإتصالات .

إلى ذلك إنتهى الأمر بإستقالة شومان من البنك العربي بعد عملية {إقصاء} تدريجية تعرضت لها العائلة من مستويات القرار في الإدارة العليا لأجهزة البنك على مدار أكثر من عامين خصوصا وأن العائلة لا تربطها علاقات متينة بمكتب المدير العام التنفيذي نعمه الصباغ الذي يسيطر بدوره على العدد الأكبر من مدراء الأقسام في الإدارة العليا .

وإستعان الصباغ منذ وقت طويل بنخبة من المصرفيين اللبنانيين والأجانب الذين ساهموا معا فيما يبدو وحسب معلومات القدس العربي بإبعاد وإقصاء نخبة من الشخصيات القيادية في الإدارة العليا للبنك التي كانت محسوبة دوما على عائلة شومان في الوقت الذي إستخدم فيه الصباغ كمدير تنفيذي صلاحياته الإدارية الكاملة في السيطرة على كل الأدارات العليا الأساسية مع بروز تنافس مع عائلة شومان على {ولاء} بعض المدراء الكبار وتوجيه الإستثمار .

وقال مصدر مطلع جدا على ما يجري للقدس العربي بأن الإدارة التنفيذية حاولت تقليم أظافر عائلة شومان منذ أكثر من عامين بإبعاد طبقة كبيرة من كبار الموظفين الموالين لها , الأمر الذي دفع الرئيس المستقيل عبد الحميد شومان عدة مرات لمطالبة مجلس الإدارة بتقييد صلاحيات الإدارة التنفيذية في بعض الأعمال دون فائدة .

وفي كواليس المسألة يتهم شومان صديقه ونائبه صبيح المصري بعدم بذل الجهد الكافي للتضامن مع توصياته في مجلس الإدارة .

وتؤشر كل الحيثيات بأن مشكلات ومتاعب شومان وعائلته مع مسئولي الإدارة التنفيذية العليا للبنك بدأت تظهر في الواقع منذ عدة سنوات بعدما ظهرت بصمات عائلة الحريري اللبنانية في أطقم الإدارة العليا التي أطاحت تدريجيا بالموالين لعائلة شومان قبل أن يتفجر الأمر بالإستقالة الجماعية للعائلة ظهر الخميس .

وكان شومان في كتاب إستقالته الموزع على وكالات الأنباء إنه منذ العام 1930 عملت عائلة شومان على بناء بنك يخدم العالم العربي وشعوبه.. بنكاً ملتزما قائماً على أسس متينة من المبادئ والقيم ومدعماً بالأخلاق والشفافية العالية.

وأضاف: انطلاقاً من حرصي على مصلحة البنك قمت بنقل ملخص عن ملاحظات عدد من مدراء ومسؤولي البنك الذين قاموا، بكل جرأة وموضوعية، ببيان عدد من الأمور والقضايا الهامة التي قد ينجم عنها نتائج لا تصب في مصلحة البنك ولا تحقق أي تقدم أو تطور في سياسات وإجراءات العمل ولا في نتائج البنك المالية.

وقال شومان : إلا أنني تفاجأت وأصبت بخيبة أمل كبيرة حين تبين لي أن الأشخاص المناط بهم حماية مصالح البنك ومسؤولية المحافظة عليه من خلال صلاحيات وسلطات منحت لهم لضمان ازدهاره كانوا هم نفس الأشخاص الذين لم يعيروا هذا الأمر أي اهتمام حيث لم يقم المدير العام التنفيذي بمناقشة هذه الملاحظات أو بيان وجهة نظره تجاهها الأمر الذي دعاني إلى دعوة المجلس للاجتماع لتدارس هذه الملاحظات وموقف المدير العام التنفيذي منها

وتابع : جوبهت بردة الفعل ذاتها من نائب الرئيس ومجلس الإدارة.. وعلى الرغم من أنكم قمتم بأخذ زمام المبادرة وتحملتم مسؤولياتكم بتبيان تلك الملاحظات الهامة إلا أنني أجد نفسي مضطرا لإخباركم أن مديركم العام التنفيذي ومجلس الإدارة لم يقوموا بتحمل أعباء مسؤولياتهم القانونية بما يحمي ويحقق مصلحة البنك…

وأوضح شومان أنه لا يستطيع الاستمرار بالبقاء كجزء من مجلس الإدارة الذي يدير ظهره لموظفي البنك فيما يتعلق بمواضيع قد يكون من شأنها الإضرار بالبنك.. ولا أستطيع الإبقاء على أي رابط مع هذه المجموعة التي لا تقيم وزنا لمصلحة البنك والمصلحة العامة.

وعبد الحميد شومان مؤسس البنك العربي والد عبدالمجيد شومان ، ولد في بلدة بيت حنينا القريبة من القدس في عام 1888، هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1911، وعمل كبائع متجول، ثم عاد إلى فلسطين في عام 1929، وأسس البنك العربي في القدس عام 1930، والبنك العربي معروف حاليا على المستوى العالمي.

وتعد المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، وسعودي اوجيه (سعودية الجنسية) واوجيه ميدل ايست هولدنج اللبنانية وبنك المتوسط اللبناني وجميعها تعود ملكيتها لأسرة الحريري، ومؤسسة عبد الحميد شومان ابرز المساهمين في البنك.

وأصبح البنك مؤسسة عالمية وأحد أضخم المصارف العربية وتنتشر فروعه اليوم في 5 قارات حول العالم.

{عن القدس العربي}


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة