سيغادر باراك أوباما البيت الأبيض يوم الجمعة المقبل ويخلي كرسي الرئاسة للرئيس الجديد دونالد ترمب وكان إستعداداً لهذه المغادرة الأبدية قد أدلى بتصريحات صحافية تطرق فيها إلى تعاطيه مع الأزمة السورية وحرص على أن يقول أنه غير آسف على ما فعله بالنسبة لهذه الأزمة وأنه أوقف الضربة، التي كان هدد بها رئيس النظام السوري، لبديل هو تخلصه من كل ما يمتلكه من الأسلحة الكيماوية.. وهذا في حقيقة الأمر مشكوك به بل أنه غير صحيح على الإطلاق.
ولعل ما لم يدركه أوباما، هذا الذي كان معه متسع من الوقت، هو لو أن مساومته للروس، في تلك الفترة التي كان فيها نظام بشار الأسد آيلاً للسقوط على بديل مقبول لهذا النظام إن ليس بصيغة «جنيف1» والمرحلة الإنتقالية فقريب منها لكانت سوريا ليست على ما هي عليه الآن من تمزق ومن «إحتلالات» يشارك فيها بالإضافة إلى إيران وروسيا أكثر من ستة وستين تشكيلاً وتنظيماً طائفياً تم إستيرادها من العديد من الدول القريبة والبعيدة.
والمؤكد أن أوباما، الذي لم يتحلَّ بالشجاعة الكافية وهو يستعد لمغادرة البيت الأبيض يوم الجمعة المقبل، ويعلن أسفه الشديد لأنه لم يتعامل مع الأزمة السورية، التي أصبحت على ما هي عليه من كل هذه التعقيدات الكثيرة، كرئيس لأكبر وأهم دولة في العالم وإن رداءة أداء إدارته، إن ليس تآمرها ، قد ترك لهذه المنطقة، التي تعاني من أوجاع وتحديات متعددة فعلية، قنبلة متفجرة هائلة بات من الواضح أنه من الصعب السيطرة عليها بسهولة.
كان على باراك أوباما، هذا الذي كنا قد توسمنا به خيراً في البدايات وبخاصة بعد خطابه الشهير في مدرج جامعة القاهرة، أنْ يتحلى بالشجاعة وهو يستعد لمغادرة البيت الأبيض ويعلن عن أسفه الشديد لا بل عن ندمه بأنَّ تخاذله لا بل «تآمره» بالنسبة للأزمة السورية قد إستدرج الإيرانيين إستدراجاً لإحتلال هذا البلد المحوري وإقامة «مستوطنات» مذهبية فيه تابعة للولي الفقيه في طهران وكما استدرج أيضاً الروس الذين ما كانوا يحلمون أن تطأ أقدامهم المياه الدافئة وأن يقيموا كل هذه القواعد التي أقاموها على شواطىء المتوسط الشرقية .
وهكذا وإذا كان أوباما غير آسف على ما فعله في سوريا وبالتالي في هذه المنطقة المتفجرة كلها فنحن أيضاً غير آسفين على رحيله وذلك مع أن البديل هو هذا الذي ومنذ فوزه في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة وهو يواصل «تذَّيله» للروس ويواصل تحاشيه لإستفزازهم وهذا يعزز الإعتقاد بأنَّ المخابرات الروسية لديها ضده الكثير من المستمسكات «المعيبة» وفقاً لـ»الأشرطة» التي يقال أن عميلاً سابقاً للمخابرات البريطانية قد أوصلها للأجهزة الأمنية الأميركية المعنية.
إنه لا يوجد ما يجعل أهل هذه المنطقة المتفجرة يبدون أسفهم لرحيل باراك أوباما فهو كان سبباً رئيسياًّ في وصول الأزمة السورية إلى ما وصلت إليه وهو ترك الأزمة الفلسطينية أسوأ كثيراً مما كانت عليه قبل ثمانية أعوام... وهو جعل من الولايات المتحدة دولة ثانوية مقارنة بما أصبحت عليه روسيا الإتحادية... وجعلها تفقد تركيا وعلى وشك أن تفقد حلف شمالي الأطلسي وتفقد حلفاءها الأوروبيين أيضاً!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو