.. إلا الفرح

أكثر شعب في العالم يجلد ذاته نحن .... في التسعيين سنه من عمر الدولة وبالرغم من فقر الموارد, وصعوبة الإقتصاد إلا أننا صنعنا أهم نظام تعليمي في العالم العربي ..مثلا شهادة الطب التي تمنحها الجامعية الأردنية ما زالت هي الأقوى من بين كل جامعات المنطقة ..بالرغم مما يعانيه النظام التعليمي, وأنشأنا أهم نظام صحي في العالم العربي فما زال الأشقاء العرب يقصدوننا للعلاج ....وكفاءة الأطباء لدينا هي الأعلى , اقمنا افضل شبكة طرق في المنطقة ....فأنت أحيانا تدخل محافظات بعيدة ..تندهش للبنية التحتية .اضافة اعلان

أفضل نظام مصرفي في العالم العربي لدينا فالبنك العربي استطاع أن يكون الأهم والاقوى في المنظومة البنكية العربية ...وأنتجنا اقوى وأفضل جيش فهو الأعلى إنضباطية في العالم والأكثر تدريبا وتسليحا .
أنتجنا أيضا عقلا أردنيا هو الذي أسس المنظومات التعليمية والبيروقراطية في العالم العربي ....ونحن أيضا من نافس مصر في الدراما , وصدرناها للعالم العربي ..
الأهم من ذلك أنتجنا أكثر نظام سياسي متسامح , فهو النظام الوحيد في العالم الذي لم يتورط بالدم ولا بالسحل ولا بالقتل .
ولكن حين تفتح بعض المواقع وتشاهد تويتر وفيس بوك ..تكتشف أننا أكثر شعب فاسد في العالم , وان الجامعات هي مكان لتراشق الحجارة والمشاجرات وأن نصف ضحايا الشعب الأردني من الأخطاء الطبية ,وتكتشف ..أن البلد على حافة الهاوية , وأن الفساد ينخر مؤسساتنا , وتكتشف أيضا ...أن الأردن وطن بديل وأنه مهدد في وجوده ...وأن عمان موزعة بين الجريمة المنظمة والسطو والقتل .
من أسس الفيس بوك وتويتر ...قام بتأسيس هذه المواقع لخدمة البشرية ولصناعة الفرح والتواصل بين الناس , ولكننا بكل اسف نستعملها للردح وللشتم ..ولتكسير كل شيء له قيمة في بلدنا ....
الشراسة التي أصبحت صفه للناس والهجوم ...المبرر وغير المبرر والإتهامية وكل هذه الاشياء ستشكل فيما بعد أزمة إجتماعية من الصعب حلها ..ونحن اليوم نعيش هذه الأزمة بكل تفاصيلها , لأن ثمة قوى في المجتمع تؤجج كل صراع ....فالهوشة التي تحدث في جامعة بين عشرة اشخاص , تنشر في (200) موقع ويعلق عليها ( 150) ألف شخص عبر الفيس بوك وتنقل في تويتر , ومن الممكن ان يكون أحدهم جالسا في مكان بعيد في استراليا مثلا ...ولم يزر البلد منذ عشرين عاما ويكتب :- نظامنا التعليمي انهار .
نحن شعب نجلد أنفسنا ( عالنازلة وع الطالعة) ....لقد كنا برغم فقرنا وتعبنا أكثر شعب في العالم ينتج الفرح , والان نحن ننتج تشكيكا ورجما , وانهيارا ...كل شيء صرنا ننتجه إلا الفرح .